خاص- موارنة لِنَحر المارونية - بقلم المحامي فؤاد الاسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, November 18, 2023
ليست المارونية مجرد صفة لنظام حكم تولى فيه الموارنة المفاصل الرئيسة للسلطة في لبنان، بل هي ثقافة التزمت مساراً تاريخياً ونضالياً طويلاً توّج بإعلان "لبنان الكبير" بهويته الجامعة على قاعدة وطن نهائي حر سيّد ومستقل لجميع مكوناته الحضارية تحكمه مؤسسات وطنية فاعلة. أرست المارونية الميثاق الوطني الجامع، ورفع عهد الرئيس كميل نمر شمعون لبنان الى مصاف ارقى دول العالم وأغناها، وكرّس اللواء فؤاد شهاب دور الجيش حصن الوطن والمدافع الاول والاخير عنه. المؤسف أن زمرة من "الموارنة" اليوم يجرّون هذا الارث العظيم الى الانتحار والابادة، اذ لم تشهد رئاسة الجمهورية "المارونية" الفراغ والتقهقر بالقدر الذي شهده العهد الأخير بفعل تورطه بمنظومة الفساد وتغطية السلاح غير الشرعي. وبينما كانت المارونية اساس نهضة لبنان الفكرية والحضارية والمالية والاقتصادية، اذ بزمرة موارنة يتواطأون على الايقاع به في مستنقع العتمة والجهل والسمسرات فيتربعون على لائحة العقوبات الدولية كأخطر فاسدين سرقوا ودمروا بلادهم. والأسوأ من كل ذلك تآمر "الموارنة المعاقبين دولياً" على ضرب أقدس مقدسات الوطن وعاموده الفقري الذي ما يزال صامداً ونعني به الجيش. فبعد ان انتفى دور الميليشيا الالهية بفعل انسحاب العدو وترسيم الحدود معه، بحيث تعود حكماً حصرية السلاح للجيش،"تَنَطّحَ" هؤلاء الأقزام لضربه وابعاده عن دوره الوطني، وذلك استرضاءً للميليشيا والمقايضة بكرسي رئاسة عاجزة افقدها الصراع عليها الهيبة والاحترام. "موارنة" غب الطلب يستبيحون المحرمات من التعرض لسيد بكركي- مجد لبنان- وتهجير اهل البلد خدمة للمحتل "النازح"، الى زجّ لبنان في محور غريب خبيث، وكل ذلك من اجل موقع زائل. اذا كانت "الافكار تقود العالم" على حد قول مؤسس الندوة اللبنانية ميشال الاسمر فالى أين سيقود لبنان والمارونية تزلف وانبطاح وتكالب "موارنة" على السلطة؟