الإعلام الروسي وتقويض الديمقراطية.. ما هي العلاقة بينهما؟
شارك هذا الخبر
Monday, September 16, 2024
تستخدم روسيا الاتحادية أساليب التجسس وزعزعة الاستقرار بشكل نشط على الساحة الدولية، ضد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي. منذ العام 2022، كثفت روسيا عملياتها الهجينة لتقويض المؤسسات الديمقراطية والانتخابات والاستقرار في دول مثل مولدوفا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى في أوروبا. وتشمل هذه الإجراءات الهجمات الإلكترونية والتضليل والتدخل المباشر في العمليات السياسية، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الدولي.
تستخدم روسيا أيضًا وسائل الإعلام الحكومية، مثل RT، بنشاط في عمليات الاستخبارات. ووفقًا لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قامت الحكومة الروسية منذ أكثر من عام بدمج وحدة لجمع المعلومات الاستخباراتية داخل وكالة أنباء RT، والتي تؤثر على العمليات الدولية. وأشار بلينكن إلى أن RT "ليست مجرد مصدر للتضليل، بل إنها مشارك كامل في عمليات الاستخبارات"، مؤكدًا على دورها في دعم الإجراءات العسكرية الروسية وزعزعة استقرار النظام العالمي.
لطالما اعتبرت روسيا مولدوفا جزءًا من "أراضيها التاريخية" وتتدخل بنشاط في عملياتها السياسية، وتحاول منع اندماج البلاد في الاتحاد الأوروبي. يدعم الكرملين القوى الموالية لروسيا التي تنفذ أنشطة تخريبية - إيلان شور وحزبه. ومن المتوقع أن تتزايد جهود التضليل والتلاعب الروسية قبل الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على انضمام مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2024.
ولا يقتصر تدخل روسيا على الانتخابات، بل يشمل الضغوط الاقتصادية، والهجمات الإلكترونية، ودعم الانفصاليين في ترانسنيستريا، والتلاعب من خلال وسائل الإعلام الموالية لروسيا. ففي العام 2023، حجبت الحكومة المولدوفية الوصول إلى المواقع الروسية وعلقت تراخيص العديد من القنوات التلفزيونية التي يدعمها الأوليغارشيون الروس. لا يقتصر نشاط وسائل الإعلام الروسية مثل RT على أوروبا. فبالإضافة إلى الدعاية، تشارك RT في عمليات جمع البيانات والتأثير على المستوى العالمي. وقالت الولايات المتحدة إن الوكالة شاركت بشكل مباشر في برنامج تمويل جماعي لتوفير الدعم والأسلحة للوحدات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وفي ظل غياب المكاسب العسكرية، يستخدم الكرملين بشكل متزايد أساليب سرية ــ الضغط الاقتصادي، والتدخل في الانتخابات، والعمليات الإعلامية. يتعين على الدول الغربية أن تدرك حجم هذه التهديدات وأن تكثف جهودها لمواجهتها من خلال العقوبات والدفاع السيبراني ودعم وسائل الإعلام المستقلة. كما يتطلب التصدي للنشاط الروسي جهداً دولياً منسقاً للحفاظ على الاستقرار العالمي.