العشاء السنوي الأول لجمعية "إعلاميون من اجل الحرية"... وهذا ما تم التطرق إليه!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 27, 2024

أقامت جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" عشاءها السنوي الأول في فندق الحبتور، بحضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ممثلا رئيس الحكومة، وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، سفراء فلسطين أشرف دبور، الأردن وليد الحديد، اليمن عبدالله الدعيس، ممثل سفير المملكة العربية السعودية المستشار فارس العمودي، النواب: أشرف ريفي، ميشال معوض، فراس حمدان، ابراهيم منيمنة، ايهاب مطر، جورج عقيص، ملحم الرياشي، ممثل نقيب المحامين عضو النقابة لبيب حرفوش، عضو مجلس نقابة المحررين صلاح تقي الدين وإعلاميين.

بداية، عرضت الجمعية أفلامًا وثائقية عن عملها. وكان للصحافيين اللبنانيين مشاركة تحدثوا فيها عن أهمية الدور الذي تلعبه الجمعية في الدفاع عن الحريات. ثم أعطى الصحافي سمير عطالله والإعلامي عماد الدين أديب شهادتيهما حول الحريات الاعلامية في العالم العربي.

بشارة

والقى مؤسس "إعلاميون من أجل الحرية" أسعد بشارة كلمة قال فيها: "إنّ إعلاميون من أجل الحرية ليست جمعية بل قضية"، موجهًا "التحية الكبرى لأصحاب الكلمة الحرة والموقف كجبران تويني، سمير قصير ولقمان سليم ولكل من استشهد، لأنّ صوته أعلى من صوت كاتم الصوت".

ووجه بشارة تحية للشهداء الصحافيين الذين سقطوا في الجنوب خلال تغطيتهم العدوان الإسرائيلي: عصام عبدالله، فرح عمر وربيع معماري وللصحافيين في غزة.

وشدد بشارة على أنه "لا يمكن أن نكون إلّا أحرارًا" مشيرًا إلى أنّ "الأحرار هم من يصنعون التاريخ لا العبيد". وقال: "لم يكن اختيار عبارة "إعلاميون من أجل الحرية" صدفة، ونحن هنا اليوم نخب وكتاب وإعلاميون وصحافيون وسياسيون تجمعنا قيمة واحدة لا يختلف عليها أحد، وهي قيمة الحرية".

وأشار بشارة إلى أنّ الجمعية بدأت بنواة من ٣ أشخاص، ثم كبرت العائلة لتضم ١٧٠ زميلًا، واصفًا اللقاء ب "لقاء الفرح والدفاع عن الحرية".

ولفت إلى أنّ "الأقوياء يلجأون إلى القضاء والصحافي ليس فوق القانون من دون أن يعني ذلك القبول بالتعدي والترهيب والاغتيال المعنوي"، متوجهًا إلى وزير الإعلام ورئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان بالتشديد على أنّ "الجسم الإعلامي في لبنان يريد إقرار قانون عصري وحديث لا يضيق على الحريات، يحفظ الحريات".

وتوجه الى وزير الداخلية قائلا: "مهمتكم أصعب وأكثر حساسية، وفي الأشهر القليلة الماضية تعرض الكثير من الصحافيين للاعتداء من دون أن نرى محاسبة".

عدوان

من جهته، قال رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان:" إنّنا كلبنانيين نعرف أنّ لبنان من دون حرية يتغير ولا يعود البلد الذي نريد الحفاظ عليه. والحرية هي حياة لبنان وهو يتنفس حرية".

وأشار إلى أنّ "عبر التاريخ كلّ من أراد أن يقطع الحرية عن لبنان انقطع نفسه وعاد البلد ليتنفس حرية"، لافتًا إلى أنّ "لبنان لطالما كان مركزًا للحريات وملجأً لكلّ مظلوم في محيطنا العربي".

وقال عدوان: "إنّ المشكلة ليست بالقانون وإنما ببقاء القوانين من دون تطبيق"، لافتًا إلى أنّ "مشروع القانون الذي يُعمل عليه اليوم مهم، ومن المهم أيضًا الحديث عن استقلالية القضاء، لأنّ القضاة في لبنان ممتازون، لكن ليس لدينا قضاء. والقضاء خاضع للسلطة السياسية التي تتحكم فيه من انفجار المرفأ وصولًا إلى التعديات التي طالت الإعلاميين من دون توقيف أي معتدٍ، ولذلك قانون الاستقلالية مهم".

وشدد على "ضرورة إعطاء كلّ الضمانات والحريات للإعلاميين"، لافتًا إلى أنّ "الجسم الإعلامي بحاجة إلى تنقية ذاتية والشوائب كثيرة في الإعلام اليوم".

وأكد عدوان وقوفه إلى جانب كلّ إعلامي حر، واعدًا بأنّ "مشروع قانون الإعلام الجديد لن يُقر إلّا في ظلّ توجه يحمي الحريات".


