1000 يوم من الحرب فى أوكرانيا.. بين الأزمة الإنسانية والطريق إلى السلام
شارك هذا الخبر
Tuesday, November 19, 2024
تُحيي أوكرانيا هذه الأيام ذكرى مرور ألف يوم منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وهي واحدة من أكثر الحروب تدميرًا في القرن الحادي والعشرين، والتي تستمر بدون توقف منذ أكثر من عامين ونصف تركت خلالها آثارًا وتدميرًا وخسائر قد تستمر لفترة أخرى من الزمن. على عكس كل التوقعات، صمدت القوات الأوكرانية لمدة "1000" يوم أمام الهجمات الروسية المتتالية، وبالنسبة للبعض أصبحت أوكرانيا تحارب من أجل أوروبا كلها، وليس من أجل استقلال أوكرانيا والحفاظ على وحدة أراضيها، بل من أجل النظام العالمي السلمي، على حد وصف مسئولين غربيين. منذ الأيام الأولى للحرب، استخدمت روسيا تكتيكات ممنهجة، حيث استهدفت البنية التحتية للمدن الأوكرانية، فيما أصبحت المستشفيات والمدارس والمباني السكنية ومرافق الطاقة أهدافًا للصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية، وهو ما أدى إلى ترك الملايين من الأوكران بدون كهرباء وتدفئة خلال الشتاء القارس، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وأسفرت ألف يوم من الحرب في أوكرانيا عن حصيلة مروعة من الخسائر، بحسب الأمم المتحدة، حيث قُتل أكثر من 11 ألف مدني وجُرح أكثر من 22 ألفًا. ومن بينهم نساء وأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى ذلك، تضرر أو دُمر أكثر من 30٪ من المناطق السكنية في البلاد، فضلًا عن المدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق المهمة. فيما أجبرت الحرب ملايين الأوكرانيين على الفرار من منازلهم. ووفقًا لأحدث البيانات، لا يزال حوالي 8 ملايين شخص لاجئين داخل البلاد وخارجها، وهو ما يمثل تحديات اجتماعية واقتصادية خطيرة. يعرف التاريخ العديد من حالات الجوع المستخدمة لأغراض سياسية، ومن أكثر الصفحات مأساوية في القرن العشرين هي المجاعة الكبرى (1932-1933) في أوكرانيا، عندما حرم نظام ستالين عمدًا ملايين البشر من الطعام. في 23 نوفمبر الجاري، سيحيي العالم ذكرى ضحايا هذه المأساة، والتي كما يبدو أنها لا تزال تتكرر. في يوليو 2023، انسحبت روسيا من صفقة الحبوب، مما كان يسمح لأوكرانيا، إحدى أكبر الدول المصدرة للحبوب في العالم، بتوريد المنتجات إلى الأسواق في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، ولاحقًا بدأت روسيا في قصف الموانئ الأوكرانية وسفن الحبوب. ووفقًا لأحدث تقرير للأمم المتحدة، يعاني ما يقرب من واحد من كل أحد عشر شخصًا على هذا الكوكب، أو حوالي 733 مليون شخص، من انعدام الأمن الغذائي. والوضع خطير في إفريقيا، حيث يواجه واحد من كل خمسة أشخاص الجوع. كما تكبد القطاع الزراعي الأوكراني خسائر كبيرة بسبب الحرب، حيث تقدر الأضرار بنحو 80 مليار دولار أمريكي. كما أدى إغلاق ممر الحبوب إلى زيادة تكاليف النقل من 30 إلى 100 دولار أمريكي للطن، مما يجعل الصادرات أقل تكلفة بالنسبة للدول الضعيفة. على الرغم من الحرب، تظل أوكرانيا لاعبًا مهمًا في السوق الزراعية العالمية وتواصل دعم البلدان التي تعاني من أزمة الغذاء، حيث تغطي إمدادات الحبوب الأوكرانية أكثر من 100 دولة، وتوفر الغذاء لنحو 400 مليون شخص. في ظل هذه الظروف، ترى أوكرانيا آفاقًا كبيرة للتعاون مع إفريقيا، وهي مستعدة لتوسيع الشراكة في القطاع الزراعي. وفي إطار دعمها لالتزاماتها، ستُعقد القمة الدولية الثالثة للأمن الغذائي 2024 في كييف في 23 نوفمبر الجاري، وفي هذا المنتدى، ستناقش أوكرانيا، مع الشركاء الدوليين، سبل مكافحة الجوع، وخاصة في إفريقيا، فضلًا عن التعليم الزراعي والتعاون العلمي والتقني لإدخال التقنيات المتقدمة في الزراعة، بحسب تقارير محلية. وفي خضم هذه التحديات، تبرز أكثر من أي وقت مضى الحاجة إلى السلام ووقف الحرب في أوكرانيا، ولا تزال النقاشات جارية بشأن صيغة السلام التي قدمها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والتي لا يزال يرفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي الصيغة التي تهدف إلى تحقيق تسوية طويلة الأمد وعادلة للصراع. وتستند خطة السلام الأوكرانية إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتقدم مسارًا لاستعادة السلام والاستقرار. وتتضمن خطة النصر وصيغة السلام عدة عناصر رئيسية، حيث تصر أوكرانيا على وقف إطلاق النار الكامل والانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي المحتلة، وكذلك استعادة السيطرة على حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا وإطلاق سراح جميع المواطنين الذين تم ترحيلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا، بما في ذلك أكثر من 20 ألف طفل أوكراني تم ترحيلهم قسرًا منذ بداية الحرب. فيما أبدت حوالي 95 دولة الدعم لأوكرانيا ورغبتها في السلام العادل، خاصة في الوقت الذي تتفاقم فيه أزمات وحروب في مناطق أخرى مثل حروب الشرق الأوسط، مما يشكل دافعًا أكبر لدى أوروبا للتدخل لوقف الحرب في أوكرانيا للتفرغ لحروب الشرق الأوسط، بيد أن كل تلك الحروب تؤثر على أوروبا والعالم بأكمله بشكل أوبآخر. Source: cyprus-daily.news