خاص - التيار الحر بين نار السيادة وأحلام "الأنا"! - المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 11, 2023


نادى التيار الوطني الحر، منذ نشأته في تسعينيات القرن الماضي، بالمبادئ السيادية وبحصرية السلاح بيد الدولة والجيش، وأطلق مجموعة شعارات اصلاحية وتغييرية. وبعد دخوله جنة السلطة إبتداءً من العام ٢٠٠٥ ومن ثم توقيعه تفاهم مار مخايل، تعطلت شعاراته وخَبَت حدّة مطالباته.

لا شك أن تفاهم مار مخايل الذي نقل التيار البرتقالي الى محور غريب تماماً عن ثقافته ونضاله انما أغدق عليه مكاسب ومواقع سلطوية وازنة وصولاً الى دعم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

اليوم من الواضح ان الممانعة تخلت عن الوزير باسيل وأعلنت سليمان فرنجيه مرشحاً رسمياً لها، بالمقابل يتمسك السياديون بترشيح ميشال معوض، وكل من الفريقين بحاجة لكتلة التيار لنجاح خياره الرئاسي.

يتزامن هذا الصراع مع اجتياح الفراغ لمختلف مواقع السلطات والمؤسسات والأجهزة وادارات الدولة، كما ويكتوي الشعب بأتون انهيار اقتصادي مخيف لم يشهد لبنان له مثيلاً منذ الحرب الأولى.

بحيث يكون امام التيار الحر أحد الخيارين: ١- إما انتظار تسوية تحقق طموحات رئيسه السلطوية، وهي لن تأتي، وسيكلف هذا الانتظار المزيد من الموت والجوع والهجرة. علماً بأن التقارب الايراني الخليجي المعوّل عليه سيصب لمصلحة فرنجية بدرجة أولى ولا أمل لجبران باسيل فيه.

٢-وإما ان يعود التيار الى الخط السيادي ويقبل بمرشحه او على الأقل يتفق معه على مرشح سيادي بديل ويضع حداً للفراغ وينقذ البلد من نار جهنم.

فهل يدخل التيار الحر التاريخ كأحد الكبار الذين نبذوا مصالحهم الفردية وحققوا مصلحة البلد أم أن أحلام السلطة عصية على المقاومة؟