خاص- ماذا تبقى من شعارات 14 آذار … هذا ما قاله سياسيون!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 14, 2023

خاص- الكلمة أون لاين

ضحى العريضي

في الذكرى الـ18 للرابع عشر من آذار يبدو المشهد مختلفاً كثيراً عن عام 2005، وسط انهيار تامّ على كل الأصعدة. وفي ظل الواقع المتشابك داخلياً وإقليمياً، يسأك كثيرون ما إذا كان يمكن إعادة إحياء ما كان يعرف بفريق 14 آذار، واستطراداً هل ما زال لبنان بحاجة إلى هكذا تحالف؟! أما السؤال الأهم فيكمن بشأن نية المعنيين وجديتهم بالمضي في هكذا خيار.

أمس، كانت لافتة المواقف التي أطلقها د. فارس سعيد في مؤتمر صحافي عقده "لقاء سيدة الجبل" و"المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" في هذه المناسبة، حيث بدا وكأن وضع خارطة طريق للعبور نحو ما أسماها "انتفاضة الاستقلال الثالثة"، فهل الطريق أمام هذا الهدف معبّدة؟! مع العلم أن ما كان يجمع عام 2005 لم يعد موجوداً اليوم..

النائب السابق د. مصطفى علوش، يشدد على أن دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، دون سواه، هو من أسس لـ14 آذار، مشيراً إلى أن هذا التحالف لم يكن ليتشكل لولا استشهاده، فـ"جعجعة العماد ميشال عون من الخارج ونضال القوات وقرنة شهوان لم تكن تصل إلى أي هدف قبل ذلك"، حسب تعبيره.

ولم يتردد علوش بتحميل قيادات 14 آذار، دون استثناء، مسؤولية "فرط" التحالف، متمهاً إياهم بأنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية، حيث اختاروا التسويات وفضلوا السلطة على أي أمر آخر.

ورغم ذلك، يؤكد علوش أن لبنان ما زال بحاجة إلى فكرة 14 آذار، ولكن بمنطق الصمود والمواجهة والنضال دون الانجرار خلف السلطة الزائفة على حساب المصلحة الوطنية. ويشير في هذا السياق إلى أن الأحزاب تسعى إلى التسويات، فعندما تصل إلى السلطة تنسى الشعارات والمبادئ التي نادت بها، والدليل أن من وصلوا إلى مجلس النواب تحت شعار مواجهة "السلاح غير الشرعي" وسواه لم يثيروا الموضوع تحت قبّة البرلمان..

وبعيداً من التشاؤم، لا يخفي د. علوش أنه شعر خلال اللقاء الذي نظم الإثنين وتلا فيه سعيد مواقف عالية السقف، أنه شعر بعودة روح 14 آذار، لكنه في الوقت نفسه يقرّ بأن السبيل لتحقيق هذه الغاية ليس بالسهل، مؤكدأ أن التحدي يكمن بالإجراءات العملية، غير الموجودة حالياً..

على النقيض يبدو موقف عضو "تكتل لبنان القوي" النائب غسان عطالله في مقاربته لذكرى 14 آذار، فهو يرى أن "التيار الوطني الحر" الوحيد الذي يجسد روحية هذا اليوم، وهو الذي بقي منذ عام 1989 حاملا مبادئ السيادة والاستقلال وينادي بها، لينضم إليه فرقاء آخرون عام 2005، عادوا وانسحبوا فيما بعد. إذ في لحظة معينة أتت مشاركة هؤلاء، لكن ذلك لم يكن كافيا إذ يجب أن يكون هدف النضال بناء الدولة بعد نيل استقلالها، وهو ما لم يتحقق حينها ولا اليوم.

فالتحالف الهجين الذي لم تقدّم أطرافه تضحيات لتعرف قيمته، كان مصيره الحتمي أن "يفرط" ، يشدد عطالله، مذكّراً بأنه عندما كان مناصرو "التيار" ينادون بخروج الجيش السوري من لبنان لم يكن معظم من أصبح فيما بعد في فريق 14 آذار، يعتبرون الوجود السوري "وصاية"..

لذلك، يوضح عطالله، فإن "التيار" خارج أي اصطفاف، إذ ان قوى 14 آذار لا تشبهه، كما لا يمكنه أن يكون ضمن 8 آذار.

إذاً، اليوم لبنان بحاجة لـ14 آذار جديدة قائمة على نضال مستمر لمجموعة كبيرة من المواطنين، ترفض السائد وتسعى لإنهاء الهيمنة والفساد والتسلط وخرق القانون... وذلك بهدف إعادة بناء الدولة على أساس الدستور والقانون وبمقاربة إنقاذية تشبه طموح اللبنانيين مع تطبيق "اتفاق الطائف" بحذافيره، وفق ما يؤكد عطالله، فمحاربة الفساد ليست أصعب من الخروج السوري، ويمكن إذا صدقت النيات الوصول إلى النتيجة المرجوة...