لقاء بكركي: نواب ينتظرون "عجيبة" وآخرون يشككون

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 28, 2023

تبدو تلبية النواب المسيحيين لدعوة البطريركية المارونية إلى لقاء صلاة وتوبة في الخامس من نيسان أقرب إلى واجب اجتماعي يندرج تحت عنوان اللياقات. لا انتظارات سياسية أو توقع مبادرة أو فكرة يمكن البناء عليها.
هي بكركي، برمزيتها الوطنية والسياسية، التي لا يريد أحد الخلاف معها، حتى لو لم يكن مقتنعاً بجدوى اللقاء.
وهي، في خطاب تريده مترفعاً، وعلى مسافة من كل "أبنائها"، تلجأ إلى التعميم، فيلتبس الموقف ويصير حمّال اجتهادات.

لا يبدو لقاء الخامس من نيسان بعيداً عن هذا الجو. وفيما تشارك الأحزاب المسيحية، أي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب، باللقاء، خافضة سقف التوقعات ومخفِّضة له، فإن مواقف النواب المستقلين أو المنضوين في كتل صغيرة لا تختلف كثيراً.
من النواب من يراهن على "عجيبة"، وآخرون يرون أنه "إذا ما نفع ما بضّر".
منهم من يتحمس لكل حوار، ومن بينهم من يضع اللقاء في إطار وطني "ولو كان المجتمعون من المسيحيين فقط". ومن المستقلين من يعترض على الفكرة، وبعضهم يتحفظ على الأسلوب والمضمون.

الخازن: إن لم تنفع لا تضر
يدافع النائب فريد الخازن عن دعوة البطريرك بشارة الراعي. يعتبر في حديثه لـ"المدن" أن "بكركي لا يمكن أن تبقى متفرجة والأمور على ما هي عليه".

وهل الدعوة إلى الصلاة قادرة على إحداث التغيير المطلوب؟ يجيب الخازن "ماذا يمكن لبكركي أن تفعل؟ حاولت جمع الزعماء الأربعة فلم تنجح. حاولت عقد اجتماع عام موسع فلم تنجح. فريق يطلب من البطريرك عدم استقبال أحد سواه، وفريق يطلب منه فرض طرح بالإكراه. ماذا يمكن أن يفعل في مثل هذه الظروف؟ لا ضرر من الدعوة إلى الصلاة. لا تداعيات سلبية لها. فهي خطوة تجمع. وإذا لم تنفع لا تضرّ".

ضاهر: سنخرج أكثر تشتتاً
لا يشارك النائب ميشال ضاهر الخازن رأيه. وكمعظم النواب المسيحيين يستهل كلامه لـ"المدن" بالتأكيد على "احترام البطريركية المارونية وسائر رؤساء الكنائس الذين فوّضوها القيام بما تراه مناسباً للمساهمة في حل الأزمة"؛ لكنه يقول "لو سألوني لقلت ان لا ضرورة للاجتماع". برأيه "سيخرج المسيحيون أكثر تشتتاً. فالاجتماع غير المنتج خطوة إلى الوراء. ولا أرى إمكانية للوصول إلى النتيجة المرجوة في مثل هذا المناخ".

يؤكد أنه سيشارك في اللقاء، ورهانه الوحيد "ليس على صلاة النواب، إنما على صلاة البطريرك، علّها تنزل كل المسؤولين عن الشجرة فيهتدون إلى الطريق لانتخاب رئيس".

عبد المسيح: نزول الوحي
يمثل النائب أديب عبد المسيح "كتلة التجدد" في لقاء بكركي. فالنائب ميشال معوض أكد لـ"المدن" أنه "مرتبط بمواعيد والتزامات مسبقة، تتعلق بمؤسسة رينيه معوض في الولايات المتحدة. وسيمثلنا في اللقاء النائب عبد المسيح".

