خاص - ما يسمعه زوار عين التينة عما قاله بري للبخاري ..عن فرنجية - سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 16, 2023

خاص- الكلمة اونلاين
سيمون أبو فاضل



تبع ترشيح رئيس مجلس النواب نبيه لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مجموعة من المواقف المؤيدة والمعترضة، الى حدّ تساؤل الفريق المعارض، عما اذا كان بري بما لديه من حجم وحضور وخبرة سياسية قد اقدم على خطوة ناقصة أو متسرعة في مقابل ما يتطلب الرئيس المقبل من مواصفات وجدها معارضو فرنجية بانها لا تطابق عليه.

الكلام الذي يسمعه زوار عين التينة ،لاهداف خطوة بري ومدى دراستها هي ان رئيس مجلس النواب لا يناور في هكذا أمر، كما ان فرنجية لا يمكن المناورة به، وهو الذي اطلق عليه النائب فيصل كرامي المرشح الذهبي.
فقد أتى الترشيح ترجمة لكلام كان قد عبر عنه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ودخول البلاد في مرحلة انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، وتبع ذلك جلسات عدة دون تحقيق اية نتيجة. الى حد ان عدة قوى وصفت الجلسات بالهزلية، فكانت الدعوة الى الحوار حيث اعلنت القوات اللبنانية عن مشاركتها في جلسة واحدة دون غيرها.

والتوازنات داخل مجلس النواب على ما يسمع الزوار في عين التينة، على أن وجود كتل كبيرة لا يوصل الى انتخاب رئيس، وكل منها تشكل كتلة اقلية داخل المعادلة ما يتطلب تحالفا بين هذه الاقليات فيما بينها لايصال رئيسا للجمهورية، اذا المطلوب اجماع بين الكتل لانتخاب الرئيس. وعلى سبيال المثال مرشح المعارضة النائب ميشال معوض الذي حصل بداية على نحو اكثر من 40 صوتا فيما لاحقا حصل على ما يفوق الثلاثين بنيّف.

فجديّة خطوة منطلقها تبني مرشّح جدّي وليس للمناورة، وعندما ستكتمل الظروف وتأخذ مداها نحو الانتاج، سيدعو الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية ولتأخذ المعركة الديمقراطية مداها وعندها يبارك رئيس المجلس للرابح أيّا كان.

فقرار بري على ما يسمع الزوار انطلق من مجموعة عوامل تكاملت لديه وحتمت اتخاذ القرار بترشيح فرنجية الذي سيكون له تحركا ومواقف في غضون الأيام المقبلة.

1- ان الوضع الحالي بمتفرعاته الاقتصادية المتهاوية لم يعد يسمح بالانتظار الطويل لانتخاب رئيسا للجمهورية وبات الواقع المأساوي يتطلب نهاية لهذا المسار الانحداري ، ولذلك طرح بري مرشحا يمكن أن يصل الى الرئاسة، يطوي صفحة الازمة الخانقة .
2- ان بري تكلم قي ذكرى تغييب الامام موسى الصدر عن ضرورة توفر الحيثية للمرشح الرئاسي وهو ما يمتكله فرنجية في ابعاده الثلاثة الاسلامية والمسيحية والوطنية.
3- التجربة التي يمتلكها فرنجية في الحياة السياسية وهو الذي يعرف بعلاقاته السياسة المتنوعة وقدرته على الانفتاح وتضميد الجراح ،وترجم ذلك بتسامحه مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
4- تجازوه ترشيح ميشال عون وتعاطيه مع الامر بإيجابية قبل وقوع الخلافات التي من المعروف كيف حصلت.
5- علاقاته الاوروبية الجيدة التي تصل الى حد تبنّيه من قبل البعض من هذه الدول، وتحديدا فرنسا .
6- الاستعداد الاميركي القائم على ان واشنطن ستتعامل مع الرئيس المقبل بحيث لا تضع فيتو على أي مرشح.
7- توجهه منذ اليوم للتعاون مع كافة القوى داخل التشكيلة الحكومية.
8- وضوح موقفه المؤيد لاتفاق الطائف وضرورة تطبيقه والالتزام به.
9- تأييد كتلته باستمرار للمشاريع الاصلاحية بحيث تصوت دائما لصالح جميع القوانين بهذا الحقل.

