الغارديان- سنودين غير نادم وخائف من زيادة التدخل بالخصوصية

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 8, 2023

نشرت صحيفة “الغارديان” مقابلة مع إدوارد سنودين في الذكرى العاشرة لتسريبه وثائق وكالة الأمن القومي الأمريكية (أن أس إي) التي تجسست فيها على المواطنين الأمريكيين.

وقال في حديث مع إيفان ماكسل: “لست نادما”. وحذر سنودين من أن تكنولوجيا التنصت أصبحت متقدمة جدا وتستخدمها المخابرات الأمريكية والبريطانية، وما كشفه عام 2013 يبدو مثل “لعبة أطفال”.

وفي مقابلة معه في الذكرى العاشرة على كشف المعلومات والتي أظهرت حجم الرقابة -بعضها قانوني- من قبل وكالة الأمن القومي، والوكالة البريطانية للتنصت “جي سي إتش كيو” أكد سنودين أنه غير نادم، وتحدث عن تغيرات إيجابية. ومع ذلك، يشعر بالكآبة من الخصوصية، سواء المادية وفي العالم الرقمي، فقد “تطورت التكنولوجيا وأصبحت مؤثرة بطريقة ضخمة”، و”لو فكرنا بشأن ما شاهدناه في 2013 وقدرات الحكومة اليوم، فعام 2013 يبدو مثل لعبة أطفال”.

وعبّر عن قلقه، ليس من المخاطر التي تمثلها الحكومات، وما يطلق عليها بالبيغ تيك (شركات التكنولوجيا العملاقة) ولكن كاميرات فيديو الرقابة المتوفرة تجاريا، وتكنولوجيا التعرف على الوجه والذكاء الاصطناعي، وبرامج التجسس مثل بيغاسوس، الذي استُخدم ضد المعارضين والصحافيين. وبالنظر للوراء عام 2013 “فقد كنا نثق بالحكومة وأنها لن تخدعنا. ولكنهم فعلوا ذلك. ووثقنا بشركات التكنولوجيا وأنها لن تقوم باستغلالنا، ولكنها فعلت. وسيحدث هذا مرة أخرى، لأن هذه هي طبيعة السلطة”.

ويعيش سنودين بالمنفى منذ 2013 بعد فراره إلى هونغ كونغ، حيث سلم عشرات الآلاف من الوثائق السرية للصحافيين. ويشجبه الرافضون لإقامته في روسيا، مع أن هذا هو الخيار الوحيد المتوفر له على ما يبدو بدلا من السجن في أمريكا. وزادت الانتقادات له منذ الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، إلى جانب حصوله على الجنسية الروسية بعد عامين من تقديمه الطلب.

ورغم مأزقه الشخصي، إلا أن سنودين لا يعيش في الماضي وليس نادما. وقلل ظهوره خلال العامين الماضيين، ولم يعد يقدم خطابات، وابتعد عن الإعلام والمقابلات أو الظهور على منصات التواصل الاجتماعي.

وهذا راجع لالتزاماته العائلية، فهو وزوجته لديهما طفلان. ولكنه ظل على مدى العقد الماضي متصلا مع ثلاثة صحافيين التقاهم في هونغ كونغ، بمن فيهم مراسل “الغارديان”.

ويوم الجمعة، ستحل الذكرى العاشرة لتسريب سنودين الوثائق السرية. ويرى أن الاستخدام الواسع للتشفير من طرف إلى طرف، هو واحد من إرث التسريب الإيجابي.

وشعرت شركات التكنولوجيا العملاقة بالحرج؛ لأن وكالة الأمن القومي الأمريكية تحصل على البيانات الشخصية. وتحول الحرج إلى غضب عندما اكتشفت شركات التكنولوجيا أن الوكالة كانت تحصل على بيانات الشركات رغم تعاونها، مستخدمة مكامن الضعف في نظام حماية البيانات.

وردّت هذه الشركات بتسريع عمليات التشفير رغم اعتراض وكالة الأمن القومي. ويقول سنودين: “كان التشفير من طرف إلى طرف حلما عندما خرجت القصة عام 2013”. وأضاف: “كان جزءٌ صغير من مسار الإنترنت يمر بحماية ولكنه الآن أصبح منظرا نادرا”.

إلا أن سنودين قلق من التقدم التكنولوجي الذي يتدخل في الخصوصية: “لم يكن واقعيا التفكير أنه بعد التسريبات عام 2013، سيكون هناك نوع من إعادة النظر، فهي عملية مستمرة وعلينا العمل عليها ما تبقى من حياتنا وحياة أطفالنا ومن يأتي بعدهم”.

وتقول المؤسسات الاستخباراتية الغربية، إن منفعة حصلت من تسريبات سنودين، لكن النفع لا يساوي الضرر الذي أحدثته. من ذلك، فقد اضطرت الاستخبارات الخارجية البريطانية “أم أي 6” لوقف عملياتها الاستخباراتية البشرية.

كما اشتكت من أن تسريبات عام 2013 صورت وكالة الأمن القومي الأمريكية (أن أس إي) و”جي سي إتش كيو” بأنهم اللاعبون الخبثاء في العالم، وتجاهلت ما كانت روسيا والصين تفعلانه على الإنترنت. وهو ما يرفضه سنودين، قائلا إن لا أحد كان يقول في ذلك الوقت إن الصين وروسيا ملائكة.

وبالنسبة للضرر، يرد قائلا إن المؤسسات الاستخباراتية لم تقدم أي دليل و”ربما تعطيل؟ بالتأكيد ممكن” و”لكن من الصعب الزعم بالضرر مع مرور عشر سنوات من الهستيريا.. لم تقع السماء”.


القدس العربي