سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على “الوحدة 4400″ التابعة لـ”الحزب” اللبناني، في أعقاب هجوم إسرائيلي استهدف معدات عسكرية ولوجستية تستخدم لتجميع طائرات مسيرة مصنعة إيرانياً، في منطقة مطار الديماس العسكري بريف دمشق الغربي، حسبما أفادت وسائل إعلام اسرائيلية.
ذهب الإعلام الإسرائيلي للحديث عن هذه الوحدة العسكرية، حيث زعم المحلل العسكري، نوعام أمير، في مقال نشره في موقع “مكور ريشون” العبري، أن الوحدة 4400 “هي وحدة نخبة في “الحزب” وقد أسسها أمينه العام حسن نصر الله خلال الحرب في سوريا”، أي عمرها “سنوات عديدة”، وذلك “بهدف نقل عناصر وتكنولوجيا إنتاج الطائرات المسيّرة التي يتم انتاجها بعيداً من لبنان”.
نقل المحلل الإسرائيلي عن دوائر أمنية زعمها بأن هذه الوحدة كانت مكلفة، أيضاً، بتهريب أسلحة “خطرة” إلى “الحزب” مباشرة من فيلق القدس الإيراني، مشيراً إلى أن الوحدة تعمل على الأراضي السورية ايضاً، وكانت قد تعرضت في السابق لهجمات إسرائيلية استهدفت مواقع تابعة لها.
اللافت أن الإعلام الإسرائيلي أطلق على هذه الوحدة إسم “وحدة المُسيّرات”، بعدما كان يتحدث، في السنوات الماضية، عن مهامها بشأن نقل الصواريخ والوسائل القتالية الأخرى، كما وصفها المحلل العسكري الإسرائيلي نوعام أمير، قائلاً: “لقد تحولت إلى رصيد لنصر الله، وإلى صداع لإسرائيل”.
بالرغم من أن تل أبيب لم تتحدث علناً عن هذه الوحدة، إلا أن دوائرها الاستخبارية سربت عنها معلومات لصالح وسائل إعلام عربية وإسرائيلية، على شكل جرعات، على مدار سنوات، كلما وقعت أحداث أو هجمات إسرائيلية في سوريا استدعت ذكر الإسم، على غرار الهجوم الأخير.
بيد أن مراجعة “المدن” لمتابعات إعلامية إسرائيلية في العامين 2018 و2019 وما بعدهما، بيّنت أنها أطلقت تسمية أخرى على هذه المجموعة، ألا وهي “الوحدة 108″، إضافة إلى إسم “وحدة التهريب”. وهنا، يبرز السؤال: لماذا تغيّر الإسم؟
الواقع، أنه لا إجابة واضحة. رُبما تَعلق الأمر بما نشره الإعلام العبري، ثم عادت تغريدات إسرائيلية، في “اكس”، لتُذكّر به، وهو الزعم بأن تل أبيب كشفت الوحدة في العام 2018.
ويثير اختلاف التسمية تساؤلاً حول ما إذا كان ذلك دليلاً على تغييرات في بنية الوحدة وآلية عملها، كإجراء أمني اضطراري من “الحزب”، بعد الزعم الإسرائيلي بكشف الوحدة 108.
لكن صفحة “انتيللي تايمز” (Intelli Times) الاستخبارية الإسرائيلية في “اكس”، اعتبرت، في تغريدتها إن الوحدة 4400 هي ذاتها المعروفة برقم 108، فعملها وقائدها معلومان، غير أن الجديد، فقط، هو رقم الوحدة.
وادعى الموقع الإستخباري أن “الحزب” يميل إلى العودة إلى أرقام الوحدات السابقة مثل 1800، 2800، 3800، اعتمادًا على الساحة الجغرافية.
تقدّر الاستخبارات الإسرائيلية عدد أفراد الوحدة بالعشرات، إذ تتولى مهمات نقل العتاد العسكري إلى لبنان، وليس القتال.
وقال محللون إسرائيليون إن الوحدة 4400 تمتلك آلية تمرّ عبرها وسائل القتال المتقدّمة إلى “الحزب”، وهو ما جعل الجهات الأمنية في إسرائيل تقر بأن النجاح في منع نقل الأسلحة لم يتجاوز 70%، ما يعني أن هناك عمليات كثيرة نجحت فيها الوحدة.
وكان الموقع الاستخباري “انتيللي تايمز” قد نشر ما سمّاه كشفاً عن الوحدة المذكورة، مفاده أن “قائد الوحدة هو المسؤول عن تهريب الصواريخ الإيرانية من سوريا إلى لبنان”.