خاص- الخارج يترقّب... قوى المعارضة أمام "اختبار كبير"! - هند سعادة
شارك هذا الخبر
Tuesday, December 10, 2024
خاص- "الكلمة أونلاين"
هند سعادة
لا شكّ أن حزب الله سينال نصيبه من الضربة القاضية التي أسقطت نظام الأسد في سوريا وموازين القوى السياسية في الداخل اللبناني ستتغيّر ولكن على وقع هذا التحول الكبير يبقى السؤال الأبرز والأهم بحسب ناشر موقع "جنوبية"، الصحافي علي الأمين: "ما مدى قدرة قوى المعارضة على الاستثمار في هذه التطورات، وماذا تحمل هذه القوى في جعبتها من مواقف وأفعال للمرحلة المقبلة"؟
الأمين وفي حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" شرح أن "الحزب بات محاصرًا في الداخل اللبناني وتراجعه طبيعي في المرحلة المقبلة، فهو سيقوم بإعادة حساباته والقيام بقراءة مختلفة عما سبق وهذا الأمر من شأنه أن ينعكس على جميع الاستحقاقات القادمة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة".
وشدّد على أن "خطوات المعارضة في المرحلة المقبلة ستشكّل عاملًا مؤثّرًا لنسبة تراجع فريق الممانعة الذي يبقى رهن الدينامية السياسية للمشروع السياسي المقابل لمشروع حلفاء إيران وسوريا".
وعلى صعيد الملف الرئاسي، رأى الأمين أن "التّحول السّوري من شأنه أن يعيد خلط الأوراق على مستوى الاسماء المرشّحة لرئاسة الجمهورية، فعلى سبيل المثال، ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية سقط وفرص النجاح بالنسبة له انتهت"، مستبعدًا أن "يستمر حزب الله في دعمه".
وشدّد الأمين على أن "معيار التّحول الإيجابي في لبنان سيكون في حصول جلسة الانتخاب في 9 كانون الثاني وليس متعلّقًا بالشخصية التي سيتوافقون عليها"، معتبرًا أن "مجرّد الاتفاق على اسم مرشّح معيّن فهذا يعني أنهم قيّدوه لأنهم بتوافقهم يقرّرون كيفية عمله ما يجعله حكمًا مقيّدا بهم".
وتابع: "أما التّحول الفعلي والذي يجب أن يحدث فهو حصول جلسة الانتخاب ودخول القاعة من دون معرفة مسبقة بهوية الرئيس المنتظر وقيام النواب بعملية انتخابية ديمقراطية"، مشيرا الى أن "هذا الأمر في حال حصوله من شأنه أن يعطي دفعًا قويًا للبلد وللرئيس أيًّا كان اسمه فهو لن يكون مقيّدًا بأحد ولن يستطيع أحد السيطرة عليه لأنه جاء نتيجة عملية انتخابية ديمقراطية".
وقال: "إذا كانت المعارضة جدّية في لبنان ولديها رغبة في تغيير المعادلة في الداخل، فإنها ستركّز على فكرة حصول الاستحقاق بدل البحث عن التوافق على اسم الرئيس".
وأضاف: "هناك تحدّ أمام كل اللبنانيين وتحديدًا القوى التي كانت تربط الأزمة القائمة في البلد بوجود سلاح حزب الله والضغط السوري - الإيراني، فاليوم هذه الضغوط تراجعت والمطلوب من هذه القوى البدء بالتفكير بكيفية بناء البلد"، مشدّدًا على أن "التحديات المطروحة وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي ستكون اختبارًا لهم لاختيار المسار الذي سيسلكونه في بناء البلد، إما وفقا لمنطق التكاذب والمحاصصة أو وفقا لمبادئ الدولة والدستور والقانون".
وعن سلوك حزب الله المرتقب في المرحلة المقبلة، أوضح الأمين أن "المشكلة ليست في واقع حزب الله، إنما في عدم تصديق أو اقتناع الأكثرية بحقيقة ضعفه".
وقال: "كل القوى المعارضة مازالت تتعامل مع حزب الله كما لو أنه قادرٌ على التحكّم بالواقع السياسي والمجيء برئيس للجمهورية".
وأردف: "حزب الله الذي نعرفه انتهى، وهناك تركيبة جديدة يحضّر لها الحزب ولم تكتمل ملامحها بعد، علمًا أنه سيكون أضعف بكثير مما كان سائدًا في السابق"، قائلا: "خلال سنوات طويلة ركّزت هذه القوى خطابها على مهاجمة حزب الله أما اليوم ومع انسحاب أو تراجع حزب الله من المشهد السياسي، كيف ستتعامل مع هذا الواقع الجديد وما هي اللغة التي ستعتمدها في ظل غياب العنصر الاهم الذي كانت ترتكز عليه في خطاباتها وتحرّكاتها".
ورأى أن "على قوى المعارضة البدء بالتفكير بكيفية بناء الدولة وتحديد الخطوات التي سيتّخذونها على كافة المستويات ومنها تعزيز القضاء واستعادة هيبة الدولة، السياسة الخارجية للدولة، موقع لبنان في المنطقة وغيرها".
وختم: "هناك الكثير من الأسئلة التي غيّبتها قوى المعارضة نتيجة الوضع الذي كان سائدًا في السابق، واليوم عليها إعادة وضعها على طاولة البحث علمًا أن الأمور تحتاج للوقت الكافي حتى تتبلور بشكل واضح".
إذا، الطّابة أصبحت في ملعب المعارضة، فهل سيكون سلوكها على قدر تطلّعات مراكز القرار الدولية والعربية وتثبت قدرتها على قيادة لبنان الى بر الأمان والازدهار الذي طال انتظاره؟