الزلزال يفضح المستور... "قيصر" اقوى من الوجع والامم المتحدة عاجزة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 9, 2023

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، إلى أكثر من 11الف قتيل، حسبما أظهرت أرقام رسمية، فيما لا يزال عناصر الإنقاذ يحاولون العثور على ناجين عالقين تحت الأنقاض. وأشار الخبراء الى ان الزلازل العنيفة التي ضربت تركيا يوم الاثنين أحدثت تغييرا هائلا في الصفائح التكتونية، التي "تجلس" أو تقع عليها تركيا، حيث دفعت بالبلاد إلى الغرب بما مقداره 3 أمتار. هذا على الصعيد الجيولوجي، لكن ماذا عن البشري والاقتصادي والسياسي؟

العميد الركن المتقاعد انطون مراد يؤكد لـ"المركزية" ان "الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا ووصلت تردداته الى لبنان متسببا بعدد كبير من القتلى والجرحى والمفقودين الذين ما زالوا تحت الركام، وحصل خلاله تركيز واضح على تركيا واهمال واضح لسوريا، هذا الحدث أضاء على نقاط كثيرة على مختلف المستويات الاقليمية والدولية والمحلية".

ويلفت الى ان "على الصعيد الدولي، أظهرت الامم المتحدة عدم فاعليتها في مواجهة أزمات مماثلة، ومدى تأثير الولايات المتحدة الاميركية على دورها، وهي لطالما كانت الشعوب تتأمل بها لحمايتها من خطر الكوارث البشرية والطبيعية".

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد ظهر بشكل فاقع تعاملها غير الانساني مع الزلزال وتبين أن قانون قيصر أقوى من أوجاع الشعوب ومصائبهم، وهذا يطرح علامات استفهام على صحة النظام العالمي الأحادي القطب. فالاحادية تدفع الولايات المتحدة الاميركية الى الهيمنة على العالم من دون الاخذ بعين الاعتبار حياة الناس وكراماتهم. وعندما سعت الصين وروسيا لكسر هذه الأحادية وقعت صدامات في أكثر من دولة والدول الغنية تدفع ثمنها الدول الضعيفة، وما يحصل في أوكرانيا أهم مثال".

أما على الصعيد الاقليمي، فيلفت الى ان "الكارثة أظهرت جامعة الدول العربية وكأنها غير موجودة، ودولها مقسومة بين غنية تستثمر في شعوب الدول الفقيرة وتمنعها من إقامة الدولة العادلة وبين دول أخرى تعتمد على القوة العسكرية، وتعطي الآلة العسكرية نسبة كبيرة من ميزانيتها، في ما يذهب القسم الآخر الأكبر الى جيوب الحاكمين والمتحكمين ولا يبقى إلا الفتات للشعب المسكين الذي حرمته هذه السياسات الظالمة من أدنى مقومات الحياة البشرية".

ويرى مراد ان "بالنسبة لتركيا، أظهرت الكارثة ان "الامبراطور" رجب طيب اردوغان الذي كان يسعى لإعادة العصر الامبراطوري التركي تلهى بالتدخل في شؤون الدول المجاورة، خاصة سوريا وارمينيا وقبرص في محاولة لفرض نفسه الى الأبد، تبيّن أمام الكارثة أنه ضعيف جداً ومسؤول في ناحية معينة عما حل بشعبه وبلده. النتائج الاقتصادية واضحة، فالخسائر بالمليارات وستحتاج تركيا الى وقت طويل والى مساعدات ضخمة للخروج من النكبة.

بالنسبة الى سوريا، يعتبر مراد ان "بعد ان فرقتها الحروب الداخلية والاستثمارات الدولية على أرضها، جاء الزلزال ليزيد من عذابات الشعب السوري. فبعد ان وجد السوريون أنفسهم وحيدين ليس من يساعدهم، لا بدّ من إعادة نظر من الفريقين، النظام والمعارضة، لانتشال سوريا من بين الرّكام، وإعمار ما أمكن مما تهدّم".

أما محلياً، فيرى مراد ان "موضوع الزلازل ليس بجديد، وسبق ان طُرح خلال الحكومات السابقة، إلا أن التجربة أثبتت أنها حكومات ورقية تعمل على ردات الفعل وليس الفعل، رغم ان المطلوب منها الجهوزية في حال حصول أي طارئ، من خلال إنشاء مؤسسات لمواجهة الكوارث، خاصة وان لبنان يقع على أكثر من فالق ومعرّض للزلازل، والتاريخ شاهد على ذلك. على أمل ان يسعى المسؤولون لمستقبل أفضل للبنان واللبنانيين".

المصدر: يولا الهاشم - المركزية-