خاص- الاتفاق السعودي- الايراني: هل يعزز حظوظ فرنجية او ينسفها؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 13, 2023

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لا تزال القوى اللبنانية المختلفة تحت وقع مفاجأة الاتفاق السعودي- الايراني الذي بدت معظمها غير مطلعة على مساره ما يجعلها غير قادرة حالا على تحديد انعكاساته على الساحة اللبنانية وبالاخص على الملف الرئاسي. ويحاول كل طرف من الاطراف قراءة ما بين سطور الاتفاق بما يخدم اجندته ومصالحه. ففيما تؤكد مصادر مطلعة على جو حزب الله ان الاتفاق سيعزز حظوظ مرشح "الثنائي الشيعي" رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، تبدو مصادر "القوات اللبنانية" مطمئنة تماما لكونه ينسف حظوظ مرشح محسوب مباشرة على الحزب مرجحة انه يعزز حظوظ مرشح تسووي غير محسوب على اي من القوى.

ولا تبدو مصادر "الثنائي الشيعي" مقنعة بتبريرها قول امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مطلع الشهر الحالي بأن "من ينتظر تسوية ايرانية سينتظر طويلا"، اذ اعتبرت انه بكلامه قصد ان "انعكاسات هكذا تسوية على لبنان، وان حصلت، لن تكون مباشرة وستستلزم وقتا". واشارت المصادر الى انه "من المستبعد تماما ترقب اي خرق رئاسي قبل شهر رمضان مرجحة ان تتبلور الصورة وان يرتفع احتمال انتخاب رئيس للبلاد نهاية نيسان او مطلع شهر ايار"، مضيفة:"لا شك ان حظوظ فرنجية هي الاكبر لانه اصلا المرشح الوحيد الجدي على الحلبة الرئاسية حاليا، لكن مما لا شك فيه انه يجب ان نترقب كيف ستتعاطى القوى المحلية مع الجو الاقليمي المستجد خاصة اننا نتحدث اليوم عن فسيفساء نيابية تصعب اي اتفاق وبالتالي انجاز الاستحقاق الرئاسي".

وترمي المصادر الكرة في ملعب القوى المسيحية لافتة الى انه "بعد المصالحة بين الرياض وطهران لا شك ان القسم الاكبر من النواب السنة سيصبون اصواتهم لصالح فرنجية باعتبار انهم منذ البداية لم يكونوا يعارضون ترشيحه لكنهم كانوا ينتظرون اشارة من السعودية مفادها ان لا فيتو عليه". وترجح المصادر ان يحذو رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط حذو النواب السنة، وبذلك يتم تأمين 65 صوتا لفرنجية ليبقى تأمين نصاب ال86 وهو امر تقرره القوى المسيحية، فهل ستكون مستعدة لتتحمل مسؤولية فراغ طويل في سدة الرئاسة الاولى وبالتالي الموقع المسيحي الاول في البلد؟"

ولا تؤيد مصادر "القوات" قراءة مصادر "الثنائي" للتطورات، معتبرة ان "ما رشح عن الاتفاق الايراني- السعودي يؤكد انه يصب في مصلحة الرياض ما يجعل تنفيذه من قبل الايرانيين امر نشكك به"، مؤكدة انه "لا يعزز حظوظ فرنجية او اي مرشح آخر يتبناه حزب الله بل بالعكس التسوية تقرب المرشح التسووي من قصر بعبدا الذي لا شك لن يكون سليمان فرنجية".

ولا شك ان بنشعي تعيش ومنذ اعلان الاتفاق السعودي- الايراني نوعا من الارتياح خاصة وانها منذ فترة تؤكد انها لم تبلغ بأي فيتو سعودي على اسم فرنجية جازمة بأن قرار الرياض بخصوصه مرتبط بالتطورات الاقليمية- الدولية التي تبلورت ابكر مما توقع الجميع. ويتجه رئيس "المردة" لاعلان ترشيحه رسميا لملاقاة تبني "الثنائي" لهذا الترشيح، وهو ينكب وفريق عمله على اعداد ما يشبه "المشروع الرئاسي" الذي يهدف بشكل اساسي لطمأنة الرياض ودغدغة آمالها وآمال قوى لبنانية بقدرته على تحقيق خرق في جدار ملف سلاح حزب الله وتمدده خارج لبنان.