فصائل عراقية تتأهب لمساندة "حزب الله".. وقائد ميداني يتوعّد!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 4, 2024

وضعت الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران سلاحها في حال تأهب في سياق إقليمي متوتر بسبب الحرب في قطاع غزة والتهديد بتوسع المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود اللبنانية.

وحذرت إيران إسرائيل من "حرب إبادة" بـ"مشاركة كاملة لمحور المقاومة" الذي يضم طهران وحلفاءها الإقليميين في حال شنت الدولة العبرية هجوماً "واسع النطاق" على "حزب الله" في لبنان.

ونفذت الفصائل العراقية تحت عنوان "المقاومة الإسلامية" في العراق خلال الشتاء الماضي أكثر من 175 هجوماً صاروخياً وضربات بطائرات من دون طيار في العراق وسوريا، ضد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معلنة أن هجماتها تضامناً مع غزة وتستهدف تحديداً الجنود الأميركيين.

ويقول المحلل السياسي علي البيدر إن الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" لن يقتصر على الأراضي اللبنانية، موضحاً أن "هناك فصائل مسلحة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة ستدخل في المواجهة".

ويضيف "الجماعات المسلحة في العراق والمنطقة ستتدخل لسببين: الأول هو رغبتها في إثبات نفسها، والثاني إثبات ولائها لطرف معين".

وبالفعل انتقدت الفصائل العراقية المسلحة الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل، وحذرت في بيان لتنسيقية "المقاومة العراقية" من شن "حرب شاملة على لبنان"، وأوضحت في البيان أنه "إذا نفذ الصهاينة تهديدهم فإن وتيرة العمليات ونوعيتها ستتصاعد ضدهم، وستكون مصالح العدو الأميركي الإجرامي في العراق والمنطقة أهدافاً مشروعة لرجال المقاومة".

وتجمع هذه التنسيقية مجموعة فصائل أبرزها كتائب "حزب الله" والنجباء وكتائب سيد الشهداء، وهي ثلاث فصائل مستهدفة بعقوبات أميركية، وقادت خلال الأشهر الماضية الهجمات ضد التحالف الدولي المناهض للمتطرفين.

ومع تواصل الحرب في قطاع غزة منذ تسعة أشهر، ترتسم مواجهة أوسع نطاقاً تشمل طهران وحلفاءها الإقليميين، وبينهم "حزب الله" اللبناني وحركة الحوثيين اليمنيين والفصائل المسلحة العراقية، الذين يقولون إنهم يتدخلون تضامناً مع الفلسطينيين.

ويتبادل "حزب الله" إطلاق النار مع إسرائيل بصورة يومية منذ اليوم التالي لبدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ويهاجم الحوثيون في اليمن سفناً يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، مما يعطل حركة التجارة في البحر الأحمر.

ويذكر المحلل علي البيدر أن "التجارب السابقة حدثت خلالها عمليات وهجمات ضد القوات الأميركية والبعثات الدبلوماسية، من هذا المنطلق قد تحدث هذه الهجمات مجدداً بحدة أكبر مع وجود محركات لها".

في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، تسبب قصف جوي بطائرة من دون طيار بمقتل ثلاثة جنود أميركيين في العراق مما أدى إلى تصعيد مع الولايات المتحدة التي تنشر 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا ضمن التحالف المناهض للمتطرفين، ونفذت رداً على استهدافها ضربات عنيفة ضد الفصائل الموالية لإيران في هذين البلدين.

ويقول متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فضل عدم الكشف عن هويته لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، إن واشنطن "لن تتردد في اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة لحماية قواتنا".

ويحذر المصدر من أن "الميليشيات في العراق المتحالفة مع إيران تقوض سيادة العراق من خلال شن هجمات ضد دول أخرى، مما قد يجعل من العراق طرفاً في صراع إقليمي أوسع".

وتؤكد "المقاومة" العراقية منذ أسابيع تنفيذ "عمليات مشتركة" مع الحوثيين، في ظل استمرار صدور بياناتها حول تبني ضربات طائرات من دون طيار ضد أهداف في إسرائيل، ومنذ أبريل (نيسان) الماضي أكدت إسرائيل وقوع عدد من الهجمات الجوية القادمة من الشرق، من دون أن توجه أصابع الاتهام إلى جهة محددة، وتقول إنها أحبطت هذه الهجمات قبل أن تدخل مجالها الجوي.

وتوجد أيضاً فصائل "المقاومة الإسلامية" العراقية في شرق سوريا المجاور للعراق وجنوب دمشق، كما أن هناك "قوات نخبة" في منطقة الجولان من إسرائيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يستند إلى شبكة واسعة من المصادر والمندوبين في سوريا.

وبالنسبة إلى المتخصص في الشؤون العراقية تامر بدوي، تكمن أهمية "تنسيق الهجمات" مع الحوثيين "في المقام الأول في رمزيتها وفكرة أن مجموعات تفصلها مسافات جغرافية كبيرة قادرة على القيام بعمل مسلح بصورة متزامنة".

كما أن دخول الفصائل العراقية إلى الأرض اللبنانية سواء من خلال "إرسال مقاتلين بأعداد كبيرة" أو فقط "مستشارين" سيعتمد أساساً على "حاجات ’حزب الله‘ الحربية"، كما يؤكد بدوي.

ويضيف المحلل أن التعبئة ستعتمد أيضاً على الحاجة إلى "إظهار صورة تضامن عابرة للحدود"، إذ "للرمزية أهمية بالنسبة إلى هذه الفصائل، وهذا جزء من هويتها وعضويتها في معسكر واحد، بقدر أهمية مشاركتها الفعلية في العمل المسلح".

ورداً على سؤال لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، توعد "قائد ميداني" في "المقاومة" العراقية بـ"وحدة الساحات" وأضاف "موقفنا واضح: التصعيد ضد التصعيد" في حال نشوب حرب في لبنان.

وتابع "الأمر متروك للقيادة وتقديراتها، لكن حسب قناعتي الشخصية كوني قائداً ميدانياً، سيكون هناك وجود على الأراضي اللبنانية إلى جانب الهجمات على المستوى التكتيكي من الأراضي العراقية"، وذكر أن "المقاومة" العراقية لديها حالياً "خبراء ومستشارون" في لبنان.

وفي تعليقه أخيراً على استعداد الحلفاء في العراق وسوريا واليمن لإرسال مقاتليهم إلى لبنان، خفف الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله من أهمية ذلك وقال "على مستوى القدرة البشرية، الحمد لله لدى المقاومة الآن في لبنان ما يزيد على حاجاتها وما تقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف القتال والمواجهة والحرب".


اندبندنت عربية