بعد حراك الراعي… هل نضجت التسوية؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 31, 2023

بلقاء الساعة والخمس دقائق مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، توج البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، تحركه لمعالجة الملف الرئاسي خارجيا. وقد أكّد ماكرون بحسب بيان قصر الإليزيه دعمه للجهود التي يبذلها رأس الكنيسة المارونية لإخراج لبنان من “المأزق السياسي”، مطالباً كلّ القوى في البلد الغارق في الأزمات بانتخاب رئيس للجمهورية “بدون تأخير”.


وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ ماكرون والراعي “عبّرا عن مخاوفهما العميقة بشأن الأزمة” التي يعاني منها لبنان و”شلل المؤسسات الذي فاقمه شغور سدّة الرئاسة منذ أكثر من سبعة أشهر”. وأضاف البيان أنّ الرئيس الفرنسي والبطريرك الماروني “اتّفقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بدون تأخير”، كما نقل البيان عن ماكرون تشديده على “ضرورة” بقاء مسيحيّي لبنان “في قلب التوازن الطائفي والمؤسّسي للدولة اللبنانية”.

وعلى رغم هذه الايجابية الظاهرة، اعتبر مصدر نيابي مطلع، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان توقيت زيارة الراعي الى باريس لم يكن صائبا، خصوصا وان ظروف التسوية الشاملة للملف اللبناني ومن ضمنه الرئاسة لم تنضج، مستبعدا ان تأتي الزيارة بالنتائج المرجوة.

وردا على سؤال، اشار المصدر الى ان الدوائر الفرنسية تبدي تململا من الوضع الداخلي اللبناني، حيث تحركت باريس وتحديدا الرئيس ماكرون منذ آب العام 2020 عقب انفجار مرفأ بيروت، لم يلق اذانا صاغية، في وقت يعتقد فيه بعض المسؤولين الباريسيين ان بلدهم لا يزال "الامّ الحنون" بالنسبة الى عدد كبير من اللبنانيين، حيث البطريركية المارونية تحتفل بقداس سنوي في بكركي على نية فرنسا، لكنهم تفاجأوا ان باريس لم تنجح ان تبدل في قناعات العديد من القوى السياسية وتحديدا المسيحية وفي مقدمها موقف البطريرك.


نقل المصدر، عن احد المطلعين على لقاء الاليزيه، ان ماكرون فوجئ بتمسك البطريرك الراعي برأيه الحازم الذي ابداه ازاء الملف الرئاسي مما دفع الى التسريب عبر بعض الاعلام ان فرنسا لم تذهب باتجاه تسمية الاشخاص.
واذ رجح المصدر ان يعقد البطريرك سلسلة لقاءات مع المعنيين بالملف الرئاسي بعد عودته الى بيروت، ابدى خشيته من استفحال الازمات في حال انتهى شهر ايلول المقبل دون انجاز الانتخابات الرئاسية فعندها سيكون الخطر كبيرا من تفلت الاوضاع في لبنان والوصول الى مرحلة الفوضى العارمة قبيل التسوية الكبيرة.
وأشار المصدر الى ان المرحلة المقبلة ستحمل تشابكا بين امرين: الامن والخشية من الفلتان والفوضى، والتسوية التي ستأتي من الخارج سيصار الى تسويقها في الداخل .
وختم: حتى اللحظة نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.

عمر الراسي
وكالة أخبار اليوم