رفح ستقرّر مصير فلسطين والمنطقة... وستكون مقبرة للجيش "الإسرائيلي"- بقلم كمال ذبيان

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 10, 2024

تتصاعد في الكيان الهصيوني ظاهرة عدم الثقة بالقيادتين السياسية والعسكرية، مع دخول الحرب "الاسرائيلية" التدميرية على غزة شهرها الثامن، ولم يحقق جيش الاحتلال الاسرائيلي اهدافه التي وضعتها له الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، فلم يتم القضاء على حركة حماس خصوصاً والمقاومة الفلسطينية عموماً، بالرغم من ادعاء قادة العدو انهم قلّصوا الوجود العسكري لحماس، وانهوا نحو 80% من ترسانتها العسكرية، ودمروا البنى التحتية لها من مقرات وانفاق، فترد حماس على مزاعم العدو الاسرائيلي بانها ما زالت تملك مقومات المواجهة لفترة ليست قصيرة، بالرغم من القتل والتدمير والتهجير، حيث انقلب المشهد العسكري التدميري على الكيان الصهيوني، وُوصفت الحرب بالابادة الجماعية التي قتل فيها نحو 35 الف مواطن، غالبيتهم من الاطفال والنساء والمسنين، مع فقدان اكثر من 10 آلاف تحت المباني المدمرة، وارتفاع عدد الجرحى الى نحو 80 الفا، وهذا ما حرك العالم في الشوارع والمؤسسات ضد حرب الابادة التي ادانتها محكمة العدل الدولية وطالبت بوقفها.



وتحريك نتنياهو للجيش "الاسرائيلي" نحو رفح في محاولة لتسجيل انتصار، بعد موافقة حماس وحلفاء لها في المقاومة على الورقة المصرية - القطرية بوقف العمليات العسكرية وآلية حل نحو اتفاق، فردت الحكومة "الاسرائيلية" بتوسيع الحرب نحو رفح، التي يقف المجتمع الدولي ضد شن عملية عسكرية على هذه المنطقة الواقعة عند حدود مصر، ويجتمع فيها نحو مليون ونصف مليون فلسطيني نزحوا من المناطق التي تعرضت للدمار في شمال غزة ووسطها وساحلها، حيث ستحل مجزرة وكارثة انسانية لو استمر نتنياهو في خطته لغزو رفح، سواء باتفاق يوقف الحرب او من دونه وحتى لو جرى تبادل للاسرى، لان الهدف الاول هو القضاء على حماس الذي لم يتحقق ويتم التفاوض عبر وسطاء، وهي ما زالت موجودة مما يعني هزيمة لرئيس الحكومة "الاسرائيلية" وفق ما يكشف قيادي في حماس، الذي يؤكد بان رفح ستكون مقبرة لجيش الاحتلال ودفنا سياسيا لنتنياهو فيها، الذي يتلقى ضغوطات دولية لوقف الحرب والتوجه نحو الحل السياسي الذي لا يملكه ، لانه لم يحقق اهدافه في اليوم الاول للحرب، فماذا سيعلن لليوم التالي؟


من هنا، فان نتنياهو الذي خرج الى الاعلام بالاعلان ان معركة رفح بدأت، ليتبين ان كل الجيش ما زال في محيطها، كما يصف الوضع خبير عسكري، الذي يكشف بأن الجيش "الاسرائيلي" لم يصل الى معبر رفح بل الى محيطه وتراجع عنه، ويحاول رئيس حكومة العدو تسجيل انتصار وهمي، وهذا ما كشفه الرأي العام "الاسرائيلي" الذي يطالب نتنياهو بالاستقالة ومحاكمته.

فالموافقة على البنود المصرية - القطرية من قبل حماس حشرت نتنياهو، الذي رفض قبول حماس واعتبره خديعة، مما دفعه الى الهجوم العسكري الوهمي واظهار نفسه بانه لم ينهزم مع جيشه، فاحرج حليفه الاميركي الذي اعطاه الوقت الكافي لتحقيق نصر في حربه لكنه لم ينجح، فخلق تباينا في المواقف وتباعدا في اسلوب الحرب التي قررتها الادارة الاميركية برئاسة جو بايدن ورفضت قرارات دولية لوقفها، لا بل استمرت بتقديم الدعم ورصدت مؤخرا 26 مليار دولار وتزويد الجيش بالسلاح والذخيرة والطائرات.

فعند رفح سيتقرر مصير فلسطين ورسم خارطة للمنطقة ووجود الكيان الصهيوني فيها، مع الصمود الذي اظهرته المقاومة في غزة خصوصا وفلسطين عموما، والتي لاقت المساندة في ساحات اخرى، بدءا من لبنان الذي تحمل عبئا كبيرا، فالى العراق واليمن وسوريا وايران، اذ ان فتح معركة رفح ومحاولة العدو الاسرائيلي السيطرة عليها، يعني فتح كل الجبهات في كل الساحات، لان سقوط رفح هو خط احمر عند محور المقاومة، لان معها نهاية المسألة الفلسطينية ونكبة جديدة للفلسطينيين والتي لن يسمح هذا المحور بحصولها، كما يقول قيادي فيه، والذي يعتبر بان الحرب وجودية ولا يمكن خسارتها مهما طال الوقت، فقد كثرت التضحيات وانها فرصة لن تتكرر في ان تتمكن المقاومة الفلسطينية وتؤامها اللبنانية في تحقيق مثل هذا الانتصار، لانه وللمرة الاولى يشعر الصهاينة انهم في خطر وجودي وكيانهم الى زوال، مع تقهقهر الجيش الرابع في العالم وسقوط نظرية "امن اسرائيل يصل الى باكستان"، وحصول هجرة معاكسة وكثيفة من فلسطين المحتلة الى بلاد الشتات اليهودي.


فالايام المقبلة ستكون حاسمة سواء في غزة او جبهات المساندة لها، فاذا حاول العدو الاسرائيلي انهاء الوجود الفلسطيني في القطاع وتحويله الى ارض بلا شعب، فان المنطقة ستلتهب اكثر وستشتعل كل الجبهات، وهذا ما تتخوف منه اميركا التي تضغط على نتنياهو للقبول بوقف النار، وفق ما يؤكد مصدر في محور المقاومة، الذي يشير الى ان التهدئة في غزة ستكون لها ارتدادات على جبهات اخرى لا سيما لبنان، الذي يهدده وزير الدفاع يواف غالانت بـ "صيف ساخن" ،وقد اعتاد اللبنانيون على "عنترياته"، ولا يثق "الاسرائيليون" بأكاذيبه وادعاءاته.


الديار