‎عبد المسيح خلال "تكريم الأساتذة المتقاعدين": لم نصل إلى هذا الفشل إلا بسب تهميشكم

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 25, 2024

برعاية وزير التربية والتعليم العالي القاضي الدكتور عباس الحلبي، أقامت اللجنة التربوية وجمعية "كلنا أهل" بمبادرة من رئيسها النائب المهندس أديب عبد المسيح احتفالا تكريميا للمربين والمربيات المتقاعدين لعام 2024 وذلك بتاريخ 21 حزيران 2024 في مطعم " The Pines " كفرحزير الكورة.

حضر الحفل رئيس المنطقة التربوية في الشمال نقولا الخوري ممثلا وزير التربية والتعليم العالي القاضي الدكتور عباس الحلبي وحشد من الهيئات التعليمية والثقافية و الفاعليات السياسية والاجتماعية والدينية ورؤساء بلديات ومخاتير والأساتذة المكرمين.

افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني وقدمت الحفل الاعلامية ريبيكا سمعان حيث اشادت بتضحيات وبصمات المربين والمربيات . بعدها تم عرض وثائقي عن الانجازات التربوية لجمعية "كلنا أهل " .

ثم ألقت رئيسة اللجنة التربوية في جمعية "كلنا أهل" مارينا عبد المسيح كلمة هنأت الاساتذة المتقاعدين وقدمت تحية شكر وامتنان الى جمعية "كلنا اهل" اللتي طالما كانت ولا تزال الام الحنون لابناء الكورة الخضراء اللتي كانت عنوانا للعيش المشترك على أمل ان يظل المعلم منارة في العطاء وذروة في الاخلاق.

وبدوره ألقى ممثل المربين والمربيات وديع يعقوب كلمة شكر فيها النائب أديب عبد المسيح لتكريم من ضحوا بحياتهم في سبيل تعليم وتنشئة الاجيال.

وكعادتها كل عام كرمت الجمعية شخصية كورانية كان لها بصمة في مجال التربية والتعليم، ووقع الاختيار على المدير السابق لثانوية خليل سالم بطرام الأستاذ ادمون نصر والذي تسلم من النائب عبد المسيح درع " الأديب الراحل جورج عبد المسيح" وفاء لعطاءته الكثيرة. وقد توجه السيد ادمون بكلمة عن التربية والرسالة النبيلة التئ تؤديها وتأثيرها على رقي المجتمعات كما وشكر النائب والجمعية على المبادرة الكريمة.

وتلا ذلك كلمة النائب اديب عبد المسيح وقال " سألت انديرا غندي والدها الزعيم جواهر لآل نهرا، ما اللذي يحصل في الحرب؟ فرد والدها عليها ينهار التعليم والاقتصاد. وقالت ماذا يحدث اذا انهار التعليم والاقتصاد؟ اجابها تنهار الأخلاق ثم قالت ماذا يحدث اذا نهارت الأخلاق واجابها بمنتهى الحكمة والذكاء وما اللذي يبقى في بلد انهارت اخلاقه. واردف يستطيع الانسان ان يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي والاقتصادي والترفيهي الا انا انعدام الاخلاق ينتج السفلة وتهدر الاعراف والقوانين والخير ويتحول كل شيء الى نهاية، بهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة " وهذا من مذكرات أنديرا غندي.
لقد احببت ان اضيء على هذا المثل لأننا بحالة حرب ليس فقط حربا عسكري ولكن هي حرب بدأت وما زالت ضد كيان الدولة لتدميرها. هي حرب لسلب ودائع الشعب وتجويعه وافقاره وابطاله عن العمل. هي حرب ضد القيم الاجتماعية اللتي تربينا عليها في منازلنا وكنائسنا وجوامعنا، هي ضد وجودنا وديموغرافيتنا وهويتنا، هي ضد مواردنا وكفائتنا ومستقبلنا.

وتابع سألني احدهم اليوم لماذا تكرم الأساتذة فهل بهذا التكريم تعيد لهم حقوقهم. الجواب كان كلا ولكننا ندافع عن حقوق المكرمين ولكن الجواب ابسط من هذا وموجه الى كل الذي يفكر بعدم اعادة حقوقهم، يجب ان يسمع ويرى انه في نصف الكورة وانا معكم ضده.

وقال نحن نكرم المعلم اليوم لأن بتكريمه نكرم باقي المجتمع فهو المبتدأ والخبر للمهندس والطبيب والحرفي والرسام، ونحن مدينين لهذا المعلمم.

وأردف "لم نصل اليوم الى هذا الفشل الاقتصادي والاجتماعي واحيانا المجتمعي الا بسب تهميشكم. والاوطان تقوم على كاهل ثلاثة الفلاح الذي يغذيه والجندي الذي يحميه والمعلم الذي يربيه. واليوم حدت بلا حرج عن الأوضاع التي وصل اليها الفلاح والجندي والمعلم.

وقال " انتم اللذين دخلتم اليوم الى نادي المتقاعدين وانتم الشريحة الأكبر المهمشة في هذا الوطن ومعركتنا لاسترجاع حقوقكم المسلوبة متواصلة.

اسمحوا لنا لأننا سنبقى نقبل اساتذتنا على جبينهم ومعلماتنا على ايديهم، وسنكمل من اجل تحصيل حقوقهم والاضاءة على جهودهم من الكورة، لأن اهل الكورة ملعبها العلم وثقافة التعليم هويتها وفلاحيها علموا اولادهم وقد اصبحوا اليوم في أعلى المراكز أينما وجدوا بكل انحاء العالم وبكل فخر.

