في حالة نادرة جداً، عانت طفلة في عامها الأول من تضخّم غريب في رأسها بحجم كرة البيسبول، ليتبيّن خلال الفحوصات وجود جنين ينمو في جمجمتها على مدار 11 شهراً، والصدمة الأكبر كانت أن هذا الجنين يعود لشقيقتها التوأم.
شرح أطباء صينيون من "مستشفى جامعة بكين الدولي" أن حالة الطفلة تُسمى "الجنين في الجنين"، وهي حالة نادرة جداً، تؤثر على 1 من كل نصف مليون ولادة، 18 منها فقط حدثت داخل الجمجمة.
أجرى جراحو الأعصاب عملية جراحية للطفلة التي لم تُكشف هويتها، بعدما تورّم رأسها وكانت تعاني من تأخر في النمو. ورغم استئصال الجنين المنتفخ، توفيت الرضيعة في غضون أسبوعين لأن التلف الذي لحق بدماغها كان شديداً للغاية.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، لم تظهر المضاعفات فجأة، حيث اكتشف الأطباء تشوهات في جمجمة الجنين خلال فحص روتيني في الأسبوع 33 من الحمل. وبعدما خضعت الأم لولادة قيصرية في الأسبوع 37 من الحمل، كان رأس المولودة متضخماً بمعدل أعلى من الطبيعي.
جنين بحجم كرة البيسبول بعد 11 أشهراً، دخلت المستشفى الدولي بجامعة بكين، بسبب تضخم رأسها وتأخر نموها، ومعاناتها من سلس البول، ومشاكل في حركتها وكلامها. وبعد العديد من الفحوصات، تبيّن وجود كتلة قطرها 13 سم داخل جمجمتها بحجم مشابه لكرة البيسبول. وخلال الجراحة، استأصل الأطباء الكتلة التي تبيّن أنها كانت عبارة عن سائل بني سميك وجنين غير ناضج بطول 18 سم، له عمود فقري وعظام، وبدايات الفم والعينين والشعر والساعدين واليدين والقدمين.. ولم تستيقظ الرضيعة بعد الجراحة أبداً، فأبقيت على أجهزة دعم الحياة أثناء نتيحة تعرضها لنوبات كهربائية، فقررت الأسرة بعد 12 يوماً ورأفه بالطفلة سحب الأجهزة عنها لتموت بشكل طبيعي.
غياب تفسير علمي لم يتمكن العلم حتى الآن من تفسير سبب الإصابة بهذه الحالة النادرة، لكن الأطباء حول العالم يجمعون على تفسير كيفية الإصابة بها مشيرين إلى أنها تحدث أثناء التطور داخل الرحم، عندما لا ينفصل التوأم المتطابقان تماماً، فيعلق أحد التوأمين داخل الآخر، وقد يستمر في تطوير ميزات مثل الأظافر والشعر والأطراف. تستقر الأنسجة الجنينية في البطن عند 80% من الحالات، ما يتيح للأطباء فرصة كبيرة لاستئصال الجنين دون الإضرار بالطفل الآخر، وفي أحيان أخرى، يتم اكتشافه في أماكن غريبة جداً كالجمجمة والفم والأعضاء التناسلية.
