لوفيغارو- إدارة الأراضي المحتلة تثير الانقسام بين السلطة التنفيذية في إسرائيل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 31, 2023

قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إنه ردا على هجمات يومي الجمعة والسبت في القدس، أعلنت الحكومة الإسرائيلية سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى “تعزيز” المستوطنات في الضفة الغربية.

في مجلس الوزراء يوم الأحد، دعا إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، وزعيم حزب “القوة اليهودية” إلى الموافقة على سبعة مواقع استيطانية، واحدة لكل من ضحايا ليلة الجمعة. فيما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن القرارات ستتخذ في هذا الاتجاه “من أجل إرسال رسالة إلى الإرهابيين” بحسب تعبيره.

ولكن وراء الوحدة الظاهرة، فإن مسألة المستوطنات، وبشكل أكثر تحديدًا إدارة الأراضي المحتلة، تثير الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية، بعد شهر واحد فقط من تشكيلها. وهذا ما أوضحته حالة مستوطنة “أورحاييم”، من خلال الكشف عن الخلافات بين وزيري الدفاع يوآف غالانت، والمالية بتسلئيل سموتريتش. في حين أن الوضع أكثر تفجرًا من أي وقت مضى في الضفة الغربية، ويمثل تحديا كبيرا لبنيامين نتنياهو.

هذه المرة -تُشير “لوفيغارو”- انتصر وزير الدفاع، وحصل على الحظر السريع لهذه المستوطنة وإخلاء المستوطنين منها. لكن وزير المالية، وزعيم الحزب الصهيوني الديني، وهو نفسه بطل تطوير المستوطنات ومعارض صريح للسلطة الفلسطينية، لم يقل كلمته الأخيرة. وذكرت الصحف الإسرائيلية أنه في الأيام التي أعقبت تفكيك “أورحاييم” عُقد لقاء ساخن بين الوزيرين.

“لوفيغارو” مَضت إلى الإشارة إلى أنّه منذ اتفاقيات أوسلو، كان الجيش الإسرائيلي مسؤولاً عن الإدارة المدنية للمنطقة “ج” من الضفة الغربية التي تشكّل نحو 60 في المئة من الأراضي. هذه الوظيفة يتولاها “منسق نشاطات الحكومة في الأراضي” (Cogat)، التي كان يرأسها ضابط عيّنه وزير الدفاع، بناء على توصية من الجيش.

لكن خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، وضع سموتريتش يده على هذه الإدارة، وهو ما يرفضه وزير الدفاع، يوآف غالانت، الذي قال: “لم يكن لدى جيش الدفاع الإسرائيلي قائدان قط. يجب ألا نكسر سلسلة القيادة”.

فهذا الأخير، وهو ضابط سابق، يردد مخاوف الجيش. ففي منتصف شهر يناير الجاري، قبل أيام قليلة من مغادرته منصبه، كسر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي صمته للتعبير عن مخاوفه بشأن هذا التقسيم غير المسبوق في وزارة الدفاع. وعبّر لصحيفة “هآرتس” عن قلقه من الخطر الذي يشكّله تعيين مسؤولين من خارج الجيش لديهم أهداف غير عسكرية على رأس Cogat.

غير أن بنيامين نتنياهو لم يقرر بعد بخصوص هذه المسألة، تشير “لوفيغارو”، موضحة أن الأخير دعا يوم الخميس الماضي إلى اجتماع مع وزيريه، وقال بعده: “جلسنا وحاولنا تحديد الاتفاقات الائتلافية بدقة، بالفطرة السليمة والمسؤولية، وسآخذ على عاتقي اقتراح حل لإصلاح هذه المشكلة في الأيام المقبلة”.

ونقلاً عن أشخاص مطّلعين على الأمر، قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” إن رئيس الوزراء يعتزم احترام الاتفاقات الائتلافية. ووفقا لمحلل إسرائيلي نقلت عنه صحيفة “هآرتس”، فإنه من المحتمل جدا أن يفوز وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في نهاية المطاف في هذه المواجهة، مع وجود سبعة نواب في الكنيست، فإن لحزبه له وزناً كبيراً في الائتلاف الذي تم تشكيله خلف نتنياهو.

من جانبه، وزير الدفاع غالانت، عضو في حزب الليكود بزعامة نتنياهو، والذي تقلصت مساحة المناورة السياسية لديه بشكل كبير.

أما العسكريون، فيزعمون أن نقل إدارة الأراضي المحتلة إلى إدارة مدنية يمكن اعتباره، على المستوى الدولي، ضمّا فعليا للضفة الغربية.


القدس العربي