خاص -التحايل على اتفاق وقف إطلاق النار غباء أم عمالة؟ - المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, December 14, 2024
خاص الكلمة اونلاين
المحامي فؤاد الأسمر
"الخطأ الجسيم المعادل للغش" مبدأ قانوني يُقصد به الخطأ الذي يصدر عن قصد وتبصّر للنتائج، وهو ما تنطبق عليه ارتكابات ميليشيا ايران في لبنان التي دأبت على توجيه صواريخها وعملياتها الحربية تجاه العدو، رغم التهديدات والمناشدات الدولية لها بالتوقف، الأمر الذي أعطى العدو الذريعة للهجوم على لبنان وسحق مدنه واحتلالها وقتل وجرح عشرات آلاف اللبنانيين. على أثر العدوان الاسرائيلي وصرخات الاستغاثة، تحركت الديبلوماسية الدولية حيث رضخ لبنان لاتفاق دولي يقضي بوقف إطلاق النار مقابل انسحاب ميليشيا ايران إلى ما وراء الليطاني ونزع سلاحها بالكامل وحصره "على جميع الأراضي اللبنانية" بالجيش وبالقوى الأمنية الشرعية وحدها. ما إن توقف إطلاق النار حتى سارعت الحكومة إلى محاولة التحايل على الاتفاق وتحريفه واعتبار ان نزع السلاح محصور فقط في جنوب الليطاني، فيما تسعى الميليشيا إلى استعادة قدراتها العسكرية والمالية، مما يعطي العدو الذريعة لمتابعة احتلاله وعدوانه اليومي بحق لبنان. مع التأكيد على أن ذلك يرتب تطبيق احكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي يعطي لمجلس الأمن الحق باعتبار هذه الخروقات تشكل أعمال عدوان وأن يلجأ إلى وقفها عبر التدخل العسكري الدولي المباشر لقمع لبنان كما واتخاذ سلسلة إجراءات بحقه كالحصار وفرض العقوبات وقطع الاتصالات الاقتصادية وسواها. مما يعني أن الميليشيا والحكومة أنما يتعمدان ارتكاب الأخطاء الجسيمة والخطيرة المعادلة للغش والتي تؤدي حكماً إلى احتلال لبنان وتدميره وقتل شعبه. فهل نحن أمام مجرد غباء أم عمالة وتواطؤ حكومي ميليشياوي؟ ومن يتحمل نتائجه؟