صحيح أن مصطلح "أزمة" بات من المصطلحات الاكثر شيوعا في لغة الشباب اللبناني اليومية، ورياح السنوات المتلاحقة لم تأت بما يشتهي هؤلاء بل جاءت مثقلة بتحديات وصعاب، إلا أنهم حاولوا في كل مرة تحويل الأزمة الى فرصة.
إيلي زغيب أحد هؤلاء الشباب، التي عاكسته الأزمات المتلاحقه وكبّدته خسائر كبيرة ضاربة بعرض الحائط مشروعه الأول المتواضع والذي كان عبارة عن "ماركت"، حيث تسبّب انقطاع الكهرباء المتواصل بتلف معظم بضاعته التي كان قد اشتراها. ولأن الازمات تحمل في جعبتها تطورات غير مألوفة فهي تتطلب معالجة غير مألوفة ومبتكرة وهذا ما فعله زغيب الذي قرّر استبدال "الماركت" بمشروع آخر اسمه “BOX FOR LESS”، يقوم على استيراد منتجات لا تحتاج الى برادات وبيعها للمستهلكين مباشرة بسعر الجملة ما يسمح لهم وخصوصا العائلات بشراء كمية أكبر وبأسعار مخفّضة.
زغيب بدأ العمل على مشروعه من داخل محل متواضع في منطقة زوق مكايل، كما عمد الى بيع منتجاته عبر الانتنرت، "أونلاين"، وتوصيلها الى ذبائنه في جميع المناطق في لبنان.
لم يلبث زغيب أن بدأ هذا المشروع حتى باتت علامات النجاح تظهر، وأرباحه تزداد يوما بعد يوم الى أن قرّر الانتقال الى مكان أكبر، كما ابتكر تطبيقا الكترونيا خاصا بمحله. طموح زغيب لم يتوقّف هنا، فهو مصمم على تطوير عمله على كافة الصعد رغم الازمة الصعبة التي يمرّ بها البلد.
تجربة زغيب بتواضعها، تستحق أن يُلقى الضوء عليها لانها رسالة أمل وعدم استسلام لكل شاب لبناني واجه الخيبات والفشل خلال السنوات الماضية، فمن يثابر ويتمسّك بحلمه لا بد أن يصل ولو بعد حين.