قراءة في البيانات التي تحذّر من السفر الى لبنان ومغادرته!

  • شارك هذا الخبر
Friday, June 28, 2024

التقت مراجع امنية وديبلوماسية لبنانية على التأكيد عبر «الجمهورية» انّ «معظم البيانات التي صدرت لا تعطي أي انطباع بأنّ هناك مخاطر امنية غير عادية في لبنان، وان الالتزام بقواعد الاشتباك القائمة ما زالت سارية المفعول وليس هناك من معلومات دقيقة لدى أصحاب هذه البيانات».




ولفتت هذه المراجع الى انّ بعضاً من هذه الدول لفتت الى ضرورة ان يغادر مواطنوها او عدم السفر الى لبنان، فيما كان المسؤولون الكبار منهم في بيروت قبل ايام يتحدثون عن اقتناع اسرائيلي ولبناني بعدم القيام بأي عمل عسكري خارج ما هو قائم منذ السابع والثامن من تشرين الأول الماضي على سبيل المثال، عدا عن التأكيد الذي دأب عليه المسؤولون الأميركيون من أنّ الخيارات الديبلوماسية والسياسية ما زالت متقدّمة على اي خيار عسكري آخر، عدا عن الشروط المفروضة على إسرائيل بعدم تسليمها انواعاً متعددة من الاسلحة الصاروخية الثقيلة التي يمكن ان تستخدمها إسرائيل في مناطق سكنية ومدنية سواءً في غزة والضفة أو في لبنان.


وعبّرت هذه المراجع عن اقتناعها بأنّ الاتصالات المكثفة التي أُجريت في الساعات القليلة الماضية اظهرت انّ هناك فوارق كبيرة بين شكل التحذيرات الدولية ومضمونها. واشارت الى «انّ اولى الدعوات التي أُطلقت من الكويت مثلاً ليست جديدة، فهي الدولة الخليجية التي ما زالت تنصح مواطنيها بعدم زيارة لبنان ما لم يكن في مهمّة محدّدة لا يمكن تأجيلها، بعدما ظهر واضحاً انّ هناك دولاً خليجية اخرى تحرم على مواطنيها التوجّه الى لبنان، والسعودية ودولة الإمارات العربية من هذه الدول التي تتعاون مع الكويت ودول مجلس التعاون، منذ ان فرضت اشكالاً من العقوبات المحدودة على التجارة اللبنانية والصناعات الزراعية، بعد اكتشاف انّ مصدر شبكات تهريب الكبتاغون والممنوعات الأخرى مصدرها الموانئ البحرية والجوية والبرية اللبنانية التي شكّلت معبراً سهلاً للمخدرات المصنّعة في سوريا». وربما انّ مصدرها الأساسي من دول اخرى لها حرّية الحركة على الأراضي السورية، ويمكنها الوصول اليها بسهولة من دون اي رقابة ان لم تكن محمية من اجهزة رسمية تبحث عن العملة الصعبة.



اما على المستوى الاوروبي، فقد توقفت هذه المراجع عند البيانات الصادرة عن بعض الدول الأوروبية، فلفتت إلى انّ معظمها تقليدية وروتينية. وان لم تطلب بعض هذه الدول من مواطنيها عدم السفر الى لبنان الّا للضرورة العملية او العائلية، لم تطلب من المقيمين مغادرته وتركت لهم تقدير الموقف حسب المناطق التي يقطنون فيها وفق خريطة مصنّفة للمناطق اللبنانية وتوزعها بين حمراء محظورة واخرى رمادية وثالثة آمنة.


وانتهت المصادر «لتقرأ في بيان السفير الروسي الذي جاء رداً على تسريب «التحذير الروسي الجديد» جاء اقسى من مضمون البيان التحذيري لمواطنيه، وانّ اشارته الى انّ هذا البيان قديم وعمره أكثر من سنة، وهو ما زال ساري المفعول، وهو ما يمكن ترجمته بأنّه التحذير الأقسى من نظرائه لأنّه سابق للتطورات الاخيرة وما زال ساري المفعول. وانّ ما خفّف من وطأته قوله حرفياً: «نقول لمواطنينا أن لا يأتوا إلى لبنان قبل هدوء الساحة الجنوبية، وإلى الرعايا الموجودين تركنا لهم الخيار بالبقاء أو المغادرة».



وتعليقاً على مضمون بيان وزارة الخارجية الكندية لفتت المراجع إلى أنّه «الأكثر وضوحاً وتوازناً تجاه ما يجري في المنطقة، فهو ساوى بين التحذيرات من مخاطر بقاء مواطنيهم في لبنان ولم يغفل التشدّد في «اعتبار المستوطنات الإسرائيلية انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة وعائقاً خطيراً أمام تحقيق سلام شامل وعادل».



ونقلت هيئة البث الكندية عن قائد عسكري «انّ الجيش الكندي يستعد لإجلاء 20 ألف كندي من لبنان.


اما بيان وزارة الخارجية الفرنسية فقد وضعته المراجع خارج اطار البيانات التحذيرية الاخرى واكسبته موقفاً سياسياً وديبلوماسياً تميزت به بفعل مبادراتها في لبنان. وهي وإن عبّرت «عن قلقها البالغ بسبب خطورة الوضع في لبنان» دعت «جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام قرار مجلس الأمن الرقم 1701». وانتهت الى تجديد «التزامها الكامل بالسعي لمنع التصعيد على الخط الأزرق وتعزيز الحل الديبلوماسي».


الجمهورية