التايمز- علاقات صهر ترامب قد تكون باباً خلفياً للتأثير على السياسة الخارجية الأميركية

  • شارك هذا الخبر
Monday, November 11, 2024

نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده ويل بافيا، قال فيه إن العلاقات التجارية لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تثير مخاوف من تأثيرها على السياسة الخارجية.

وقال الكاتب إن حكومات في الشرق الأوسط ضخّت ملايين الدولارات في شركة استثمارية أنشأها كوشنر.

ففي الليلة التي أعيد فيها انتخاب ترامب لولاية ثانية، ظهر إلى جانبه في قاعة المؤتمرات بمقر إقامته في منتجع “مار إي لاغو” مسؤولان سابقان في إدارته الأولى، لم يشاركا على خلاف إيلون ماسك الذي ظهر في الصورة الجماعية التي التقطت بغرفة المعيشة، وهما ابنته إيفانكا ترامب، وصهره جاريد كوشنر.

وكان ظهورهما إلى جانب ترامب تأكيدا لشركائهما التجاريين في الشرق الأوسط الذين استثمروا حوالي 3 مليارات دولار في شركة كوشنر، وأنهما لا يزالان على علاقة قريبة مع الرئيس المقبل، رغم عدم نيتهما العمل في الإدارة الجديدة.

وهناك مخاوف من أن كوشنر، رغم أنه لن يكون في الحكومة، قد يحاول التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية.

وتقول فيكي وورد، مؤلفة كتاب “كوشنر إنك” الصادر عام 2019 عن الزوجين، والدور الذي لعباه في ولاية ترامب الأولى: “من المحتمل، على ما أعتقد، أننا سنرى شيئا خطيرا جدا جدا”، مضيفة: “ما سنراه بالأساس هو قيام جاريد بإدارة وزارة خارجية ظل من ميامي”.

وانتقلت إيفانكا ترامب إلى ميامي في نهاية ولاية والدها الأولى، وتحديدا إلى جزيرة خاصة في خليج بيسكاني، التي تقع على مسافة ساعة بالسيارة من “مار إي لاغو”. وكانت هي وزوجها جاريد من ضمن قائمة مهمة من المدعوين في حفل زفاف أنانت أمباني، نجل أغنى رجل في الهند موكيش أمباني، وصديقته راديكا ميرتشانت هذا العام.

وفي ميامي، أنشأ كوشنر شركة أطلق عليها “أفينتي بارتنرز” والتي تلقت استثمارات من دول في الشرق الأوسط تعامل معها عندما عمل في البيت الأبيض. واستثمرت هيئة الاستثمار العامة السعودية ملياري دولار في الشركة، بحسب اللجنة المالية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى جانب مليار دولار من قطر والإمارات، وميلياردير تايواني اسمه تيري غو، كما جاء في تحقيق اللجنة.

وكان كريس كريستي، أحد النقاد الأشداء للمشاركات المالية عندما ترشح ضد ترامب في انتخابات الحزب الجمهوري لعام 2024. وقال في مناظرة انتخابية العام الماضي عُقدت في نيوهامبشير: “خرج جاريد كوشنر وإيفانكا من البيت الأبيض وبعد شهر حصلا على ملياري دولار من السعوديين”. وأضاف: “هل تعتقدون أن هذه هي عبقرية استثمارية؟ أو تعتقدون أنها بسبب جلوسهما إلى جانب الرئيس لمدة أربع سنوات؟”.

وفي رسالة إلى النائب العام الشهر الماضي تدعوه للتحقيق، قال السيناتور رون ويدين، رئيس لجنة الشؤون المالية، وجيمي رسكين، العضو الديمقراطي البارز في لجنة الرقابة بمجلس النواب، إن الصندوق السعودي كان يدفع كلفة إدارة الشركة بقيمة 87 مليون دولار عن العمل المنجز هذا العام. وسيتم دفع مبلغ 50 مليون دولار في آب/ أغسطس 2026. وقالا إن الاستثمارات الخاصة قيد الإدارة لم تحقق عائدات بعد. وأشارا إلى أن كوشنر لم يكن لديه “قبل إنشاء أفينتي خبرة سابقة في إدارة الأسهم الخاصة، أو سجل يؤهله لإدارة الاستثمارات”.

وأشارت الرسالة إلى التقارير التي اقترحت أن هيئة الاستثمارات العامة السعودية أثارت شكوكا حول أفينتي لكن تم تجاوزها من إدارة مجلسها الذي يترأسه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والذي أصبح صديقا لكوشنر عندما كان الأخير في البيت الأبيض. وقال كوشنر إنه التزم بالقوانين، وأخبر صحيفة “وول ستريت جورنال” الشهر الماضي قائلا: “لقد كنت دقيقا في عمل هذا”، واقترح أن نقاده لديهم دوافع سياسية.

وقال للصحيفة إنه وإن لم يكن مشاركا بشكل رسمي في الحملة الرئاسية لترامب، إلا أنه كان “هناك للمساعدة والمشورة”. واقترح أن حقيقة عدم رغبته بالمشاركة في إدارة ترامب المقبلة تجعله مرغوبا كمستشار، وقال إن “افتقاري إلى السلطة أو الطموح للخدمة يجعلني شخصا آمنا يمكن الاتصال به”.

وفي مشاركة له في بودكاست قدمها عالم الكمبيوتر ليكس فريدمان العام الماضي، تذكر كوشنر أنه كان في البيت الأبيض يستمع لمكالمة بين ترامب وملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، والد الأمير محمد، و”قال الملك سلمان، تعاملْ مع ابني محمد”، و”لهذا قال الرئيس ترامب على الهاتف: اجعله يتصل مع جاريد، وعندما عدت إلى مكتبي، تلقيت رسالة إلكترونية منه، وتحدثت معه للمرة الأولى وذهبنا للعمل”.

ووصف كوشنر الأمير محمد بأنه مصلح “يفكر حقا بعقلية تجارية في كيفية إدارة البلاد”. ولم يسأل عن الاستنتاج الذي أوردته وكالة المخابرات المركزية في عام 2018، بأن ولي العهد السعودي أمر بقتل الصحافي في صحيفة “واشنطن بوست” جمال خاشقجي.

ونشر كوشنر على إنستغرام صورا لمشروعيْن فاخرين تطورهما شركته أفينتي في ألبانيا وصربيا. وفي مقابلة مع فريدمان، قالت زوجته إيفانكا التي يقال إنها مشاركة في المشروعين، إنها لم تشارك في حملة والدها للتركيز على تربية أولادها الثلاثة.

وقالت إن السياسة أمر صعب جدا، ولا يمكنك التلاعب بها “ويجب أن تكون فيها إما كليا أو خارجها بالكامل على ما أعتقد”، وأضافت: “أعرف اليوم الثمن الذي سيدفعونه كوني مشاركة فيها، من الناحية العاطفية ولغيابي عنهم في مراحل تكوينهم”، مشيرة إلى أطفالها.

وقال فريدمان إنه وإيفانكا كانا من طلاب الفيلسوف والإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس. كما وصفت إيفانكا ممارسةَ الجوجيتسو وركوب الأمواج، ومجموعة من الطموحات طويلة الأمد التي تضمنت الابتعاد أكثر عن صخب واشنطن العاصمة.

وأخبرته: “أود أن أذهب إلى الفضاء. ليس فقط الفضاء. أعتقد أنني أحب أن أذهب إلى القمر”. مضيفة: “إما أن أضع قدمي عليه أو أطفو على مقربة منه”.


القدس العربي