ان فرنجية قطب سياسي معروف حلا ونسبا ويمكن التفاهم معه وكانت تجربة سابقة، من التفاوض بينه وبين جعجع ابان ترشحه في العام ٢٠١٥ ، لكن أتى حينها اتفاق معراب الذي من خلاله وضع جعجع ميشال عون على الطاولة، ولو نجح الاتفاق بينهما لما كانا اختلفا. في حين ان فرنجية رجل صادق ولا يخلّ بوعوده ويمكن ترك الخصومة الطبيعية جانبا ويمكن التفاهم معه مستقبلا ليكون حزب القوات الللبنانية داعما للعهد، فجعجع يمتلك اكبر كتلة نيابية وسيبقى الأقوى لأن القوات اللبنانية حزب عقائدي فيما التيار الوطني الحر الذي يتراسه الناىب جبران باسيل سيتفكك مع العهد الجديد، لانه حاليا يستمر مظللا بشخص الرئيس السابق ميشال عون .

وفي المدى الخارجي المرتبط بالعوامل الاقليمية على ضوء التفاهم السعودي الايراني وانعكاسه على لبنان.
يأتي الكلام للكلمة اونلاين ، ليستعرض لقاءين سابقين بين سفير المملكة العربية السعودية الدكتور وليد البخاري وبين النائب علي حسن خليل الموفد من بري للتداول في هذا الموضوع، ثم تأتي زيارة البخاري الى عين التينة بطلب منه حيث أبلغه الرئيس بري عن تمسكه بترشيح فرنجية نظرا لتوفر الصفات المطلوبة للمرحلة المقبلة في شخصه، واستفاضته في كلامه عن ايجابيات انتخاب فرنجية.
لكن في حال اتجهت الأمور نحو تفاهم اقليمي -دولي يوصل الى انتخاب فرنجية، من هي الجهات التي ستوفر الضمانات لقواعد الشروط والتعهدات المتبادلة اقليميا وصولا الى الداخل.
يسمع الزوار بأن صندوق النقد الدولي على سبيل المثال هو أحد العوامل التي تعطي ضمانات في حال كانت البلاد امام تفاهمات، فاذا ما تم الالتفاف عليها سيكون له سلبيات سيما ،وان ما نشهده اليوم من ازمة نقدية لا تحتمل مزيدا من الانهيار، فهذا الموضوع يتطلب تفاهما بين عدة مؤثرات اقليمية ودولية، فإذا ما تأمنت انسحبت على القوى المحلية.
فحتى حينه يسمع الزوار في عين التينة بانه لا يوجد مرشّح جدي في مواجهة فرنجية بل يكون التساؤل عن مدى جدية جعجع في دعم ميشال معوض، فعندما تتفاهم الدول الخارجية عندها سيتجاوب حلفاؤها في الداخل معها ومنهم من يدعمون معوض حاليا ويعارضون فرنجية، وبينهم مجموعة من النواب المستقلين .
فإن تجربة التفاوض بين جعجع وبين فرمجية كانت جيدة وهو ما زال على حاله ولم يتغير حاليا، وتكرار التفاوض بينهما خطوة جيدة يسمع الزوار ، فيما لا تكمن هذه المشكلة مع رئيس حزب الكتاىب اللبنانية سامي الجميل فيما خصّ الاشكالية الخاصة مع فرنجية ،على غرار الحدة المباشرة بين كل من جعجع وباسيل وببن فرنجية ،لان هذا الواقع يسهل تأمين النصاب متى حانة الساعة ،وحصلت التفاهمات الخارجية بانعكاساتها على الداخل اللبناني .