وتابع "انا اليوم وكثر أولاد أساتذة، فلولا التعليم والعلم والمعلم لم اكن واقفا معكم اليوم، لهذا سوف نجتمع كل سنة لتكريمكم، لانه مهما فعلنا لن نستطيع ان نفي حقوكم وتعبكم. واضاف اننا نحن اليوم نعيش مناسبتين تكريم المعلم في عيد الأب لأن كما الأب يربي اولاده فالمعلم ايضا يربي تلاميذه فالأب والمعلم يكملان بعضهم البعض.

من هنا سأتكلم بالشخصي،امي وابي كانوا اساتذة وامي كانت امي وابي، وكنت في كل سنة اكبر وتكبر بي مبادىء ابي في كل مقالة او قصيدة كتبها. واجمل جملة كان يرددها " يا كورتي يا ارض حب وعطاء....بشراك خير ووفاء... ما دام فيكي التعليم يعلوا بك نحو السماء.

وختم كلمته بالشكر لوزير التربية والادارة التربوية وجميع العاملين في الوزارة وشكر كل المعلمين المتقاعدين كما ايضا وجه شكره الى جمعية "كلنا أهل" وكل من ساهم بنجاح هذا الحفل. كما وقد وجه الشكر للاعلامية ريبيكا سمعان على الجهد اللذي تقدمه لنا.

ومن بعده تحدث الأستاذ نقولا الخوري رئيس المنطقة التربوية في الشمال ممثلا وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي وأهم ما جاء فيها:

يُسعدُني اليومَ أن أنقلَ إليكمْ تحيّاتِ معالي وزيرِ التّربيةِ والتّعليمِ العالي القاضي الدكتورِ عبّاسِ الحلبيّ الّذي شرّفَني بتمثيلِهِ رِعايَةَ احتفالِكُم هذا إيمانًا منهُ بأهمّيّةِ هذا الحدثِ الّذي يحملُ في طيّاتِهِ الكثيرَ منَ الفرحِ والأملِ والتّفاؤلِ، وإيماناً منهُ بأهميّةِ الاحتفاءِ بأهلِ الفَضلِ والعِرفانِ بحقِّ السابقينَ الّذين تحمّلوا مسؤوليّةَ ترسيخِ نورِ العلمِ والمعرفةِ والتّربيةِ فكراً ومُمارسةً.
" يؤكّدُ معالي وزيرِ التّربيةِ والتّعليمِ العالي التزامَ وزارةِ التّربيةِ والتّعليمِ العالي بالمُهمّةِ الوطنيّةِ المُلقاةِ على عاتقِهِ، ألا وهيَ "دعمُ وتحصينُ المؤسساتِ التربويّةِ الرّسميّةِ والخاصّةِ منْ خلالِ ترسيخِ ثقافةٍ تعليميّةٍ تربويّةٍ تهدفُ إلى التّجديدِ وتوسيعِ آفاقِ التّطوّرِ المُتاحَةِ للوُصولِ إلى بناءِ مواطنٍ عالميٍّ مُعتزٍّ بوطنيّتِهِ وأن يكونَ مسؤولاً وقياديّاً. كما يُؤكّدُ، معاليهِ، بأنّنا مدعوُّونَ جميعاً، نحنُ أصحابُ الإرادةِ الصّالحةِ، للتّفكيرِ بطريقةٍ خلّاقةٍ وحكيمةٍ من أجل بناءِ مجتمعٍ مختلفٍ يسودُهُ التّعاوُنُ والتّرحابُ وتسودُهُ قِيَمُ الإنسانيّة. إنّ مُبادرةَ "اللّجنةِ التّربويّةِ في الكورة" و"جمعيةِ كلُّنا أهلٌ" بالتّعاوُنِ معَ بيئةٍ كورانيّةٍ حاضنةٍ لا تتوانى عن تقديمِ شتّى أنواعِ الدّعمِ المادّيِّ والمعنويِّ في ظلِّ سَطوةِ التّحدّيات الراهنةِ، ما هي إلّا بارقةُ أملٍ لإعادةِ الثّقةِ بالتّعليمِ الّذي يُعتبرُ السّبيلَ الوحيدَ لتنميةِ الذّاتِ والحجرَ الاساسَ الّذي تَقومُ عليهِ المُجتمعاتُ المٌستنيرةُ المُتسامحةُ منْ أجلِ الارتقاءِ بالقطاعِ التّربويِّ في الكورةِ ليُصبحَ رائداً في ميدانِ التّربيةِ والتّعليمِ وسبّاقاً في إعدادِ التلميذِ إعداداً علميّاً يُساعدُهُ في الانتصارِ على أزماتِهِ، ويُسْهِمُ بِدمجِهِ في المُجتمعِ ليُصبحَ قادراً على اتّباعِ سلوكٍ انتاجيٍّ يُؤمِّنُ له حياةً كريمةً في مُختلفِ المجالاتِ.

ثم وجه كلمة من القلب لأهالي الكورةِ :" بكُمْ تَليقُ المُؤسساتُ التّربويّةُ وتتجدّدُ، مُباركٌ لكُمُ احتفالُكُمْ تَكريماً ووفاءً لكلِّ مَنْ أعطى وسخى، على رجاءِ أنْ يحملَ هذا التّكريمُ لكُمْ ولمدارِسِ الكورةِ المزيدَ منَ التّقدُّمِ والنّجاحِ لنغرِسَ معاً في نفوسِ ناشئينا القيَمَ الأخلاقيّةَ والتّربويّةَ والإنسانيّةَ فيكونوا خيرَ رُسُلٍ في بناءِ الوطنِ، وقُدوةً في المحبّةِ والعطاءِ والوطنيةِ.

وفي الختام تم تقديم دروعا تكريمية للمدراء والمربين والمربيات المتقاعدين تقديرا لعطاءتهم وتلا الحفل قطع قالب الحلوى وبوفيه.