الطاقة النووية مصدر حيوي للذكاء الاصطناعي!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 8, 2024

بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى وبعض البنوك الكبرى التوجه نحو الاستثمار في توليد الطاقة بمحطات تعمل بالمفاعلات النووية، وذلك بعد أعوام طويلة من الجمود في هذا القطاع، فمع الطلب الهائل على الطاقة من قبل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الكبرى المرتبطة به يسعى المستثمرون في هذا القطاع إلى الحصول على الطاقة من مصادر منعدمة الانبعاثات الكربونية وتعد محطات الطاقة النووية هدفاً مهماً في هذا السياق.

شهد هذا العام في الدول الغربية إقبالاً كبيراً على تطوير مصادر الطاقة من المفاعلات النووية نتيجة الطلب المتزايد من شركات تكنولوجيا كبرى مثل "غوغل" و"أمازون" و"ميتا" و"مايكروسوفت" التي تحتاج إلى توفير كميات هائلة من الكهرباء على مدار الساعة وقليلة الانبعاثات في الوقت نفسه. وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" وصفت إحدى الشركات التنافس على تطوير مراكز البيانات بأنه "حرب الذكاء الاصطناعي" التي تريد كل شركة تكنولوجيا كبرى أن تكسبها.

في ندوة عن المناخ بنيويورك الأسبوع الماضي أعربت بعض البنوك الكبرى أيضاً عن دعمها لهذا التوجه فيما بدا تشجيعاً لقطاع الطاقة النووية الذي ينظر إليه على أنه "بديل مهم" في عملية التحول إلى الطاقة النظيفة في العالم، وأدى ذلك إلى تفاؤل كبير بين المستثمرين وفي الأسواق بأن قطاع محطات الطاقة النووية آخذ في التوسع في الفترة المقبلة، وبخاصة في الغرب الذي شهد تراجعاً فيه منذ أعوام.


تجاوز الأخطار :
صحيح أن دولاً مثل الصين وكوريا لم تتوقف عن بناء محطات توليد الطاقة بمفاعلات نووية في الأعوام الماضية، إلا أن الولايات المتحدة وأوروبا شهدتا تراجعاً كبيراً في عدد محطات الطاقة النووية بعد موجة من النشاط في بناء محطات الطاقة النووية في السبعينيات والثمانينيات، أما منذ التسعينيات فلم تضف الولايات المتحدة سوى ثلاثة مفاعلات فقط حتى الآن.

يعود سبب توقف بناء محطات الطاقة النووية في الغرب إلى الزيادة الهائلة في الكلفة من ناحية، ومن ثم تردد شركات الطاقة في بنائها لأن هامش الربح منها ليس كبيراً، ومن ناحية أخرى أدت سلسلة من الحوادث في مفاعلات نووية إلى مخاوف هائلة جعلت بناء محطات جديدة أو حتى إحلال بديل للمحطات التي تخرج مفاعلاتها من الخدمة أمراً غير وارد.

من تلك الحوادث ما جرى في محطة جزيرة ثري مايل في بنسلفانيا عام 1979 وحادثة تشيرنوبيل الشهير عام 1986 ثم الزلزال والتسونامي اللذين تبعاه وضرب محكة فوكوشيما عام 2011، وكل ذلك أدى إلى اتساع نطاق المخاوف ليس فقط بين الشركات، إنما أيضاً بين الجمهور العام الذي بدأ يفقد الثقة في أمان تكنولوجيا توليد الكهرباء من مفاعلات الوقود النووي.

لكن الواضح أن تلك المخاوف بدأت في التراجع، وهناك توجه قوي نحو تغذية مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي لشركات التكنولوجيا الكبرى بالطاقة من مفاعلات نووية. كتب كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة "ميتا" المالكة لـ"فيسبوك" و"إنستغرام" يان ليكون في حسابه على موقع التواصل "إكس" يقول إن "مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي ستؤسس قرب مواقع توليد الطاقة التي يمكنها إنتاج الكهرباء بكميات كبيرة بالغيغاوات وبكلفة أقل وبانبعاثات منخفضة والأهم بصورة مستمرة ومتواصلة، أي بالأساس ستنشأ المراكز قرب محطات طاقة نووية".


استثمار غير مباشر :
بالطبع لا يتوقع أن تبني شركات التكنولوجيا الكبرى محطات طاقة خاصة بها تعمل بمفاعلات نووية، لكنها بدأت الاستثمار غير المباشر في مشاريع محطات طاقة نووية، مما يشجع المستثمرين على الدخول في ذلك النشاط مستفيدين مما يمكن أن تكون شركات التكنولوجيا الكبرى على استعداد لدفعه ثمناً لطاقة نظيفة مستمرة.