بعد اجتماع كتلة "التجدّد".. معوض: الحزب يحاول فرض معادلة جديدة وعلى الكتل الوسطية حسم خيارها الرئاسي!
شارك هذا الخبر
Friday, December 6, 2024
عقدت كتلة "تجدد" مؤتمرا صحافيا، في حضور النواب: فؤاد مخزومي وأشرف ريفي وميشال معوض، لمناقشة آخر التطورات المحلية والإقليمية.
بعد الاجتماع، صرّح معوض، قائلا: "سبق وحذّرنا من جرّ لبنان الى حرب ليست حربه ومن مخاطر ربط لبنان بصراع نفوذ إقليمية وطالبنا بتحييد لبنان والعودة الى الدستور واتّفاق الهدنة والقرارات الدولية ولكن حزب الله أصرّ على جرّ لبنان الى الحرب خلافا لأبسط قواعد الشراكة الوطنية والدستور ولم يكتف بجرنا الى الحرب بل رافق هذه الخطوات بحملات من التخوين والتهويل والمزايدات".
ورأى معوض أن "هذه الحرب أسقطت كل شعارات حزب الله، فقد أكدت الحرب أن حزب الله ليس مقاومة لبنانية، إنما هو ميليشيا عابرة للحدود تجرّ لبنان لتنفيذ مصالح غير لبنانية"، مشيرا الى أن "المقاومة لا يمكن أن تستخدم السلاح ضد شعبها كما أكدت الحرب أن العلاقة بين إيران وحزب الله ليست مجرّد علاقة دعم سياسي ولوجيستي بل إدارة الحزب المباشرة بيد إيران".
وإذ شدّد على أن "سلاح حزب الله أدى الى تدمير لبنان الممنهج على مختلف المستويات"، تطرّق معوض الى "ما قاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول اتفاق وقف إطلاق النار عن أنه مجرّد آلية تنفيذية للقرار 1701 في جنوب الليطاني فقط"، قائلا: ما صدر عن قاسم غير صحيح فالنص واضح وهو يتمضن الآليات التنفيذية للقرار 1701 على جميع الاراضي اللبنانية بما يتضمن القرار 1680 و1559 وأي شخص يمكنه الاطلاع على نص الاتفاق الذي يدعو بشكل واضح الى نزع السلاح من جميع الجماعات المسلّحة في لبنان وبحيث تكون القوات الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح هي القوات اللبنانية (الجيش اللبناني)، قوى الامن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة والجمارك اللبنانية والشرطة البلدية".
وأضاف: "طالما وافق حزب الله على هذه الاتفاقية والنّص غير قابل للتقويل وواضح، لماذا يصرّ مسؤولو حزب الله على خطابات الانتصار وتكرار شعار "جيش، شعب ومقاومة"، مستذكرًا شعارا رفعه الشهيد سمير قصير "عسكر على مين" ليكرّره بصيغة جديدة "مقاومة على مين".
واعتبر معوض أن "هذه الخطابات والشعارات ليست مجرّد إنكار أو شد عصب لجمهور المقاومة بل يستخدمونها لوظيفة محددة وهي محاولة لخلق معادلة جديدة، تؤمّن من جهة أمن إسرائيل والحفاظ على هيمنة إيران على الداخل اللبناني عبر السلاح، حتى يظل لبنان ساحة مستباحة لإيران تستخدمها على طاولة المفاوضات".
وتابع: "هذه المعادلة نرفضها وسنواجهها وسنسقطها، يكفي ما مرّ على اللبنانيين والاثمان التي دفعوها دفاعًا عن مصالح غير اللبنانيين على أرضهم".
وأوضح أن "المعادلة التي يحاول فرضها حزب الله تحوّل عمليا جنوب الليطاني الى غزة ثانية، وشمال الليطاني الى مجرّد ساحة تسودها الفوضى والتشنّجات الداخلية ومعزولة عربيًا ودوليًا، كما تستطيع اسرائيل قصفها في أية لحظة ويعيش فيها ما تبقى من لبنانيين بالذل والفقر ويدفعون الثمن بالهجرة والقلق الدائم".
