ذي أتلانتيك- إسرائيل وحزب الله: حرب بلا فائز

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 9, 2024

زعم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق والجنرال المتقاعد بيني غانتس مؤخراً أن إسرائيل قادرة على تفكيك حزب الله في غضون أيام، ومع ذلك، يؤكد التاريخ أنه لو كان هذا ممكناً، لكانت إسرائيل أجهزت على التنظيم، حسبما أفادت الصحافية والمحللة السياسية كيم غطاس، لموقع مجلة "ذي أتلانتيك".

فضلاً عن ذلك، وعد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "بالنصر الكامل" ضد حماس بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ويُنظر إلى مثل هذه التصريحات على أنها دعاية متبجحة خطيرة، مما يشير إلى أهداف عسكرية متطرفة وغير قابلة للتحقيق إلى حد كبير، إذ قللت إسرائيل تاريخياً من تقدير الميليشيات التي تواجهها واستخدمت القوة المفرطة لمعالجة المشاكل التي تتطلب حلولاً أكثر دقة.
وشهد المدنيون على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية صراعاً مستمراً منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. بدأ هذا الصراع عندما أطلق حزب الله صواريخ على شمال إسرائيل دعما لحماس، مما أدى إلى كسر 17 عاما من الهدوء النسبي.

رد منهجي
وقالت غطاس، مؤلفة كتاب "المد الأسود" في مقالها في "أتلانتيك": كان رد إسرائيل منهجياً ولا هوادة فيه، مما أدى إلى تكوين منطقة ميتة غير صالحة للسكن على طول منطقة بعمق خمسة كيلومترات داخل لبنان، فقد أدى هذا القصف إلى تشريد 90 ألف لبناني وتدمير البنية الأساسية المدنية وهلاك الثروة الحيوانية والأراضي الزراعية وقتل ما لا يقل عن 50 مدنياً لبنانياً، بالإضافة إلى 349 مقاتلاً من حزب الله.

وعلى الرغم من أن هجمات حزب الله الانتقامية كانت أقل كثافة، فإنها ضربت عمق الأراضي الإسرائيلية، مما أدى إلى إجلاء 60 ألف إسرائيلي ومقتل 25، بما في ذلك المدنيون والجنود.

وبينما يواصل الجانبان تخزين الأسلحة وحشد إسرائيل لقواتها على الحدود، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من أن الحرب الشاملة ستكون كارثية.

الخطوط العريضة لاتفاق السلام المحتمل
وأفادت الكاتبة بأن الخطوط العريضة لاتفاق السلام المحتمل واضحة: تريد إسرائيل من حزب الله أن يوقف الهجمات عبر الحدود، وأن يسحب كبار مقاتليه وأسلحته الثقيلة من الحدود، وأن يزيد الجيش اللبناني من وجوده بالقرب من الحدود.

ويريد حزب الله من إسرائيل أن تتوقف عن قصف لبنان، وأن تنسحب من نقاط الحدود المتنازع عليها، وأن توقف التحليق فوق لبنان.

ولكن الدبلوماسية تعثرت لأن حزب الله ربط مصير لبنان بوقف إطلاق النار في غزة، ويعتمد بقاء نتانياهو السياسي على استمرار حربه هناك.

وبحسب وصف الكاتبة، فإن بدائل الحلول الدبلوماسية تبدو قاتمة، فلا إيران، راعية حزب الله، ولا إسرائيل تريدان حرباً شاملة في لبنان، ولكن هذا لا يعني أنها لن تندلع.

ويتضمن السيناريو الأسوأ قصفاً إسرائيلياً واسع النطاق وتوغلاً برياً في لبنان، مما يدفع حزب الله إلى قصف شمال إسرائيل بسلسلة من الصواريخ التي ستغمر القبة الحديدية وتتسبب بخسائر بشرية وأضرار كبيرة.

ويمكن لمثل هذه الحرب أن تعيد مصداقية حزب الله أمام أنصاره، والتي فقدها بسبب تورطه في النظام السياسي الفاسد في لبنان والحرب الأهلية السورية ودعم إيران على حساب أمن واستقرار الدول العربية.

حرب قد تستمر سنوات
وأوضحت الكاتبة أنه يمكن أن تؤدي حرب شاملة إلى تشابك إسرائيل ولبنان لأشهر أو سنوات؛ فحزب الله اليوم أقوى بكثير مما كان عليه في الصراعات السابقة في عامي 1996 و2006، حيث يمتلك الآن 150 ألف صاروخ، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة، ومقاتلين متمرسين من سوريا وأماكن أخرى. وقد يجتذب الصراع في لبنان ميليشيات من العراق وسوريا وقد يتصاعد ليشمل إيران والولايات المتحدة.

وقد ينطوي التصعيد المحدود على تركيز الجانبين على أهداف عسكرية محددة بقواعد اشتباك غير معلنة ولكن واضحة.

وقد تزيد إسرائيل من ضرباتها على حزب الله والأهداف الإيرانية في سوريا وجنوب لبنان ووادي البقاع دون استهداف البنية التحتية اللبنانية مثل المطارات ومحطات الطاقة.

ومن المرجح أن يرد حزب الله بوابل من الصواريخ المستمرة على إسرائيل، مستهدفاً المواقع العسكرية ويشن هجمات إلكترونية. ومع ذلك، فإن الحفاظ على مثل هذا التصعيد المقنن أمر صعب وخطير، برأي الكاتبة.

أقل فائدة لإسرائيل
وأضافت الكاتبة: "قد تؤدي الاشتباكات الحدودية المستمرة إلى حرب استنزاف بلا نهاية واضحة".

ويشير التاريخ إلى أن المواجهة العسكرية مع حزب الله أقل فائدة لإسرائيل من الدبلوماسية.

ولم تسفر الصراعات السابقة مع حزب الله عن الهزيمة الحاسمة التي وعد بها زعماء إسرائيليون مثل غانتس، كما لم تسفر عن شن حرب صريحة في لبنان.
قد يخسر حزب الله الكثير إذا اندلعت الحرب، وهذا ما يفسر ضبط النفس الذي يتحلى به. ومع ذلك، مثله مثل حماس وغيرها من الجماعات المسلحة، يمكن لحزب الله أن يلعب اللعبة الطويلة بشكل أفضل من الجيوش التقليدية، حتى لو كانت قوية مثل جيش إسرائيل.
كان غزو عام 1982 هو المرة الأولى التي تقاتل فيها إسرائيل قوة مسلحة بدلاً من جيش تقليدي، مما وضع نموذجاً للصراعات المستقبلية.

وتمثل أنقاض غزة الحالية وآلاف القتلى والرهائن لدى حماس كارثة استراتيجية أخرى لإسرائيل.
ولفتت الكاتبة النظر إلى أنه قد يرى نتانياهو في الصراع انتصاراً لأنه لا يزال في السلطة، لكن يتعين عليه أن يتذكر الدروس المستفادة من عهد بيغن عندما كان نائباً للسفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وأهمها أنه لا يمكن تحقيق أي نصر عسكري في حرب واسعة النطاق ضد لبنان.


24.AE