نيويورك تايمز- الأخطاء الإسرائيلية الكارثية ستتزايد مع تعثر المفاوضات

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, April 9, 2024

يبدو أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، قد وصلت إلى طريق مسدود بحسب محللين ودبلوماسيين لا يرون حلاً في الأفق، حتى إن الخبراء يحذرون من مجاعة مع انهيار النظام الصحي في قطاع غزة، واستمرار أعداد القتلى بالتزايد.

ووجد الوسطاء صعوبة في تحقيق تقدم نحو هدنة، مع تردد إسرائيل في التوصل إلى وقف للنار يتيح لحماس إعادة تجميع صفوفها في أجزاء من غزة، بينما الحركة قلقة حيال بنود لا تضمن لها بقاءً طويل الأمد.
وعلى رغم أن إسرائيل اقتلعت حماس من معظم غزة، وأن القتال يبدو أبطأ، فإن النزاع مستمر، بفعل تردد إسرائيل البقاء في الأراضي التي سيطرت عليها أو نقلها إلى سيطرة قيادة فلسطينية بديلة.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إنه في بعض الأماكن، أتاح هذا الفراغ لبقايا حماس إعادة التجمع، مما أرغم القوات الإسرائيلية على معاودة الإغارة على أجزاء من شمال غزة، سبق لها أن أخلتها، على غرار مجمع الشفاء.

وفي أماكن أخرى، أدى الفراغ إلى انهيار في النظام المدني، مما جعل من الصعوبة بمكان توزيع المساعدات لمن هم في حاجة ماسة إليها، ولقي عشرات الفلسطينيين حتفهم حول قوافل المساعدات، وسط النيران الإسرائيلية.
وطال أمد حالة الركود بسبب إصرار حماس على التمسك برفح، المدينة الواقعة في جنوب غزة والتي أصبحت آخر معقل رئيسي لها، وبسبب القرار الذي اتخذته إسرائيل بتأجيل الغزو البري الموعود والذي حذر مسؤولون أمريكيون من أنه قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

الحرب الأطول
ومع حال المراوحة كل هذا الوقت، باتت الحرب هي الأطول التي تنخرط فيها إسرائيل منذ الثمانينيات، مع تشعبات تتجاوز حدود غزة، لقد صعدت الضغط المحلي على الرئيس جو بايدن، الذي يواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة على رغم من إبدائه قلقاً حيال أفعالها.
كما تسببت الحرب باحتجاجات واضطرابات، وعقّدت شرعية إسرائيل الدولية مثلما حدث في حروب قليلة أخرى في الذاكرة الحديثة، وامتد النزاع إلى صراع إقليمي بين إسرائيل وحلفاء لحماس مثل إيران.
في مطلع السنة، اعتقد بعض الوسطاء أنه ربما من الممكن التوصل إلى اتفاق لوضع حد للحرب، ونقل السلطة في غزة إلى السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وفتح مسار نحو دولة فلسطينية مستقلة.

لكن كلما طال أمد الحرب، بدت هذه الرؤية أكثر خيالية، ولا يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، التنازل للسلطة الفلسطينية عن السيطرة على غزة.
ويقول أستاذ النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي في جامعة ميريلاند شبلي تلحمي: "الحرب لم تنتهِ ولا يمكن المرء أن يرى طريقاً للمضي قدماً لإنهائها بطريقة تحقق الاستقرار والإغاثة الإنسانية بالحجم المطلوب في المدى المنظور".

أخطاء خطيرة
ويحذر المحللون من أنه كلما طال المأزق، كلما زادت فرص حصول أخطاء خطيرة، على غرار الغارة الإسرائيلية التي قتلت 7 من عمال الإغاثة الإثنين، فيما وصفته إسرائيل بأنه حالة من سوء تحديد الهوية.
وبحسب المحلل في منتدى السياسة الإسرائيلية للأبحاث في نيويورك مايكل كوبلو، فإنه "كلما طالت الحرب من دون خطة قابلة للتنفيذ تحقق الاستقرار في غزة وتؤمن الخدمات الأساسية، زادت فرص وقوع مزيد من الأخطاء التي قتلت عمال الإغاثة في بيئة تسودها الفوضى فعلاً".


24.AE