خاص- 13 تشرين جديد يلوح في الأفق- فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 25, 2023



نادى الموارنة بلبنان الكبير بحدوده الجغرافية الراهنة وتنوعه الثقافي والحضاري ليشكل كياناً نهائياً لجميع ابنائه.
ورغم انقساماتهم وصراعاتهم الطاحنة على السلطة، وحتى في أوج الحرب، لم يتأخروا يوماً عن احترام المواعيد الدستورية وخاصة موعد انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يكن الفراغ معروفاً في قاموسهم، وذلك ليس لغايات سياسية او سلطوية خاصة، بل بفعل ايمانهم بالدولة وتمسكهم بمؤسساتها كحاضنة للبنانيين جميعاً والضمانة الوحيدة للعيش الحر الكريم فيه وللقيّم اللبنانية السامية.
في العام ١٩٨٨، وبينما كان العالم بأسره يتحضر لسلام عربي اسرائيلي، تاه الموارنة في حروبهم الخاصة وأضاعوا فرصة انتخاب رئيس، فشغر الموقع الأول وتصدعت المؤسسات ووقع لبنان فريسة الاحتلال السوري ومصادرة قراره وثرواته واغراقه بالمديونية.
اليوم نحن في مرحلة تشبه الى حد بعيد العام ١٩٨٨، فبينما تنعقد تفاهمات وتحالفات مختلفة من حولنا، عربية عربية، وعربية ايرانية، وعربية تركية، وعربية اسرائيلية، إذ بالموارنة يكملون عملية الانتحار الجماعية ذاتها على قاعدة "أنا أو لا أحد"، رافضين انقاذ الرئاسة الاولى والمؤسسات الدستورية من براثن الفراغ، منساقين كالنعاج الى خسارة مدوية ثانية أشد ضراوة من العام ١٩٩٠ التي لم يتعلموا منها شيئاً لا بل ما يزالون أسرى أحقادهم المزمنة، عاجزين عن رؤية ما يتم التحضير للبنان من مشاريع مشبوهة آثمة.
من الواضح أننا على موعد مع "١٣ تشرين" جديد ينهي ما صمد من أحلام بوطن سيد حر ومستقل، فهل يكون للعناية الالهية وقديسي لبنان تدبير آخر؟

المحامي فؤاد الأسمر