كانتون الضاحية... السلاح الذي يفتك بشعبه- بقلم المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 18, 2023



يتحقق مفهوم الدولة عند وجود مجموعة أفراد يُمارسون نشاطهم ضمن إقليم جغرافي محدد ويخضعون لنظام سياسي معين. ان هذا المفهوم ينطبق على مناطق الحزب الالهي التي تشكل دويلة لها ثقلها البشري وجغرافيتها وعاصمتها وخصوصياتها ونظام سياسي حزبي قابض سياسياً وأمنياً عليها.
الخطير أن هذه الدويلة تعاني معدلات ضخمة جداً من تفلت السلاح وتفلت الجريمة ومن عصابات الاجرام، الى تصنيع وترويج العملات المزيفة والمخدرات التي تفتك بفئة كبيرة من أبنائها وتقضي عليهم، الى تفشي البطالة والأمية المقترنتين بالتعصب المعلّب، الى عمليات الاقتتال اليومية بين سكانها وعمليات اطلاق النار العشوائية على مدار الساعة، هذه الآفات التي تحصد القتلى والمصابين بالعشرات والمئات دورياً، وتنسف المجتمع بأسره.
وذلك علاوة على تلاشي القدرة الانتاجية والاقتصادية بالكامل في الكانتون على المستويات الصناعية والزراعية والسياحية كافة، بحيث بتنا أمام بؤرة من الجريمة السائبة تعيش على دعم مالي مباشر من ايران وعلى مداخيل ذات مصادر جرمية والخوات.
من الواضح أن هذا الوضع الشاذ الذي يتماهى مع مناطق نفوذ الولي الفقيه لا سيما منها في اليمن، والذي يحظى برضى وغطاء الحزب الحاكم في الدويلة، انما هو مرشح للاتساع والتمادي ليشمل كامل اراضي الدولة اللبنانية، ومن غير المقبول، على الاطلاق، استمرار الصمت المطبق تجاهه، ويوجب سلسلة اجراءات لاجتثاثه أو على الأقل منع تمدده.
فهل تنجح الدويلة بجرّ الشعب اللبناني للنموذج اليمني أم أنه ما يزال هناك أصحاب رؤية وكرامة يقاتلون من أجل لبنان الرسالة والقيّم الراقية؟


الأكثر قراءةً