ميديابارت- الجرائم الإسرائيلية في غزة ولبنان تجري بتواطؤ غربي

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 3, 2024

تحت عنوان: “جرائم إسرائيلية وتواطؤ غربي”، قال موقع “ميديابارت” الفرنسي إن عدم رد فعل الغرب على التصرفات الإسرائيلية ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين يتجاوز المعايير المزدوجة التي تم التنديد بها منذ أشهر. وهذا في الواقع تواطؤ نشط في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها دولة مارقة.

وأضاف الموقع الإخباري- الاستقصائي الفرنسي القول إن إسرائيل ترتكب، على مدار عام، ما يعادل “مجزرة السابع أكتوبر كل أسبوع”. ومع ذلك، لم يهرع أي زعيم غربي إلى رام الله أو بيروت للتعبير عن الرعب من المذبحة. ولم يؤكد أي رئيس دولة أو حكومة للشعبين الفلسطيني واللبناني دعمهما الكامل في مواجهة الهجمات الإسرائيلية. لكن تظل الحقيقة أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة، في المتوسط، عن مقتل أكثر من 1200 شخص كل أسبوع على مدار العام الماضي، وأن القادة الغربيين مسؤولون عن الدعم السياسي والعسكري لهذه المذبحة التي لا نهاية لها، والتي لا تميز ولا تفرق، يقول “ميديابارت”.

ووصف “ميديابارت” هذه الحرب التي تقودها إسرائيل بأنها حربُ ردع ولكنها أيضا حربٌ انتقامية، تتسبب في تدفق أنهار من الدماء على أيدي القادة الغربيين، في مقدمتهم القادة الأمريكيون، أي جو بايدن ولكن أيضًا كامالا هاريس. فهم ملوثون، لأنهم يتقاسمون المسؤوليات مع المجرمين الذين يحكمون إسرائيل، يقول “ميديابارت”.

وتابع الموقع الفرنسي القول إنه في عالم ما بعد يوم السابع من أكتوبر، فإن فكرة السكان المدنيين في حد ذاتها هي التي تختفي. فمن سوء الحظ أن نكون عربا أو مسلمين. فموتى إسرائيل وسجناؤها لديهم أسماء ووجوه وقصص، على عكس الجثث المتعفنة في المقابر الجماعية في غزة، أو المدفونة تحت أنقاض الضاحية الجنوبية لبيروت، أو المحتجزين في سجون النقب التي يصعب الوصول إليها. ذلك أن الجسم الفلسطيني أو الشيعي لم يعد له أي قيمة في نظر الإسرائيليين خاصة، والغربيين عموماً، كما يتضح من عدم التناسب بين الأرقام التي يمكن مقارنتها اليوم، وفق “ميديابارت”.

وإذا قمنا بقياس ليس فقط الوفيات الناجمة بشكل مباشر عن القصف الإسرائيلي في غزة، بل وأيضاً كل الضحايا غير المباشرين، وخاصة بسبب المرض والافتقار إلى الرعاية الصحية، فسنتمكن بسهولة من مضاعفة الرقم الذي قد يصل إلى ستين ألف ضحية، من دون الذهاب إلى أبعد من ذلك مثل الضحايا البالغ عددهم 186 ألفا الذين تم إحصاؤهم في منشور حديث في مجلة لانسيت. وهذا يعني أنه مع وجود تقدير معقول يبلغ 120 ألف حالة وفاة في غزة، سيكون لدينا بالفعل حوالي مائة قتيل فلسطيني، مقابل وفاة إسرائيلية واحدة في 7 أكتوبر. أرقام مذهلة، مقارنة بنسبة 7 إلى 1 خلال الانتفاضة الأولى و3 إلى 1 خلال الانتفاضة الثانية، يضيف الموقع الفرنسي.

