وحده سعد الحريري عابر للخواطر اللبنانية- بقلم رواند بو ضرغم

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 4, 2024

سعد الحريري، ليس زعيماً سنياً وحسب، بل زعيم وطني وحاجة سنية وشيعية ومسيحية ودرزية، وحاجة كل مكون من الأقليات، إذ برزت دعوات الخصوم قبل الحلفاء لعودته الى الحياة السياسية، لتحقيق التوازن الطائفي وتحريك الجمود السياسي وتحصين الوحدة الوطنية بالاعتدال.

الشارع السني أثبت وفاءه لإرادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وولاءه لوريثه السياسي سعد الحريري، ووقف الى جانبه “عالحلوة والمرة” ودعّمه برصيد انتخابي يُعدّ الأكبر سنياً على الرغم من مقاطعته الانتخابات النيابية الأخيرة. أما على صعيد مستشاري الرئيس الشهيد ووريثه، فلم يجد بهاء الحريري أياً منهم الى جانبه من الرئيس السابق فؤاد السنيورة الى النائب السابق سليم دياب والوزير السابق باسم السبع والوزير السابق غطاس خوري ولا هاني حمود… بحيث اقتصر فريق بهاء الحريري على حفنة من المستفيدين وناقلي “البارودة” من كتف الى آخر وفق ما تقتضيه مصالحهم. ومن مجدل عنجر، خرج الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري عن صمته قائلاً: لا يمثلنا الا سعد الحريري.

أما من المنظار الشيعي، فتقول مصادر سياسية رفيعة لموقع “لبنان الكبير”: “إن تكرار محاولات بهاء الحريري للدخول في الحياة السياسية باتت موسمية وفي غير أوقاتها، ولا تحمل أي مشروع سياسي ولا أفق لها للنجاح، لذلك لا تتعاطى معها القيادات الشيعية على أنها خطوة قادرة على أن تشكّل نقطة تحوّل في الشارع السني”.

وفي عين التينة، لا صيف وشتاء تحت سقف واحد، ومن قال يوماً “أنا مع سعد الحريري ظالماً أم مظلوماً” لن يكون مشجّعاً لصيغة “البدل عن ضائع” ولا مُعيناً لمن يتحيّن محاصرة الزعيم ليأخذ مكانه. فالرئيس نبيه بري لا يرى في بهاء الحريري الا أنه شقيق الرئيس سعد الحريري، وليس من بهاء في السياسة خارج سعد، وهو مرحّب به في عين التينة عندما يأتي برفقته.

ليس في عين التينة فقط، إنما أيضاً لدى بقية المكونات الشيعية، إذ تعكس انحيازاً واضحاً الى خيار سعد الحريري، على اعتبار أنه قارب الظروف الوطنية المتعاقبة بمنظار الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعكس تجربة والده ورسّخ التعايش والوحدة الوطنية، وأثبت أنه حاضر في الوجدان السني والوطني. وبمجرد طرح اسم بهاء الحريري يُفتح باب المقارنة على مصراعيه، ودائماً يكون سعد الحريري البوصلة والقاعدة الثابتة والخيار الدائم.

مسيحياً، ليس حباً بسعد الحريري، إنما فرض.. يحاول الثنائي المسيحي عدم استفزاز الشارع السني والتنصّل من صورة “غدْر” طرفيه بزعيم السنة سعد الحريري طوال عهد ميشال عون.. فلا جبران باسيل متحمّس للقاء بهاء الحريري ولا سمير جعجع يستسيغ دعم عودة الحريرية السياسية. وفي مطلق الأحوال، لا يغيب عن بالهما إمكان عودة سعد الحريري، وإن كانت بمثابة همّ على قلبيهما.

أما درزياً، فالعلاقة التاريخية التي تجمع وليد جنبلاط بالرئيس الشهيد ونجله سعد من بعده، بُنيت على أسس متينة من الاحترام والاحتكام الى الوجدان السني الذي يصب بأكثريته الساحقة لمصلحة سعد الحريري الذي حافظ على نهج رفيق الحريري، لا بهاء. وقد يرى جنبلاط الأب في خطوة بهاء “جنوناً” لأن لا بديل عن سعد الحريري، طالما أنه علّق العمل السياسي ولم يستقل، فهو من كان اليد اليمنى للرئيس رفيق الحريري في حياته، وحمل نهجه الوطني بعد استشهاده.

أما إذا كان هدف بهاء الحريري استكمال مسيرة والده الشهيد، فالرئيس رفيق الحريري لم يحدّه لبنان فقط، بل الاقليم والعالم.. ولا يبدو أن بهاء يتمتع بغطاء عربي، ولا خليجي تحديداً، لا بل سارعت مصادر سعودية الى نفي لقائه مع المستشار نزار العلولا. كما أنه لا يمتلك شبكة علاقات عالمية تدعم وصوله الى الزعامة السنية، إذ إن لقاء سفير من هنا أو موظف في سفارة من هناك لا يعبّر عن دعم سياسي، إنما عن جولات استطلاعية لا أكثر، هذا بالاضافة الى عدم التجاوب مع بهاء الحريري في المناطق.

هذا الحراك لن يؤدي الا الى شرذمة الصف السني، لأن ما ثبُت بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي هو أنه لم يستطع أحد من القيادات السنية أن يتجاوزه، ممن شاركوا في الانتخابات النيابية أو ممن تعاقبوا على رئاسة الحكومة، لذلك ما لم يستطع أن يفعله محنّكون في السياسة اللبنانية، لن يستطيع أن يحققه بهاء الحريري.. والطريق الوحيد للوصول الى سدة الزعامة السنية هي “مباركة سعد الحريري”.


موقع لبنان الكبير