الغارديان- مأساة النازحين في رفح إلى مستوى جديد

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 10, 2024

قالت صحيفة "غارديان" البريطانية في افتتاحيتها إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية واستيلاء إسرائيل على المعبر الرئيسي تزيد كلها معاناة الفلسطينيين وتُعرِّض حياة الرهائن للخطر.

رقصَ الرجال والنساء والأطفال في شوارع رفح يوم الإثنين بعد إعلان حماس أنها وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار، لكن، القدر لم يعطهم الفرصة للاحتفال. فبعد ساعات، أمرَت إسرائيل 100 ألف شخص في المدينة بالخروج، وخرج المتظاهرون إلى الشوارع في إسرائيل مُحذِّرين من أن الحكومة الإسرائيلية تُعرِّض حياة الرهائن الناجين الذين احتُجزوا في 7 أكتوبر (تشرين الأول) للخطر.

وبعد ذلك بوقت قصير، سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر مع مصر، الذي يمثل نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات، وأوقفت الإمدادات.

تبديد الآمال
وتذكر "الغارديان" بأنه مراراً برزت آمال بالتوصل إلى اتفاق قبل أن تتبدد مجدداً. وهناك روايات متباينة بشأن ما وافقت عليه حماس تحديداً، بما في ذلك توقيت إطلاق سراح الرهائن وما إذا كان الرقم الذي وافقت عليه يشمل القتلى والأحياء. إن استمرار القتال لا ينفي المفاوضات لإنهاء الصراع.

ولكن من المرجح أن تعني نهاية الحرب نهاية رئاسة بنيامين نتانياهو للحكومة.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه في حين أن معظم الإسرائيليين يُفضِّلون التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن على العمل العسكري في رفح، فإن الآية تنقلب في أوساط الناخبين اليمينيين الذين يعوِّل عليهم نتانياهو.

وتستميت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن في إنهاء الصراع الذي يُهدِّد بمزيدٍ من التصعيد الإقليمي ويُكلف الولايات المتحدة دعماً محلياً ثميناً في عام الانتخابات. فقبل أسبوعٍ واحد، قالت لحماس إن إسرائيل قدمت "عرضاً سخياً للغاية".

أما هذه المرة، فقد أشار مسؤول أمريكي إلى أنّ إسرائيل لم تتعامل مع المحادثات الأخيرة "بِحُسن نيّة".
وبحسب الصحيفة "ما يزال من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستُقْدِم على ما يتجاوز التوبيخ والتعنيف، ولو أننا شهدنا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي تقريراً يفيد بأن الولايات المتحدة عَلَّقَت تسليم الذخيرة، ووصفَ جو بايدن في وقتٍ سابق اجتياح رفح بأنه خط أحمر، لكنه تراجع عن تصريحه هذا على الفور".
ومن المقرر أن تُخبِر الإدارة الأمريكية الكونغرس الأسبوع الجاري بما إذا كانت تعتقد أنَّ إسرائيل تلتزم بالقانون الدولي.

وأوضحَ المنتقدون بالفعل أنهم ببساطة لن يصدقوا أي تأكيد بأن إسرائيل تلتزم بالمساعدات الإنسانية.

وقال السناتور الديمقراطي كريس فان هولين الأسبوع الماضي: "أي شخص لديه عينان يبصر بهما وأذنان يسمع بهما يعرف أن هذا ليس صحيحاً".

وتزداد أيضاً الضغوط على الحكومة البريطانية بسبب عدم وجود عواقب واضحة على تصرفات إسرائيل في رفح.


قد يرى نتانياهو، وهو السياسي المُحنك الذي لا يكفُّ عن التلاعب كسباً للوقت، حسب وصف الافتتاحية، أنّ الضربات الجوية والاستيلاء على المعبر كافيان لإبعاد وزراء اليمين المتطرف الذين يحتاج إليهم للبقاء في السلطة، دون أن يتمادى إلى ما هو أكثر من ذلك.

عواقب كارثية
وقالت الافتتاحية إن عواقب هذه الإجراءات سيئة بما فيه الكفاية، فالإغاثة الإنسانية ما تزال غير كافية والمجاعة تفشت وانتشرت.

وأضافت الافتتاحية إن تكثيف العملية العسكرية يجب ألّا يكون وارداً، فمن شأن ذلك أن يزيد الكارثة تأزماً بشكل كبير، مشيرةً إلى اضطرار كثير من الفلسطينيين الموجودين الآن في رفح إلى الفرار من مناطق أخرى من غزة. والأمر بالإجلاء لا طائل منه طالما أنه لا يوجد ملاذ آمن يفرون إليه.
وتقول منظمة اليونيسف إن هناك 600 ألف طفل في المدينة. ووفقاً للسلطات الصحية في غزة، فإن 14 ألف طفل قاصر قد قُتلوا بالفعل، إلى جانب 6 آلاف أم، أي أن هناك 19 ألف يتيم حرب جديد.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "في حين تنتشر الشائعات، وتتغير المناقشات، فإن الضرورات لم تتغير، وهي تتمثل في وقف فوري لإطلاق النار واستعادة إمدادات المساعدات وتكثيفها والإفراج عن الرهائن. فتكلفة الفشل لا تفتأ تزداد كل يوم".