خاص - هل يؤيد ميشال عون هجوم باسيل على قائد الجيش؟ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 31, 2023

خاص - الكلمة أونلاين

بولا أسطيح


لا يبدو محسوما ان كل مواقف رئيس "التيار الوطني الحر جبران باسيل وبخاصة بما يتعلق برؤيته المتخبطة بالملف الرئاسي وبهجومه مؤخرا على قائد الجيش تلقى استحسان رئيس الجمهورية السابق، مؤسس "التيار" العماد ميشال عون.
صحيح ان الاخير لا يزال في فترة استراحة يبدو انها قد تكون طويلة بعد 6 سنوات مضنية، الا انه لا ينفك يتابع بشكل يومي تطور الملفات من دون ان يجد نفسه معنيا بالتدخل شخصيا باتخاذ مواقف منها. هو لم يحدد حتى الساعة ما اذا كان سيواصل اعتماد هذه السياسة طويلا ام سيعود ليكون معنيا وحاضرا أكثر في المشهد. لكن ما هو محسوم انه لم يؤيد دوما كل مواقف باسيل وهو لا يؤيدها كلها اليوم وان كان لا شك موافق على أغلبيتها. حين كان في قصر بعبدا كما هو الحال اليوم، ينطلق عون في علاقته مع باسيل من ثابتة انه وريثه السياسي وان من الواجب ترك الساحة له ليؤسس لمستقبله ومستقبل "التيار"، لكن ذلك لا يعني ان طريقة التعاطي مع الملفات تختلف احيانا بين الواحد والآخر خاصة عندما يكون الموضوع مرتبطا بالوضع الداخلي للتيار وبقياديين عونيين قدامى كما بشخصيات كانت محسوبة حتى الامس القريب على عون وابرزها قائد الجيش العماد جوزيف عون.
يقول احد القياديين الحاليين في "التيار" ان ملف العلاقة مع قائد الجيش شهد نقاشات عالية النبرة بين عون وباسيل اكثر من مرة قي قصر بعبدا خاصة لن مقربين من عون وبعضهم من عائلته لم يستسيغوا التصويت على جوزيف عون واعتبروا منذ البدء ان تصويب باسيل باتجاهه كان منذ البدء بخلفيات رئاسية وباطار مساعيه لاحراق ورقته لانه يشكل تهديدا مباشرا له الى جانب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وهذا اصلا ما اثبتته الايام بحيث ان عون وفرنجية يتقدمان بأشواط في السباق الرئاسي عن باسيل الذي يعتبر نفسه الاحق بالرئاسة متكئا على قاعدة "الرئيس القوي" اي صاحب التمثيل الشعبي الفضفاض، علما انه بعكس عون في العام 2016 يتقاسم اليوم مع رئيس حزب "القوات" التمثيل المسيحي.
وبالرغم من تكتم ميشال عون وتفاديه اعطاء اي موقف بخصوص جوزيف عون حتى امام قياديين عونيين يسألونه عن الموضوع كي لا يتظهر وجود شرخ بينه وبين باسيل بمقاربة الموضوع، يقول القيادي العوني ان ميشال عون، بعكس باسيل، لن يكون حزينا في حال وصول جوزيف عون الى سدة الرئاسة، ففي نهاية المطاف هو من اختاره لقيادة الجيش ولطالما اعتُبر من اقرب واحب الضباط الى قلبه كونه يذكره بصلابته وقوته في قيادة المؤسسة العسكرية بنفسه.
ويعتبر القيادي ان ميشال عون يقارب ترشيح جوزيف عون بذكاء، فالتكتم الذي ينتهجه يجعله لا يُغضب باسيل وبنفس الوقت لا يجعل قائد الجيش مرشحا محسوبا عليه لان ذلك قد يعيق وصوله الى بعبدا داخليا وخارجيا، اما اعتبار وصوله بأنه كسر لباسيل فذلك يحمس اخصام رئيس "التيار" على عدم دعم ترشيحه.
بالمحصلة، لا يختلف اثنان على ان الهجوم الذي شنه باسيل على جوزيف عون مؤخرا غير موفق وهو ان نم عن شيء فعن "غيرة" من تقدمه رئاسيا، وهو لن يُقدم او يؤخر في مواقف باقي القوى منه وحتى حزب الله. ليبقى السؤال هل يقلب الجميع الطاولة على باسيل ويتم السير بجوزيف عون بغطاء مسيحي يؤمنه جعجع ام يستلحق رئيس "التيار" نفسه باللحظات الاخيرة فيسير بفرنجية رغم اعتراضاته وتشدده الحالي، متفاديا عملية اغتيال سياسي كبيرة؟!