وأكد أن "الجميع دفع الثمن ولا يحمي اللبنانيين إلا الدولة والدستور والاقتصاد الشرعي والانفتاح على الخارج وتحييد لبنان، من هنا ندعو ككتلة تجدّد جميع اللبنانيين لمد اليد لبعضنا البعض، فلا إيران أو إميركا أو الخماسية يستطيعون حمايتنا بل ما يحمينا هو قيام الدولة والاستقرار الدائم والسيادة والنمو والازدهار لذلك على هذه الحرب أن تكون آخر الحروب في لبنان".
وقال: "تعالوا لنبني دولة سويًا ونحمي أنفسنا بوجه إسرائيل أو أي نظام آخر يريد المسّ بسيادة لبنان، وتحقيق هذا الأمر يتطلّب خارطة طريق تبدأ بتطبيق جدي لاتفاق وقف إطلاق النار ووضع حد للخروقات من الجهتين ومنع عودة الحرب وصولًا الى تثبيت اتفاقية الهدنة مع اسرائيل التي نصّ عليها اتفاق الطائف وبناء دولة فعلية وسليمة تضبط الحدود وتحتكر السلاح على كل الاراضي اللبنانية".
واستكمل: "هذا الأمر يتطلّب الى جانب التطبيق الجدي لاتفاق وقف إطلاق النار، إعادة تكوين المؤسسات ابتداء من انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة بمهمة واضحة هي تطبيق وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإدارة ورشة إعادة الاعمار بشفافية وعبر مؤسسات الدولة كما يجل ألا تتضمن فساد أو السماح باستغلالها كفرصة لمحاولة وضع اليد على بعض المناطق من جهة أخرى"، مؤكدًا أن "المساعدات حق لكل مواطن لبناني تدمّر منزله وهو واجب على الدولة وبداية القيام بالاصلاحات اللازمة حتى يعود لبنان الى سكة التعافي".
وقال: "ما سبق يعني أننا نريد رئيسًا للجمهورية بأسرع وقت، ولذلك نطالب بأن تكون جلسة 9 كانون الثاني حاسمة، ولكن نريد رئيسًا ينفّذ هذه المهام وليس "أبو ملحم" أو شخصية تكون الأضعف حتى يتمكّن الجميع من السيطرة عليها". وشدّد على أن "هذه الخيارات غير مقبولة بالنسبة لنا، فنحن نريد رئيسًا للجمهورية والحكومة يشبهان هذه المرحلة بأكبر توافق الجميع".
وذكر أن "لبنان على مفترق طرق والاتفاق الدولي الذي وافق عليه جميع اللبنانيين يمكن أن يشكّل مظلة دولية لحماية لبنان واللبنانيين ولبناء الدولة ولكن الخيار والقرار والمسؤولية تقع علينا كلبنانيين فإذا لم نرد بناء الدولة لا أحد يمكنه إجبارنا على بنائها ومن هذا المنطلق أتوجّه الى جميع اللبنانيين للتأكيد أن خيارنا يجب أن يكون لبنان أولا".
وأردف: "أتوجّه الى كل الكتل النيابية للقول أن هذه المرحلة لا مكان للرمادية ولا يوجد ما يسمّى بالوسطية بين الدولة والميليشيا أو بين الاستقرار والأمان والفوضى والصراعات، أو بين خيار النمو والازدهار والفساد والفقر. لا وسطية بين خيار الانفتاح والانعزال وخيار السلم والأمان"."
وعن إمكانية تأجيل الجلسة النيابية المرتقبة، أوضح أنه "يجب انتخاب رئيس في أسرع وقت ونفضل عدم التأجيل وانتخاب الرئيس بأوسع تفاهم ممكن لتسهيل مهمّته، إنما "أوسع تفاهم" لا يعني إيصال رئيس "أبو ملحم" بل يعني إيصال رئيس لبناء دولة فعلية وهنا يتحمل رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولية بصفته رئيسًا للمجلس ورئيس حركة "أمل"، مضيفا: "مش وقت التكتكة السياسية هلق، بل علينا الذهاب الى خيار الدولة، كما هناك مسؤولية على الكتل التي تدعي الوسطية حتى تحسم خيارها لأنه لا يمكن التمسّك بخيار الوسطية بعد اليوم".