إفريقيا في 2024.. رئيس من السجن للقصر وفيضانات

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 30, 2024

شهدت إفريقيا العام الذي يقارب على نهايته أحداثا مهمة وفارقة لعل أهمها تنظيم الانتخابات الرئاسية في 14 دولة إفريقية ما جعل عام 2024 عام انتخابات رئاسية بامتياز، وشكلت الأحداث التي صاحبت هذه الانتخابات من صراعات وتحالفات وشد وجذب بين المعارضة والموالاة، نقاط تحول أعادت تشكيل المشهد السياسي في عدد من الدول.

وجدد تنظيم الانتخابات الرئاسية في عدد من الدول الإفريقية التساؤل الجوهري بالقارة السمراء حول مدى احترام اختيارات الناخبين، ووضع من جديد تحدي التغيير الديمقراطي على المحك.

وإضافة الى الانتخابات الرئاسية عاشت إفريقيا أحداثا مهمة منها ما يتعلق بإنشاء تحالفات بين دول الساحل التي شهدت انقلابات في السنوات الأخيرة ومواصلة محاولات الانقلاب العسكري واستمرار فقدان فرنسا لنفوذها بمستعمراتها السابقة، إضافة الى تأثير الصراع في السودان على الوضع الإنساني المتردي في البلاد.

كما شهدت مجموعة من البلدان الإفريقية فيضانات وأعاصير غير مسبوقة في استمرار لتأثير ظاهرة تغير المناخ وما يتسبب به من كوارث طبيعية قاسية على الحياة اليومية للعديد من البلدان الأفريقية ما تسبب في سقوط مئات القتلى وخلف أضرار مادية كبيرة.

حمى الانتخابات
شهدت 14 دولة افريقية انتخابات بالاقتراع المباشر وغير المباشر (كما في إثيوبيا وموريشيوس). حيث نظمت الانتخابات الرئاسية المباشرة في كل من تشاد ورواندا والجزائر وتونس وموزمبيق وغانا وجنوب أفريقيا وموريتانيا وجزر القمر وإثيوبيا والسنغال وناميبيا.

وفي غالبية هذه الانتخابات نجح الرؤساء المنتهية ولايتهم في الفوز بإعادة انتخابهم من جديد لولاية أخرى، باستثناء بوتسوانا وموريشيوس، حيث هُزم الرؤساء المنتهية ولايتهم على يد خصومهم.

أما في السنغال وغانا، فلم يتمكن الرئيسان المنتهية ولايتهما من الترشح بسبب قصر الولاية الرئاسية على فترتين متتاليتين فقط، بالتالي فقد تمكن المعارضون من تحقيق الفوز في هذه الانتخابات، بالتالي فقد نجح السينغال وغانا في تقديم نفسيهما كلبدان ديمقراطيان في وسط يشهد بعدا عن الممارسة الديمقراطية بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية بغرب افريقيا.

السنغال وانتخاب رئيسة
من الأحداث الفارقة لسلسلة الانتخابات في افريقيا ما شهدته ناميبيا التي اختارت رئيسة للمرة الأولى في تاريخها هي نيتومبو ناندي ندايتواه التي كانت نائبة الرئيس ومن الحزب الحاكم وفازت في الانتخابات من الجولة الأولى بنسبة 57.31% من الأصوات.

كما شكلت انتخابات السنغال حالة خاصة في مجموعة الانتخابات الرئاسية التي شهدتها إفريقيا هذا العام، فقد تمكن معارض خرج من السجن قبل 10 ايام فقط من الفوز بالانتخابات التي نُظمت بعد سلسلة من احداث العنف بسبب قمع المعارضين وعزم الرئيس المنتهية ولايته ماكي صال الترشح.

وتمكن المعارض الخارج من السجن للتو باسيرو ديوماي فاي من الفوز بالرئاسة مستفيدا من منع زعيم المعارضة عثمان سونكو من الترشح، وحصل على نسبة 54.28% من الأصوات، متجاوزا مرشح الحكومة أمادو با الذي حصل على 35.79% من الأصوات.

وجرت الانتخابات في 24 مارس 2024 بعد عدة مظاهرات عنيفة شهدتها البلاد ضد نظام ماكي سال الذي كان قد أعلن في هذه الأثناء تأجيل هذه الانتخابات إلى 15 ديسمبر 2024 وفي النهاية تم التوافق على اجراء الانتخابات في مارس ونجح مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي، 44 عامًا، بالفوز بها ليصبح بذلك أصغر رئيس للجمهورية يتم انتخابه في أفريقيا.

