بغطاء اميركي – عربي: الحزب لن يعود الآمر الناهي في لبنان
شارك هذا الخبر
Friday, October 11, 2024
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين وعرب قولهم إن إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن تدفع نحو استخدام هجوم إسرائيل على حزب الله كفرصة لإنهاء هيمنة الجماعة المسلحة التي استمرت لفترة طويلة من خلال انتخاب رئيس لبناني جديد. وأكدت أن "إدارة بايدن تسعى لتشكيل حكومة لبنانية خالية من نفوذ حزب الله في أعقاب الضربات الإسرائيلية". واتصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين بزعماء قطر ومصر والمملكة العربية السعودية في الأيام الأخيرة لطلب دعم انتخاب رئيس لبناني جديد. كما قال المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين للمسؤولين العرب إن إضعاف حزب الله بسبب الهجمات الإسرائيلية يجب أن يُنظر إليه على أنه فرصة لكسر الجمود السياسي.
بدورها، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن إسرائيل توسع عملياتها العسكرية في لبنان في وقت تبدو فيه إدارة بايدن مستعدة لمنح نتنياهو الوقت الكافي لإضعاف قدرات حزب الله قبل استئناف جهود التوصل إلى حل دبلوماسي.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت إن وزيرها، لويد أوستن، "راجع التطورات الأمنية والعمليات الإسرائيلية" مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، مساء الاثنين، وأكد من جديد "دعم الولايات المتحدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران و(حزب الله) و(حماس) والحوثيين... وغيرها من المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران". وقال بيان "البنتاغون" إن أوستن اتفق مع غالانت "على ضرورة تفكيك البنية التحتية على طول الحدود لضمان عدم قدرة حزب الله على شن هجمات على المجتمعات الشمالية في إسرائيل، على غرار هجمات 7 تشرين الأول من العام الماضي". لكن أوستن أكد على أهمية "التحول في نهاية المطاف من العمليات العسكرية إلى المسار الدبلوماسي لتوفير الأمن والاستقرار في أقرب وقت ممكن".
بات واضحا اذا ان الادارة الاميركية وعشية الانتخابات الرئاسية في بلاد العم سام، اعطت الضوء الاخضر الواضح لنتنياهو ليمضي قدما في ضرب حزب الله. بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، اللافت للانتباه في هذه التطورات، هو ان الديمقراطيين باتوا ايضا، يبنون رهانات "سياسية" على اضعاف حزب الله ويتطلعون الى ان ينعكس هذا الضعف على اللعبة السياسية اللبنانية. وفي الواقع، هذا الرهان موجود ايضا لدى العواصم العربية الكبرى، التي فهم مَن راجعوها في الايام الماضية، ان ثمة حاجة للعودة الى القرارت الدولية وتطبيقها حرفيا، في اشارة الى نزع سلاح الميليشيات وحصرها بالجيش اللبناني والى القرارين 1701 و1559. على اي حال، اذا كان البعض يقول ان وصول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الى البيت الابيض سيعطي مخططات نتنياهو دفعا، فإن ما تبين في الايام الماضية هو ان حتى وصول الديمقراطية كمالا هاريس لن "يشفع" بلبنان عموما وحزب الله خصوصا، اقلّه في المدى المنظور.
فإعادة رسم التوازنات في المنطقة، والتي انطلقت عمليتها بزخم من لبنان على ما يبدو، لن تلحظ بقاء الحزب على قوّته وجبروته العسكريين وبالتالي السياسيين، بل ستشهد تقليما لاظافره. هو قد لا يغيب عن اللعبة السياسية ولن يغيب عن الحكومة كما هو مذكور اعلاه، لكن الاكيد انه لن يعود الآمر الناهي في لبنان، كما كان الحال في السنوات الماضية، تختم المصادر.