خاص- برج حمود...أزمة وجود نتيجة تقصير "الطاشناق"...؟- كارين القسيس
شارك هذا الخبر
Friday, August 2, 2024
خاص- الكلمة أونلاين
كارين القسيس
يوماً بعد يوم تتقلّص أبناء الطائفة الأرمنيّة في الطاشناق وقدرتهم على تأمين الحدّ الأدنى لحقوقهم كمواطنين في وطن خصوصيته مذهبيّة ومناطقيّة، وما تشهده منطقة برج حمود نتيجة السياسة الفاشلة لحزب الطاشناق، على ما كشفته أحزاب أرمنيّة أخرى، فلم يبد الطاشناق منذ 20 عاماً أي اهتمام للمواطنين الأرمن ولم يعمل على معادلة نزيف الهجرة بل أدّت سياسات قياداته إلى توسيع هذا الجرح وهو ما يُظهر حالياً في الواقع الديموغرافي لهذه البلدة التي هاجرها أبناؤها ولم يهاجروا منها.
وذلك لعدم رعاية قيادة الطاشناق رغم أنّ وجودها في الوزارات كان باباً لتدخل منه المساعدات بل هذا الحزب حقق مكاسباً من أجل خدمة الحزب لصالح صرفها على نفسه وليس على القواعد الشعبية، وترك الشعب الأرمني للويلات والمآسي.
ومن بين هذه المصائب التي فتكت بالشعب الأرمني في هذه المنطقة على ما يقوله سياسيون في أحزاب أرمنيّة أخرى، صفقة مكبّ برج حمود بترابط العقد بين بلديتي بيروت وبرج حمود ، وما حمل من صفقة بملايين الدولارات لم تصرف على معالجات أبناء البلدة.
ويعتبر هؤلاء السياسيون ومن بينهم نواب سابقون أنّ تراجع النائب هاغوب بقرادونيان من 8000 صوت في الانتخابات النيابيّة عام 2018 إلى ما يُقارب الـ 4 آلاف ونيفاً، ما هو إلا دليلاً على اعتراض البيئة الأرمنية على سياسة الطاشناق.
ولفتت الأوساط إلى الاتفاق الذي حصل بين الثنائي الشيعي والطاشناق على الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخراً، مؤكدةً أنّ الموضوع في غير مكانه ويُعيد إلى الذاكرة إتفاق مار مخائيل الذي حصل على حساب الدولة، سيّما أنّ الطاشناق بدا من الـ 90 حتّى اليوم أنّه في محور الممانعة وملحقاً بـ8 آذار، فتبيّن أنه لا يستطيع حماية بيئته وأتى هذا اللقاء ليضعف الطاشناق أمام الثنائي الشيعي الذي يُهيمن على برج حمود في ظلّ توجيهات لافتة من قبل قيادات هذا الحزب الأرمني منذ نحو سنوات، بعدم الإهتمام بما يحصل وغضّ العين عن هجرة الشباب الأرمني على حساب توسّع ديموغرافيا الثنائي.
وتلفت الأوساط الحزبية إلى نشاطات أرمنية كنسيّة ونيابيّة في اتجاه البيئة الأرمنية في حين أنّ الطاشناق كان يوزّع خدمات للذين يعتبرهم ناخبينه ويهمل مناصري الأحزاب الأخرى، وهو أمر لم تكن معتادة عليه الطائفة الأرمنية، فقديماً كانت هذه الأحزاب لا تفرّق في الخدمات الاجتماعية على غرار ما تقوم به النائبة بولا يعقوبيان من اهتمامات صحية واجتماعية، فهي وفريق عملها يساعدون اي شخص يطلب المساعدة من اي منطقة كان، بعيداً عن كونه من ناخبيها أم لا.
طالت إهتمامات يعقوبيان منطقة برج حمود في خطوة لمحاربة البؤس فيها، وتشير الأوساط الأرمنية إلى أنّها توازي الطاشناق كأحد قوى المنظومة، ليس فقط بنشاطها السياسي كنائبة تغييرية في البرلمان بل أيضاً في الحقل الانساني إنطلاقًا من أخلاقها الانسانيّة.
وختمت الأوساط ذاتها أنّ كافة أحزاب السلطة والمنظومة استفادت من الدولة وأفادت جمهورها وشعبها في حين حزب الطاشناق استفادت فقط قيادته على حساب توسع البؤس بين مناصريها وهو أمر مخالف لكل تاريخ العمل الحزبي والأرمني على غرار ما كان يقدم عليه ديكران توسباط وآرا يروانيان اللذان كانا قدوة للسياسيين الارمنيين، فاليوم يعطي حزب الطاشناق صورة فاشلة عن العمل الحزبي الحقيقي.