خاص - بلوحاته الفنية.. دانيال أبي اللمع يعيد ذاكرة اللبنانيين الى الجذور! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 25, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

هند سعادة

في غمرة المشاهد القاسية والأخبار السلبية التي تنهال علينا عبر منصات التواصل الإجتماعي من كل حدب وصوب، يشكل الفن في كل أشكاله عدسة من نوع آخر، فهي لا تساعدنا فقط على رؤية حاضرنا بحقيقته، إنما تقوم أيضا بردم الفجوة الكبيرة بين الماضي والحاضر التي افتعلتها الأزمات المتلاحقة.

فالإستمتاع بأي شكل من أشكال الفن من شأنه أن يعيدنا الى الجذور والغوص في هويتنا التي ننطلق منها لمجابهة أزمات نعاينها لحظة بلحظة عبر شاشات هواتفنا.

الفنان دانيال أبي اللمع في طليعة المؤمنين بفعالية الفن ودوره في حياة الإنسان، فقد شدّد في حديث لموقع الكلمة أونلاين، على أهمية التمسّك بالجذور والتاريخ حتى يتمكّن الإنسان من الحفاظ على هويته في ظل الأفكار والثقافات الغربية التي يتأثّر بها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

يحاول أبي اللمع عبر اللوحات الفنية التي يقدّمها، محاكاة الأحاسيس والأفكار الباطنية التي نشأ عليها اللبنانيون وتعزيز مكانتها في وعيهم، كآلية دفاعية بوجه كل محاولات التشويه التي تطال المجتمع اللبناني بكل مكوناته.

وفي ظل كل الأزمات المتلاحقة، ليس إصرار أبي اللمع على فتح أبواب معرضه في منطقة بلونة إلا تجسيدا لثقافة الحياة التي لا طالما تميّز بها الشعب اللبناني.

وجمالية اللوحات التي يقدّمها أبي اللمع، رسالة لأهمية العودة الى الذات رغم كل الضجيج الذي يحيط بيومياتنا. وتمسّكه بشغفه كان المحفّذ الأول له والسلاح الأكبر الذي لجأ إليه لمجابهة ثقافة الموت التي يحاول البعض إرساءها.

فالفن، أشبه بآلية دفاعية يمكن للإنسان اللجوء إليها لتحصين ذاته والصمود مهما اشتدّت العواصف، واللوحة لا تقتصر على محاكاة العيون بل تخرقها حتى تصل الى داخل من يشاهدها فتنقل إليه أحاسيسا وأفكارا وتنعش ذكريات أحوج ما يكون إليها في الظروف الصعبة، وهنا يكمن الهدف الأول لأبي اللمع من وراء هذه الأعمال التي يقدّمها.

عبر التاريخ، أثبت الفن بجميع أشكاله أنه أداة فعّالة لحماية ثقافات المجتمعات وصونها، ولطالما لجأ إليها الأجداد للإستمرار والصمود، كما يشكل الفن متنفّسا للكثيرين للهرب من الأوضاع الصعبة التي تحاصرهم، وهذا ما التمسه أبي اللمع في قبول الناس وتفاعلهم مع لوحاته الفنية.