المكاري

وألقى الوزير المكاري كلمة رحب في مستهلها بالحضور، وشكر لـ "إعلاميون من أجل الحرية" دعوته. وقال: "حرية الصحافة في لبنان حقيقة وليست وهما، جميعنا نشعر عميقا بنعمة هذه الحرية التي أطلقت طاقات الإعلام اللبناني، وظهرت دوره في صناعة الرأي العام".
وتابع: "منذ نشأته، نجح لبنان في إقامة نظام حريات، بدءا من حرية المعتقد وصولا إلى حرية الإعلام والتعبير، لذلك نتخلى عن هويتنا عندما نخسر هذه الحرية الملازمة للريادة والإبداع، لكن لا خوف لأن ثقافة الحرية متجذرة. منذ العام 1830 أدرك الشاعر والسياسي الفرنسي لامارتين حيوية حرية مجتمع جبل لبنان، فذكر في كتابه رحلة إلى الشرق / Voyage en orient: "في إحدى الدول العربية وجدت رجلا (الحاكم) وفي لبنان وجدت شعبا"، وهذا تأكيد على أن نهضة لبنان الفكرية قامت في جبل لبنان متكئة إلى نمط الحياة الذي يتغنى بالحرية، ولا ننسى أن لبنان كان ملاذ أصحاب النزعة النقدية في السياسة، لمن احتموا تحت سماء حرياته من أشقائنا العرب".

أضاف:" ألتزم أن تبقى وزارة الإعلام منبرا للدفاع عن هذه الحرية المسؤولة التي هي صنو وجود لبنان، ومن هذا المنطلق نعمل على إقرار قانون إعلام عصري يضمن حصانة الصحافيين، ويراعي المعايير الدولية لحرية التعبير. مشروع القانون الذي تقدمنا به موجود في اللجان، وينتقل في أيلول إلى الهيئة العامة. أنا مولج بحماية حرية التعبير، ولطالما كان الدفاع عن هذه الحرية جزءا جوهريا من عملي على رأس وزارة الإعلام ومؤسساتها الإعلامية، بدليل أن تلفزيون لبنان التابع للدولة يستضيف أشخاصا يوجهون انتقادات لاذعة للدولة والحكومة. لقد تراجع تصنيف لبنان هذا العام في مؤشر حرية الصحافة العالمي، وهذا التراجع مرتبط بالاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، التي تسببت باستشهاد ثلاثة صحافيين، مما أثر بصورة مباشرة على تصنيف لبنان. المفارق هي أن القاتل تقدم والمقتول تراجع، ولكن يبقى لبنان رغم كل التحديات من أكثر البلدان التي تتمتع بالحرية الإعلامية في المنطقة. وأغتنم فرصة وجودي على هذا المنبر لأوجه تحية إلى شهداء الكلمة الذين سقطوا في جنوب لبنان عصام عبد الله وفرح عمر وربيع معماري، الذين ارتقوا في جنوب لبنان".

وختم: "لا وطن من دون صحافة حرة، ولا لبنان من دون حرية، ونحتاج دائما إلى الأصوات والأقلام الحرة التي تنبه إلى الأخطاء، وتحذر من الشطط ، عاش لبنان وعاشت حرية الاعلام".


مولوي

وأخيرًا، تحدث الوزير مولوي قائلًا: "إنّ لبنان لا يعيش من دون الحرية التي كونته والحرية هي لبنان"، مشددًا على أنّ "الحرية هي الحرية المسؤولة التي لا تتجاوز حدود القانون والضمير ولا تكون بالتعدي وبالافتراء والمسؤولية هي التي تبني لبنان".

وقال: "نحن نتمسك بالحرية كما يتمسك بها الصحافيون والحرية والعدالة أساسيان ويحميان البلد"، موجهًا تحيته للشهداء الصحافيين الذين سقطوا خلال قولهم للكلمة الحرة، لاسيما في جنوب لبنان قائلًا إنهم جنود وليسوا مجهولين.

وأعلن مولوي الالتزام بالحرية وحماية الإعلاميين الأحرار، مشيرًا إلى أنّ "الإعلام المسؤول هو بوصلة المجتمع، وهو يوجه الرأي العام". مشددًا على أنّ "الإعلام المسؤول يحمي علاقة لبنان بكلّ الدول العربية ودول العالم". وقال:" إنّ بناء الدولة لا يمكن أن يكون من دون حرية".

وقال: "واجبنا حماية الإعلام والإعلاميين، وعدم القبول بالتعدي على الإعلام والإعلاميين"، متعهدًا باستكمال كلّ التحقيقات بكلّ الجرائم والاعتداءات لاسيما في ما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت.

وأضاف: "التحقيقات تتابع في القضاء، وأطلب من الإعلاميين المزيد من المسؤولية وحماية علاقة لبنان بكلّ الدول"، مشددًا على دور الإعلاميين في الحفاظ على أمن البلد وضرورة الابتعاد عن الفتنة والتحريض.

وختم مولوي: "الداخلية تحمي الإعلاميين والإعلام الحر".