خاص - "تسوية" أم حرب؟… العميد عبد القادر يكشف ما ينتظر المنطقة ولبنان قريباً! - هند سعادة
شارك هذا الخبر
Sunday, September 1, 2024
خاص - "بكلمة من الآخر"
هند سعادة
مع موافقة مجلس الأمن بالإجماع على تجديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لعام آخر لعام آخر من دون تغيير في المهام والصلاحيات الممنوحة لها والتأكيد على الالتزام بالقرار 1701، توجّهت الأنظار الى دلالات هذه الخطوة والموقف الدولي الذي تعكسه حيال مصير المواجهة المستمرة على الحدود بين لبنان واسرائيل المربوطة حكما بمصير الحرب الدائرة في غزة.
وفي هذا الإطار، ذكر الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" أن "الاتصالات الدولية والإقليمية تنشط حاليا من أجل حل معضلة تواجد حزب الله في منطقة جنوبي نهر الليطاني، خصوصا أن القرار 1701 ينصّ على أن تكون المنطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أيّ مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة عدا تلك التابعة لقوات الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل".
وشرح أن "طبيعة نهاية هذه الحرب تعتمد بالدرجة الأولى على إمكانية حصول توافق بين الولايات المتحدة وإيران"، مشيرا الى أن "بعض التقارير الاستخبارتية تتحدّث عن أن الاتصالات بين هذه الطرفين متواصلة".
وفي السياق، رأى عبد القادر أن "هناك مؤشرات مبشّرة تدعوا الى التفاؤل وأبرزها ما سمعناه مؤخرا من القيادة الايرانية وبشكل خاص من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي عبّر عن دعمه الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان".
وأشار الى أن "خامنئي أكد أنه لا يوجد أي عائق أمام المفاوضات مع الولايات المتحدة، ما يعني أنه أعطى الحكومة الضوء الأخضر والحرية للقيام بما يتناسب مع وضع البلاد، بهدف تعويم الأوضاع الاقتصادية فيها"، معتبرا أن "هذا الامر من شأنه أن يشكل دفعا جديدا لاستمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة والتي قد تثمر نوعا من التوافق على برنامج جديد للعلاقات يؤدي فعليا الى رفع أكبر قدر من العقوبات المفروضة على الإقتصاد الإيراني".
الى ذلك، لفت العميد المتقاعد الى "مؤشر آخر يدعو للتفاؤل وهو تراجع وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف عن استقالته كمساعد للرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، وهو الذي كان مسؤولا في إيران عن المباحثات مع القوى الدولية والتوصل للإتفاق النووي الذي كان قد ألغاه الرئيس السابق دونالد ترامب في العام 2018".
وتابع: "كل هذه الأحداث من شأنها أن تنعكس على مصير الحرب الدائرة في جنوب لبنان، خصوصا إذا تمكّن الأميركيون والإيرانيون من التوافق على حل للأزمات المستعصية التي توالت منذ 1979"، آملا أن "يتم تنفيذ القرار الدولي 1701 بحذافيره.
وقال: "الإيرانيون وعلى رأسهم الرئيس الاصلاحي الجديد مسعود بزشكيان سيضغطون باتجاه إبرام توافقات جديدة مع الولايات المتحدة"، مشيرا الى أنه "من دون إجراء تصحيح لهذه العلاقات لا يمكن تأمين الضمانة للإسرائيليين كثمن لوقف الحرب".
وعن عدم الرّضوخ لمطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتجديد لليونيفيل من دون أي تعديل، اعتبر عبد القادر أن "نتنياهو يطالب بالكثير ولكن التسوية بحال حصلت لن تراعي فقط مصالح إسرائيل بل ستشمل مصالح كل الأطراف".
ورأى أن "عودة اليونيفيل الى مزاولة مهامها في الجنوب اللبناني قد يتطلب وقفا لإطلاق النار في غزة، بسبب ربط جبهة الجنوب بالحرب الدائرة هناك، كما أن حزب الله ليس مستعدا للتنازل عن حقوقه بمقاومة إسرائيل، وبالتالي التعويل هو على توافق إيراني - أميركي يؤمن أن أيا من الأطراف لن يكون في موقع المعتدي أو المنتهك للقرار 1701".
وأوضح عبد القادر أن "هناك لاعبيين محليين على كل الجبهات ولكن الأنظار يجب أن تتوجّه نحو اللاعبين الدوليين المسؤولين عن إبرام التسوية"، مشدّدا على أن "التسوية المرتقبة واعدة بشكل كبير وسيتم في مقابلها تأمين الضمانات الأمنية التي تطالب بها إسرائيل مقابل تنازلها عن مطالبها في غزة والضفة الغربية".
واستكمل: "في حال حصل التنازل من الطرفين لا يمكن للأمور عند الحدود الجنوبية أن تعود الى ما كانت عليه قبل 8 أكتوبر، فالوضع القائم هناك هو من تسبّب بإطالة أمد المواجهات بين الطرفين، بالإضافة الى كل عمليات الدمار والقتل التي حصلت في غزة".
ورأى بعد القادر أن "الاسرائيلي لن يقبل بعودة الأمور الى ما كانت عليه، وضمانة الأمن عند الخط الأزرق ترتبط بقناعة إسرائيلية بأن هذا الوضع سيتغيّر وفي حال لم يتغيّر ستستمر المناوشات العسكرية على طول الخط الأزرق".
إذا، دخل لبنان أسوة بغيره من اللاعبيين المحليين على الجبهات المفتوحة بقيادة إيران، غرفة الإنتظار الذي بات مكلفا على كافة المستويات، بانتظار أن تتبلور التسوية المنتظرة بين اللاعبيين الدوليين والتي يبدو أنها أصبحت في مراحلها الأخيرة قبل أن تبصر النور.