خاص - عندما جهزّت باريس ورقة الضمانات لانتخاب "القائد" لعرضها على "الحزب" ... واستجوبت مموّل للإستحقاق الرئاسي - سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 21, 2023

خاص - الكلمة أونلاين

سيمون أبو فاضل


كشفت أوساط فرنسيّة رسميّة مواكبة للاتصالات بين الجانبين السعودي والفرنسي المتعلقة بالملف اللبناني وحكما الرئاسي لموقع الكلمة أونلاين، بأنّ باريس كانت تحضر ورقة تتضمن عدّة نقاط، تعتبر بمثابة ضمانة أو طمأنة لحزب الله، من أجل عرضها على أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ، من أجل كسب تأييده لانتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية ،أو تسهيل الاستحقاق بعدم عرقلة وصوله من قبل الحزب إلى قصر بعبدا.

لكن وفي وقت كان الفريق الفرنسي يقترب من نهاية إعداد هذه الورقة تقول الأوساط الفرنسية المواكبة من باريس، للقاءات السعودية - الفرنسية، أتى كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حمل ترشيحاً واضحاً وصريحاً لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وفي الوقت ذاته تضمن حسما لعدم إمكانيّة تعديل الدستور اللبناني لفتح الباب أمام انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، عندها فرمل الفريق الفرنسي إعداد الورقة معتبراً أنّ موقف بري " الثنائي الأبعاد " ، قطع الطريق أمام قائد الجيش ودفع بفرنجية إلى الواجهة بموافقة حزب الله.


وتضيف الأوساط ذاتها، أنّه لو أراد الثنائي حركة أمل وحزب الله، أن يحسما الملف الرئاسي لكان تمّ انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية منذ بداية شهر شباط الماضي ،رغم اعتراض كل من القوات اللبنانية ،التيار الوطني الحر ،الكتائب وسائر النواب المستقلون، بحيث تتكرر تجربة المقاطعة المسيحية للانتخابات النيابية التي حصلت في العام ١٩٩٢ ،برعاية الكاردينال الراحل صفير ،لكن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لا يزال يراعي رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ولكان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أيّد انتخاب فرنجية ،وكذلك عدد من النواب السنة ،وفق مقولة au detriment des chretiens، لا سيما أنّ السعودية تتابع الأوساط ليست في الحماسة لصالحهم بالتي يتوقعها المعارضون لانتخاب فرنجية ،وهم الذين قصروا تجاهها في عدة محطات تعرضت لها للاعتداء قياساً إلى اندفاعة حزب الله للدفاع عن إيران ومصالحها ،فعندما تعرضت شركة أرامكو للقصف أتت مواقف الحلفاء في لبنان وردات فعلهم خجولة ، اذ "لا احد منهم له علينا شيئاً.

وتشدّد الأوساط الفرنسية على خطورة المقاطعة المسيحية أي الأحزاب الكبرى لانتخاب رئيس للجمهورية ،لا سيما اذ ما حصلت تسوية اقليمية ،لأنّ حزب الله يتمسك بأن يكون رئيس الجمهورية حليفاً له ،وأن ثمة فارق بين معادلة التنظير ومعادلة الواقع التي قد تتقدّم على خلفية الاتفاق السعودي -الايراني ،فلن يرتاح الحزب إلى مرشح يطلق مواقف من موقع رئاسي يكشف من خلالها المقاومة ، ولو أعطى السيد نصرالله الضوء الأخضر لانتخاب فرنجية لكان حصل الامر ،لكن ذلك يفاقم الأمور بدلاً من الاتجاه نحو الحل وهو الأمر الذي لا يتحمله حزب الله نتيجة الواقع الاقتصادي الذي يصيب كافة اللبنانيين ولم يعد بإمكانهم تحمله .

ولا تخفي الأوساط بأنّ السلطات الفرنسية استدعت رجل اعمال لبناني، بعد رصدها لمكالمات له مع سياسيين لبنانيين ،بأنه رصد ما يفوق العشرين مليون دولار أميركي ،لدفعها لعدد من النواب للإقتراع في اتجاه أحد المرشحين ،وقد أوضح أنّ الاستفسار منه عن الخطوة ، لكن هذا الأمر لا يوصل الى اتخاذ إجراءات في حقه اذا ما أراد دفع مال سياسي من حسابه الخاص خارج فرنسا حسب الأوساط ،بقدر ما كان التحقيق يتوقف على كيفية دفع الأموال ،لأنّه من غير المسموح إخراج مبالغ بهذه القيمة نقداً من فرنسا ،ليوضح رجل الاعمال بأنّه سيدفع من خلال شيكات وهي وسيلة مسموحة طالما الأموال نظيفة .
وترى الأوساط ذاتها العليمة بالواقع اللبناني ،بأنه في حال تراجعت ظروف وصول فرنجية في المرحلة المقبلة وتبدلت المعطيات الحالية نتيجة موقف سعودي والدول المشاركة في اللقاء الخماسي ،فإن الخيار الرئاسي الثالث سيكون حكما من خلال التوصل الى تفاهم على شخصية توافقية لرئاسة الجمهورية ،وحتى حينه يتبين بأنّه على سبيل التقدير المقرون بمعطيات فإن ثمة مسار طويل لاختيار رئيس للجمهورية في ضوء عدم تلاقي القوى أو معظمها على مرشح واحد او اثنين او ثلاثة.. من أجل الانتقال إلى مرحلة عملية بغطاء خارجي.