التصعيد مستمر: لماذا ترفض إسرائيل دوراً فرنسياً في "تسوية لبنان"؟
شارك هذا الخبر
Friday, November 22, 2024
بعدما رُحلت التسوية إلى الاسبوع المقبل- ما لم يصدر أي عوائق جديدة- وسط معطيات تؤكد الجدية الأميركية بالسعي للتوصل إلى اتفاق لانهاء الحرب على لبنان حتى قبل تسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة الاميركية، لا تزال بعض الثغرات تتكشف تباعاً، على مستوى الجانب الإسرائيلي، كان أحدثها ما كشفته اليوم الجمعة، القناة 12 الإسرائيلية عن الدور الفرنسي في وقف الحرب على لبنان. وفي التفاصيل، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية بأنّ "إسرائيل تصر على ألا تكون فرنسا جزءاً من اتفاق التسوية مع لبنان أو اللجنة الدولية"، كما هو متداول في بنود ورقة الاتفاق الأميركية، موضحة بأنّ "إسرائيل ترفض أي دور لفرنسا في تسوية مع لبنان بسبب مواقف إدارة الرئيس ايمانويل ماكرون المناهضة لإسرائيل". وهو ما يعيد التذكير بـ"الكيدية" السياسية والخلافات السابقة ما بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو وماكرون، ما يطرح علامات استفهام أمام حجم الثغرة التي قد تقف عندها إسرائيل تجاه موقفها من فرنسا، وما إذا كان لذلك أي تأثير مباشر على مسار المفاوضات الحاصلة، على وقع الصفعة التي تلقاها نتنياهو ازاء قرار المحكمة الجنائية الدولية من جهة، ورغبته بتحقيق مآربه بعدم انهاء الحرب إلا بعد القضاء على حزب الله من جهة اخرى.
التصعيد العسكري وفي مقابل المسار السياسي، يستمر التصعيد الإسرائيلي العسكري، وفي تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن الضربات العسكرية ضد حزب الله في لبنان أصبحت أكثر قوة وشدة في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أنّ التصعيد العسكري في لبنان قد يستمر في الأيام المقبلة، مع الإشارة إلى أن الضغوط على حزب الله قد تتزايد بشكل أكبر. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنّه "رغم رغبة إسرائيل في إنهاء الحرب في لبنان، إلا أنه لا يوجد حاجة للتسرع في التوصل إلى تسوية أو اتفاق. وأوضح أن الوقت الحالي لا يسمح بأي تسوية سريعة، وأن إسرائيل تستفيد من استراتيجيتها العسكرية في الضغط على حزب الله في محاولة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب".
غير أنّ تصريحات إسرائيلية اخرى تفيد بأنّ إسرائيل تريد أيضاً انهاء الحرب. وبالامس، وبالتزامن مع انعقاد اجتماع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين مع نتنياهو، أُفيد أنّ قيادة الجيش الإسرائيلي أبلغت القيادات السياسية أنها تؤيد وقف إطلاق النار في لبنان.
وفي السياق نفسه، اعترف العميد احتياط تسفيكا حاييموفيتش، قائد تشكيل الدفاع الجوّي سابقاً، بأن مقتل الباحث الإسرائيلي في "علم الآثار" في جنوبي لبنان "يغطي على حادثة أوسع، وهي أن الجيش الإسرائيلي منهك جداً من ناحية الاحتياط والخدمة النظامية".
تقدم ملحوظ في هذا الاطار، أفادت مجلة "إيبوك" الإسرائيلية بأن المحادثات مع نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس شهدت تقدمًا ملحوظًا، إلا أن صياغة الاتفاق النهائي ما زالت بحاجة إلى المزيد من العمل. وهو ما أكدته مصادر أميركية متحدثة عن فجوات لا تزال قائمة في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، ورغم ذلك أفادت المصادر بأنّ الأطراف المتنازعة باتت قريبة من التوصل إلى اتفاق يمكن إنجازه في الأيام المقبلة.
وبحسب المجلة الإسرائيلية، فأنه على الرغم من أنّ "الولايات المتحدة الأمركية ستقدم لإسرائيل خطاب ضمانات يتيح لها حرية العمل ضد التهديدات الفورية التي قد تنطلق من الأراضي اللبنانية، إلا أن النقاش لا يزال مستمرًا حول إمكانية استهداف عمليات نقل الأسلحة إلى حزب الله داخل لبنان". وهو ما تطرقت إليه القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين أميركيين القول إنّ "هناك قبولاً في لبنان بشأن الرسالة الأميركية التي تدعم حق إسرائيل في اتخاذ إجراءات عسكرية ضد ما تصفه بالتهديدات المباشرة في المنطقة". ووفقًا للمصادر الأميركية، فإن الرسالة التي تم نقلها إلى لبنان تشير إلى دعم واشنطن لحرية إسرائيل في اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة لحماية أمنها الوطني، خصوصًا ضد أي تهديدات.
دير ميماس ميدانياً، وفي تصعيد جديد جنوباً، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي مساء أمس إلى بلدة دير ميماس الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية مع فلسطين. وأفادت أنباء عن توغل الجيش الاسرائيلي داخل البلدة، وذلك تحت غطاء من القصف المدفعي العنيف، بالاضافة إلى تواجد آليات للجيش الإسرائيلي في ديرميماس وبالقرب من محطة مرقص. واكدّ رئيس بلدية دير ميماس حصول "توغل إسرائيلي بسيط" داخل البلدة وخصوصاً بين حقول الزيتون من جهة بلدة كفركلا، في حين لا تزال 8 عائلات متواجدة هناك.