خاص - نتانياهو يناور قضائيًا وعسكريًا ليبقى.. والأسد يناور لـ "ينتحر"؟- سيمون أبو فاضل
شارك هذا الخبر
Thursday, December 5, 2024
خاص - "الكلمة أونلاين"
سيمون أبو فاضل
احتمالٌ أوّل، أن يعمد رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو، الى خرق وقف إطلاق النّار وتصعيد العمليات تجاه حزب الله وتوسيعها الى الداخل اللبناني بالتزامن مع نهاية ألأسبوع الحالي، وهو أمرٌ وارد بنسبة مرتفعة لأنه يجبر حزب الله على الرد باطلاق صواريخ قد تكون هذه المرّة نحو الدّاخل الإسرائيلي على غرار ما حصل منذ أيّام عدّة .
احتمالٌ ثانٍ، أن يعمد نتانياهو الى ضرب إيران وهو الذي قال صراحةً إنّه وافق على وقف إطلاق النّار، لإعادة تأهيل الجيش الإسرائيلي بعد سنة وشهر من المعارك المتنقّلة وللتركيز على إيران، لاسيما أنّه عمليًا يتبقى لديه المهلة الفاصلة بين إعلانه عن متابعة إيران وبين تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 كانون الثاني المقبل، بعدما رفع الأخير شعار إنهاء الحروب قبل دخوله البيت الأبيض لرغبته بأن يكون "صقر السّلام" في مناطق عدة تشهد نزاعات دامية والشرق الأوسط يبقى أكثرها حماوةً و سخونةً .
الحافز الذي يدفع نتانياهو الى ترجمة أحد الإحتمالين هو فشل وكلاء الدفاع عنه في إرجاء جلسة الاستماع إليه يوم الثلاثاء المقبل من قبل المحكمة المركزية العليا بتهم الفساد والتي تتّخذ مقرًا لها في القدس، وذلك بعد أن برّر الوكلاء ضرورة التّأجيل بالأسباب الأمنية واحتمال تعرّضه لصواريخ الحزب أو حماس لدى وصوله لأن الإعلام سينقل ذلك مباشرةً ما يجعله تحت الخطر .
واذا كان خرق نتانياهو لوقف إطلاق النّار قد يتكرر أم لا، فإنّه ما زال يبني على نتائج الخرق السّابق منذ أيام عدة عندما أطلق حزب الله صواريخ محدودة المدى والعدد، لعدم حضوره الى المحكمة رافضًا اقتراحات بأن تحصل الجلسات في قاعات سفلية للمحكمة أو مكان آخر يتم اختياره من الشاباك .
واذ كان نتانياهو عمد الى تأخير انسحاب الجيش الإسرائيلي من الداخل اللبناني وفق الجدول المعدّ لهذه الغاية، ليبقي قواته على تماس مع الحزب لأكثر من سبب، فإنّ احتمال ضرب إيران يرتفع الى حد توقع دبلوماسي ذي صفة أمنية مواكب لحروب المنطقة، أن يحصل في أية ساعة لأن ننانياهو يريد استيعاب الاعتراض الداخلي، بأبعاده العسكرية - الأمنية - السّياسية إضافة الى احتجاجات سكان المستوطنات الشمالية على اتفاق وقف اإطلاق النّار الذي اعتبروه أقل من توقعاتهم ولا يؤمن الحماية لهم .
ثم أن ضرب إسرائيل لإيران إذا ما حصل قُبيل جلسة الاستماع الى نتانياهو في العاشر من الشهر الحالي، قد يُدخل المنطقة في حالتي توتر واستنفار وبذلك يكون نتانياهو قد حقّق مبتغاه بالتهرب من الحضور الى المحكمة، وجهّز أرضية الشرق الأوسط أمام ترامب للسّلام "الموعود"، بعد ما أصاب محور الممانعة من انكسارات وخسارات .
وما تشهده سوريا هو أحد أوجه هذا المصير الذي يداهم هذا الفريق، من دون معرفة حدود العمليات العسكرية لمعارضي النظام الذي يرأسه بشار الأسد وعمّا إذا كان إضعافٌ قوي للأسد، بهدف التّفاوض مستقبلًا على مواضيع تتوزّع بين ضرورة العملية السّياسية، إعادة النّازحين من تركيا، توسيع نفوذ تركيا أمام ترامب، إخراج إيران وأذرعها، ولكن قد لا يصل الأمر الى حدّ الإطاحة بالأسد على ما تبيّن من المواقف الأميركية - الإسرائلية التي عبّرت عن حاجتها إليه وعدم رغبتها بإسقاطه بقولهما إنهما يريدان إضعافه بالإضافة الى تخوّفهما من حصول المعارضين على أسلحة كيماوية، فيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن على الأسد الدّخول في عملية سياسية وفق القرار 2254 فيما حسمها الرّئيس التّركي رجب الطيب اردوغان بدعوته الأسد لوقف الحرب الأهلية والتّجاوب مع حل سلمي.
قد يلقى ربما كلام اردوغان وبلينكن تجاوبًا من قبل الأسد الذي يكابر، نظرًا لرغبته بالمناورة الانتحارية. لبنان والمنطقة أمام تطوّرات عسكرية متعدّدة، ولا يزال نتانياهو قادرًا على أن يكون المنتج لها إلى حين دخول ترامب البيت الأبيض بانتظار مرحلة هي محور ترقب دولي.