الأب داني درغام: في معاني جملة "لبنان أكثر من وطن، إنّه رسالة"...

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 22, 2024

ثريد بمناسبة عيد القديس البابا يوحنا بولس الثاني حول مقولته: "لبنان أكثر من وطن، إنّه رسالة". أتمنّى من جميع من يستخدم هذه العبارة، سواء في محلّها أو غير محلّها، أن ينتبّه للملاحظات التالية بهدف تنقيح المفهوم وتصحيح بعض الأخطاء الشائعة:

أولًا، وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون، هذه العبارة لم ترد أبدًا في الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" الذي سلّمه البابا خلال زيارته إلى لبنان عام 1997. فإذا قرأنا الإرشاد كاملًا، لن نجد عبارة: "لبنان رسالة"

في عام 1989، عشيّة بدء المفاوضات الرسميّة لإنهاء الحرب في لبنان، شعر البابا أن هذا البلد، الذي يُعتبر مرادفًا للحرية، قد يوضع تحت وصاية تقضم حريّته وديمقراطيته. لذلك، وجّه رسالة إلى اللبنانيّين قال فيها بالحرف: "إن لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة حريّة"

فالقديس البابا لم يكتفِ بوصف لبنان بأنّه رسالة، بل حدّد مضمون هذه الرسالة، وهي الحريّة. وكأنه يقول من جهة: إذا فقد هذا البلد حريّته، فإنه يفقد حينها معنى وجوده.
ومن جهة أخرى: إذا كان للبنان قيمة يستطيع تصديرها للخارج فهي الحريّة، لا شيء سواها.

في الخلاصة، يؤكّد البابا أنّ لبنان بدون حريّة لا جدوى من استمراره، وأنّ كل ما يناقض أو يهدّد حريّته يجب أن يُقاوم ويُرفض.
من هنا، علينا أن نقيس كلّ مفاهيمنا وتحالفاتنا وخياراتنا ونظامنا السياسي والإقتصادي وعلاقاتنا الخارجيّة على مقياس الحريّة، والحريّة فقط.