فيضانات وأعاصير
عرفت عدة مناطق بافريقيا وخاصة منطقة الساحل فيضانات وأعاصير وموجات جفاف تسببت في سقوط مئات القتلى وخلفت أضرار مادية كبيرة، ففي تشاد قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ان الفيضانات أثرت 964 الف شخص وتدمير 70 الف منزل كما غمرت المياه أراضي زراعية ودمرت محاصيل. وفي نيجيريا، أثرت الفيضانات على 27 ولاية، مما أدى إلى نزوح أكثر من 227 ألف شخص.

وتضررت منطقة وسط وغرب أفريقيا بشكل خاص هذا العام، مما ادى الى وفاة أكثر من 1500 شخص، ومن بين اكثر البلدان تأثرا بالفيضانات نجد مالي والنيجر والكونغو وكينيا، وبينما واجهت مناطق معينة فيضانات وامطار غزيرة، شهدت مناطق أخرى أسوأ عام من الجفاف، سواء في الجنوب الافريقي كزامبيا وملاوي، او الشمال كالمغرب وتونس.

تحالف الساحل
وأعلنت ثلاث دول تقودها انظمة عسكرية قامت بانقلابات خلال العامين الماضيين، عن انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "إيكواس" في سعيهم لتشجيع دول اخرى بغرب افريقيا على الدخول معهم في تحالف الساحل الذي أنشأتهم هذه البلدان بدعم من روسيا، وهي مالي والنيجر وبوركينافاسو.

ولم تفلح جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا في ثني تلك البلدان للعودة عن قرار الانسحاب الذي قالت انه لا رجعة فيه.
وفي عام 2024 واصلت روسيا كسب المزيد من الحلفاء بافريقيا فيما فقدت فرنسا نفوذا مهمة بمستعمراتها السابقة خاصة بتشاد التي انهت تعاونها العسكري مع باريس.

حلم الهجرة
لم يتوقف مسلسل الهجرة غير الشرعية من افريقيا نحو اوربا فوفقا لأرقام المنظمة الدولية للهجرة، وصل النصف الاول من عام 2024، ما يقرب من 60216 مهاجرا إلى أرخبيل جزر الكناري الإسبانية بشكل غير نظامي، بما في ذلك 57738 عن طريق البحر، فيما توفي أكثر من 4800 شخص حاولوا الوصول إلى جزر الكناري على هذا الطريق في الفترة من يناير إلى مايو 2024.

وتعكس هذه الأرقام اليأس المتزايد لدى الشباب الافريقي في مواجهة غياب آفاق المستقبل وارتفاع نسبة البطالة والفقر في بلدانهم، ما يدفعهم الى تحدي الموت على أمل البحث عن مستقبل أفضل.

تغييرات ومحاولات انقلاب
عانت بوركينا فاسو من عدم الاستقرار خلال عام 2024، بسبب محاولات الانقلاب العسكري التي تورطت فيها شخصيات أجنبية، بحسب المجلس العسكري الحاكم الذي أكد أن مجموعة مكونة من 150 مسلحا كانت ستهاجم القصر الرئاسي في واغادوغو، في حين شنت مجموعات أخرى هجوما على قوات الأمن والدفاع على الحدود مع ساحل العاج.

أما في توغو فقد انتقلت البلاد في مايو 2024، من نظام شبه رئاسي إلى نظام برلماني من خلال تغيير الدستور الذي أجراه النواب بدعم من الرئيس فور غناسينغبي، ورغم اقراره ظل الدستور الجديد محل نزاع من قبل المعارضة ومنظمات المجتمع المدني التي تتهم الرئيس الحالي بالسعي للاحتفاظ بالسلطة مدى الحياة.

كأس العالم بالمغرب
نجح المغرب وإسبانيا والبرتغال بالفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2030 والعام الذي يصادف الذكرى المئوية لأقوى وأكبر حدث بالعالم، فقد قرر مجلس الفيفا 11 ديسمبر الجاري بالإجماع بتزكية الملف المشترك الذي يجمع بين أوروبا وإفريقيا لأول مرة.

وبذلك يصبح المغرب ثاني دولة إفريقية تستضيف هذه المسابقة، بعد جنوب أفريقيا عام 2010، وكان المغرب قد حاول خمس مرات الفوز بتنظيم مسابقة كأس العالم أعوام: 1994، 1998، 2006، 2010 و2026.

جدري القردة
استأثر مرض جدري القرود الذي انتشر في عدد من الدول الإفريقية باهتمام كبير، وسارعت الدول التي انتشر بها الى وضع خطط من أجل حصر الإصابات وتوفير اللقاح.

واستوطنت السلالة الثانية من مرض جدري القردة في وسط إفريقيا، وبعد اكتشافها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، انتشرت في عدة دول.


العربية.نت