يجتهد عبد المسيح في توصيف اللقاء قائلاً "هي ليست دعوة مسيحية فقط. هي دعوة وطنية من أجل طرح وطني عام. فالخلاف اليوم ليس مسيحياً-مسيحياً. هو خلاف بين مشروعين". وبدوره يرى "إذا لم ينفع هذا الاجتماع فهو لا يضر. ونحن مع أي تلاقٍ واجتماع يمكن أن يُبنى عليه".
وعما إذا كانت الصلاة يمكن أن تنتج رئيساً؟ يجيب "في الاسلام يقال "الصلاة خير من النوم، ويمكننا القول الصلاة خير من السياسة. ربما ينزل الوحي على النواب وينتخبون رئيساً سيادياً". يضيف "لم يعد سوى الله قادراً على انتشالنا من المأزق الذي نحن فيه".

يعقوبيان: الصلاة موضوع شخصي
تتمسك النائبة بولا يعقوبيان باعتبار "الصلاة والصوم والتوبة شأناً خاصاً يمارسه الإنسان كما يراه مناسباً بعيداً عن المظاهر". ولا تبدي في حديثها لـ"المدن" حماسة "لأي موضوع يفرز اللبنانيين أو يميّز بينهم ولو بالدعوة إلى الصلاة". وتتوقع أن يشكل اللقاء "مناسبة للكلام ليومين ومتابعة بعض مجرياته والحديث عن مدى "تقوى" المشاركين فيه من دون أن يتوصل إلى تكريس حل".

جرادة: لا حول ولا..
يلبي النائب الياس جرادة دعوة البطريرك من منطلق إيمانه "بالحوار مع أيّ كان للوصول إلى تفاهمات. كنت أحبذ ألا تكون الدعوة محصورة بالنواب المسيحيين، كما يقول لـ"المدن"، ومع ذلك فالمشاركة ضرورية علّنا نخرج بتفاهمات".

ولكن، هل بالصلاة يمكن الوصول إلى التفاهمات؟ يجيب "إذا كان هناك فرصة فعلينا أن نستغلها. ولكن إذا جاء الإجتماع ليؤكد المؤكد فلا حول ولا..".

ترزيان: لا اؤمن بالعجائب
يشارك النائب هاكوب ترزيان كما النائب هاكوب بقرادونيان بلقاء بكركي. بالنسبة لـ"الطاشناق" هي رغبة الكاثوليكوس آرام الأول، التي عبّر عنها بعد اجتماعه مع رؤساء الطوائف المسيحية. يعتبر ترزيان "طالما العنوان له علاقة بالروحانيات فإن لم ينجح الاجتماع فإنه لا يضر. أما إذا دخلوا في السياسة ولم ينجحوا، يصبح للموضوع تداعيات سلبيةً". ويقول لـ"المدن": "صحيح أنني لا أؤمن بالعجائب، إنما ممكن أن تحدث". ويرى ترزيان أنه "ليس من الخطأ أن تجمع بكركي المتخاصمين ليتصالحوا وربما يؤسس ذلك لما هو افضل".

زرازير: أرفض المشاركة
النائبة سينتيا زرازير رفضت تلبية الدعوة "كونها تشكل جزءاً من اصطفاف طائفي عقيم". واعتبرت في بيان أصدرته أنها وصلت إلى البرلمان ببرنامج انتخابي رافض للطائفية السياسية بكل أشكالها، وكناشطة سياسية ضد تدخل المؤسسات الدينية كافة في الشأن السياسي العام، و"انطلاقاً من رفضي للدور السلبي الذي تلعبه هذه المؤسسات في حماية رموز النظام السياسي والأمني والمصرفي، وتأمينها للحمايات والحصانات للفاسدين والمطلوبين للعدالة، وتسترها على الانتهاكات التي تقوم بها السلطة في حق الشعب".

صليبا: أفكر...
النائبة نجاة صليبا عون التي تكرر احترامها لبكركي "كمرجعية روحية مهمة"، تؤكد أنها تفكر في الموضوع ولم تتخذ قراراً بعد. وعن سبب التأخير في اتخاذ القرار تجيب "هو تريث، خصوصاً أنني أخذت التزاماً على نفسي بالبقاء في المجلس حتى انتخاب رئيس. وهذا الانتخاب هو مطلب بكركي الرئيسي اليوم".

دنيز عطا الله حداد
المدن