يرتبط الخرف غالبا بفقدان الذاكرة، ولكن هناك علامات أخرى غير معروفة قد تشير إلى بداية الحالة، يمكن رصدها عند الاستيقاظ في الصباح.
ويعرف الخرف بأنه مصطلح يصف مجموعة من الأمراض التي تؤثر على واحدة أو أكثر من وظائف المخ، مثل الذاكرة أو التفكير أو اللغة أو السلوك.
وفي حين لا يوجد علاج حاليا للخرف، فإن الاكتشاف المبكر يمكن أن يحسن بشكل كبير من جودة الحياة، ولذلك، من الضروري معرفة الأعراض المختلفة لهذه الحالة.
ما الذي تبحث عنه في الصباح؟
بحثت دراسة نُشرت في مجلة International Journal of Geriatric Psychiatry في العلاقة بين الخرف والانفعال الصباحي.
وقام البحث بتحليل البيانات من ثلاثة دور رعاية، ودراسة سلوك 110 مرضى، تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر، وجميعهم تم تشخيصهم مسبقا بالخرف أو الانفعال.
وتم تصنيف هؤلاء المرضى إلى ثلاث مجموعات بناء على فترات الذروة من الانفعال: الصباح، أو المساء، أو عدم الانفعال.
وأظهرت النتائج أن الانفعال كان أكثر انتشارا في الصباح بين مرضى الخرف، ما يشير إلى وجود صلة محتملة بين الانفعال الصباحي وحالة سرقة الذاكرة.
وقد يكون الانفعال الصباحي أحد العلامات المبكرة على أن الخرف يؤثر على إيقاع الشخص اليومي. وسلطت مؤسسة "مايو كلينك" الضوء على أن الاضطرابات في دورة النوم والاستيقاظ قد تكون علامة على الخرف.
ويعاني العديد من مرضى الخرف من النعاس المفرط أثناء النهار ويكافحون للحصول على نوم جيد ليلا، وغالبا ما يستيقظون مبكرا في الصباح. ومن المثير للاهتمام أن أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة وجدت أن أولئك الذين يستيقظون مبكرا قد يكون لديهم خطر وراثي أعلى قليلا لتدهور الدماغ.
ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن معظم الناس ليسوا معرضين وراثيا للإصابة بالخرف، وهناك تدابير يمكن اتخاذها لتقليل مخاطر الإصابة الإجمالية.
وبحسب الباحثين في الدراسة الجديدة، فإن تحديد العلامات المبكرة للخرف، مثل الانفعال الصباحي أو أنماط النوم المتقطعة، يمكن أن يحدث فرقا كبيرا، حيث أن التعرف على هذه الأعراض ومعالجتها مبكرا يمكن أن يبطئ تقدم الخرف ويسمح بإدارة أفضل للحالة.
وبينما لا يمكننا التحكم في عوامل خطر معينة مثل الجينات، فإن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمال الإصابة بالخرف. ومن أكثر الطرق فعالية لحماية صحة أدمغتنا اتباع نظام غذائي متوازن. وقد أظهرت الأبحاث أن اتباع نظام غذائي متوسطي يمكن أن يساعد في الحفاظ على وظائف المخ وإبطاء تقدم مرض ألزهايمر.
واكتشفت دراسة سابقة أن أولئك الذين التزموا بنظام غذائي متوسطي لديهم مناطق قشرية دماغية أكثر سمكا، وهو اكتشاف مهم لأن هذه المناطق عادة ما تنكمش لدى مرضى ألزهايمر.
ويعد النشاط البدني المنتظم عنصرا رئيسيا آخر في الحد من خطر الإصابة بالخرف، حيث أنه يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 20%.
ومن المهم بنفس القدر الحفاظ على نشاط العقل من خلال أنشطة، مثل القراءة أو تعلم لغة جديدة أو العزف على آلة موسيقية.