مثال آخر على الفجوة العميقة بين أهمية الجثث والأرواح على جانب من حاجز غزة ونهر الليطاني على الجانب الآخر: لقد بررت الحكومة الإسرائيلية الهجوم على لبنان بالحاجة إلى السماح لـ 60 ألف نازح من شمال إسرائيل بالعودة إلى منازلهم. ومن دون التقليل من شأن الحياة التي أصبحت لا تطاق بالنسبة لسكانها، كيف يمكن قبول مثل هذا التبرير عندما يدفع ثمنه عن طريق المنفى القسري لأكثر من مليون لبناني؟ يتساءل الموقع الفرنسي.

ومضى “ميديابارت” معتبراً أن الغرب مسؤول عن محو المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين بأكثر من طريقة. أولاً بتوفير الأسلحة والعملات اللازمة لهذه المذبحة. ففي الوقت الذي كانت تضرب فيه بيروت وزعمت الولايات المتحدة أنها لم تكن على علم بذلك، كان من دواعي سرور الحكومة الإسرائيلية أن تعلن عن مساعدة جديدة بقيمة 8.7 مليار دولار من الحليف الأمريكي.

[…] ففي هذه اللحظة الكبرى من إعادة توزيع الأوراق، فإن الأمر الملح هو العمل الدبلوماسي الذي يفرض إنشاء دولة فلسطينية، والتي بدونها لن يجد منطق القتل والإبادة الجماعية أي راحة […] وإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا أحياء في أيدي حماس يجب أن يظل على رأس جدول الأعمال. ولكن من يستطيع أن يصدق أن حكومة نتنياهو ليست، مثل حماس، مسؤولة عن مصيرهم المأساوي، بعد أن أخرجت عدة جولات من المفاوضات عن مسارها وقضت على إسماعيل هنية زعيم حماس الذي أشرف عليها بطريقة أقل تعنتا من خط يحيى السنوار؟ يقول “ميديابارت”.

[…] وأشار الموقع الفرنسي إلى ما قاله رئيس تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية من أنه “قبل تحويل لبنان إلى غزة أخرى”، يجب على إسرائيل أن تتخذ إجراء مفاده أن هناك “طريقة أخرى غير القوة الجامحة لإعادة الرهائن من غزة والشماليين في ديارهم“.

وشدد “ميديابارت” على أنه لا يُمكن تصور تجريد ما تبقى من ترسانة حزب الله من السلاح دون تدمير حياة المئات من اللبنانيين […] والدّمار الذي لحق بقطاع غزة الفلسطيني وعشرات الآلاف من القتلى والمبتورين والجرحى والأيتام هناك يشكل أرضا خصبة لهجمات مستقبلية […] والاغتيالات المستهدفة التي ترتكبها إسرائيل قد جلبت في أغلب الأحيان أشخاصًا أكثر تصميماً إلى قيادة المنظمات التي تقاتلها، سواء داخل حزب الله اللبناني، أو حتى مؤخرًا مع انتخاب يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس هذا الصيف.

واعتبر الموقع الفرنسي أنه بالوتيرة التي تقضي بها إسرائيل على خصومها، قد يكون الزعيم الجديد لحماس يحيى السنوار هو الكأس الأخيرة التي يلوح بها نتنياهو […] فالسهولة التي قضت بها إسرائيل على حسن نصر الله وقيادة حزب الله، بالاعتماد بالضرورة على مستوى استخباراتي بالإضافة إلى قنابل أمريكية، تؤكد على النقيض من ذلك الغموض الذي يكتنف الفشل الاستخباراتي الذي سمح بمجازر 7 أكتوبر، وبقاء زعيم حماس على قيد الحياة حتى الآن منذ عام.

وشدد “ميديابارت” على أنه إذا كنا ما نزال نعتقد أن قوة القانون يمكن أن تتغلب على حق القوة، فمن الملح كبح جماح الذراع الانتقامية لبلد من المفترض أن يكون ملجأ لشعب عانى من الإبادة الجماعية وحليفاً للغرب الذي لم يتخل عن جميع قيمه التي تم التأكيد عليها بعد الحرب العالمية الثانية.


القدس العربي