قال وزير خارجية إيران عباس عراقجي إن سوريا تمر بامتحان صعب، حيث هناك تهديد ناجم عن تحركات القاعدة وداعش، كما هناك خشية من أن يجعل الإرهابيون سوريا حاضنة آمنة لهم، وفق تعبيره. وقال عراقجي في مقال كتبه في صحيفة "الأخبار" اللبنانية، "سوريا اليوم تمر بامتحان صعب. وهناك تهديد ناجم عن تحركات التيارات الإرهابية كالقاعدة وداعش، وهذا ما فاقم من القلق في المنطقة، كما إن هناك خشية من أن يجعل الإرهابيون سوريا حاضنة آمنة لهم. من ناحية أخرى، هناك تحديات، ناجمة عن الاعتداءات والتدخل العسكري للكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا، ومتحديهما الإقليميين من الخارج. وهؤلاء ارتكبوا أخطاء إستراتيجية لا تغتفر في حساباتهم".
وأضاف: "تبقى المقاومة السبيل الوحيد المتاح أمام أبناء هذه المنطقة، لمواجهة الاعتداءات السافرة للكيان الصهيوني (..) إنه من السذاجة بمكان، أن نتصور أنه بتغيير لون علم دولة سوف تتغير الرؤى والتطلعات الاجتماعية لذلك المجتمع. إن الشعب السوري يمثله أولئك الشجعان، الذين سطروا ملاحم المقاومة في حرب تشرين عام 1973. كما إن وجهة نظر أبناء سوريا الأحرار في الدفاع عن القضية الفلسطينية، كانت سببا أساسيا في تبدد آمال الأعداء، بانفصال سوريا عن جبهة المقاومة، رغم انضمام نظام الحكم العروبي البعثي السابق إلى صفوف المشاركين في مؤتمر مدريد".
وتابع: "من وجهة نظري، أعتقد أن أحداث سوريا الأخيرة، يجب ألا تؤدي إلى انتهاك السيادة، ولا الاعتداء على وحدة الأراضي وهزيمة نظام الحكم الوطني في هذة الدولة، بل تشكل هذه الأحداث فرصة سانحة من أجل إظهار الاحترام لآراء كل المكونات القومية، واحترام كل الاتجاهات الفكرية الموجودة في سوريا".
واعتبر عراقجي أن "السبيل للخروج من المأزق الحالي، والحفاظ على استقلال الشعب السوري، يكون عبر الحفاظ على الانسجام والتعايش بين أبناء هذا البلد. كذلك، عبر الانتخابات الحرة، ضمن سياق تقرير مستقبل هذا البلد على أيدي جميع أبنائه. إن احترام آراء الشعب، يتم عبر انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الشعب السوري، وتقود إلى تشكيل نظام سياسي اختارته كل مكونات المجتمع. وهو ما يشكل لبنة وتوجه السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في إطار القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي".