هل تملك إسرائيل القدرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية؟!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 10, 2024

تبقى قدرات الولايات المتحدة العسكرية ودعمها أساسيان في عملية مماثلة.

في وقت يدفع فيه التوتر النظام الإيراني وإسرائيل إلى شفا الحرب تزداد التوقعات بضرب إسرائيل المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، وتحول موضوع إمكانات وقدرات إسرائيل على ضرب هذه المنشآت إلى مادة دسمة بين المحللين ووسائل الإعلام الدولية.

ويرى محللون وخبراء من بينهم رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت الذي تحدث إلى صحيفة الـ"تلغراف" البريطانية أن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية لا يمكن أن يقع من دون دعم أميركي، ومن شأن الهجوم الإسرائيلي المنفرد ألا يحدث أضراراً في البنى التحتية لهذه المنشآت لكنه يمكن أن يسبب خللاً في وتيرة عمل البرنامج النووي الإيراني.

لكن ما صعوبة مثل هذه العملية؟

السبب الأول يكمن في بعد المسافة، إذ تقع المنشآت الأساس لإيران على مسافة 1600 كيلومتر من إسرائيل، ويجب أن تجتاز المقاتلات الإسرائيلية أجواء عدد من البلدان من بينها الأردن والعراق وسوريا ومن المحتمل تركيا، لتنفيذ الهجوم على الأهداف داخل الأراضي الإيرانية.

والسبب الثاني الوقود، إذ تحتاج المقاتلات إلى التزود بالوقود لمثل هذه العملية وأن المسافة بين الذهاب والإياب لا تحتمل أي خطأ في هذا الشأن وتحتاج إلى إمكانات وتقديرات دقيقة.

والسبب الثالث الدفاعات الجوية، الدفاعات الجوية الإيرانية وكذلك المقاتلات الإسرائيلية يجب أن تعملان على أساس قاعدة دقيقة جداً لتغطية مثل هذه العملية، وذكر تحقيق للجنة البحوث في الكونغرس الأميركي أن هذه العملية تحتاج إلى 100 مقاتلة وهو ما يعادل ربع المقاتلات الإسرائيلية الحالية وعددها 340 مقاتلة.

وسيكون تدمير منشآت نطنز وفوردو الواقعتين في عمق الأرض تحدياً كبيراً لإسرائيل إذ تحتاج إلى قنابل خاصة لديها خاصية خرق الطبقات الأرضية والخرسانات المسلحة لتتمكن من تدمير هذه المنشآت.

ولدى إسرائيل قنابل بإمكانها اختراق الملاجئ وتزن 900 كيلوغرام من نوع "جي بي يو 31" (GBU-31) استخدمتها خلال الهجوم على مقر قيادة "حزب الله" في بيروت.
وطبقاً لبعض التقارير فقد استخدمت إسرائيل 80 من هذه القنابل ويرى الخبراء أن مثل هذا الهجوم الذي استهدف مقر "حزب الله" لا يمكن أن يقضي على المنشآت النووية الإيرانية، وتحتاج إسرائيل إلى سلاح أميركي خاص مثل القنبلة العملاقة "جي بي يو 57" (GBU-57A/B) التي يبلغ طولها ستة أمتار وتزن 13 ألف كيلوغرام وبإمكانها الوصول إلى عمق 60 متراً تحت الأرض والانفجار في الطبقات السفلية. ويعتقد أولمرت أن مثل هذا الهجوم يمكن تنفيذه فقط بمساعدة أميركية والقرار يعود إلى أميركا في هذا الشأن.
وفي وقت أكد فيه الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لا يدعم الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل يضغط الرئيس السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترمب لتنفيذ مثل هذا الهجوم، مؤكداً أنه يدعم تدمير منشآت إيران النووية.
وتقع المنشآت النووية الإيرانية في أماكن متعددة داخل إيران وعدد قليل منها تقع تحت الأرض. وفي ما يلي شرح للمنشآت النووية الإيرانية.

منشأة نطنز

تتولى هذه المنشأة عملية تخصيب اليورانيوم الإيراني وتقع في منطقة جبلية خارج مدينة قم الواقعة جنوبي طهران، ولهذه المنشأة جزءان أحدهما تحت الأرض والآخر يعمل فوق سطح الأرض.
وتعرضت أجهزة الطرد المركزي سابقاً إلى عملية تخريب شملت وقوع انفجار وقطع تيار الكهرباء عام 2021، وأعلن النظام الإيراني أن إسرائيل متورطة في تنفيذ العملية.

منشأة فوردو

في جانب آخر من مدينة قم داخل قلب الجبال تقع منشأة فوردو، وهناك أكثر من 1000 جهاز للطرد المركزي تعمل حالياً في منشأة فوردو.

منشأة أصفهان

تقع في مدينة أصفهان وسط البلاد منشأة كبيرة تشمل مركزاً لإنتاج فولاذ الأورانيوم وهي عملية حساسة تستخدم في إنتاج الأسلحة النووية ولها استخدامات في إنتاج أساس القنبلة النووية.

منشأة خنداب

أنشأت إيران مركز بحوث للمياه الثقيلة في مدينة أراك وغيرت اسمه إلى خنداب، وهذه المنشأة التي تعمل على إنتاج المياه الثقيلة تهدف إلى إنتاج مادة البلوتونيوم التي تعد أساساً مثل اليورانيوم في إنتاج الأسلحة النووية، والعمل في هذه المنشأة يزيد من خطر إنتاج أسلحة نووية في إيران.

مركز أبحاث طهران

يعد ضمن المنشآت النووية الأساس في إيران وتُجرى فيه أبحاث نووية للبرنامج النووي.

منشأة بوشهر

تعد محطة بوشهر المنشأة النووية الوحيدة التي تعمل حالياً في مدينة بوشهر، وتوفر روسيا الوقود اللازم لتشغيلها. وتعاد النفايات المشعة بعد استخدامها إلى روسيا لتقليل خطر إنتاج قنبلة نووية في إيران.


اندبندنت عربية