طارق أبو زينب- الجالية اللبنانيّة المقيمة في السعودية والدول الخليجيّة.. ثوابتٌ راسخة لا تتغيّر

  • شارك هذا الخبر
Thursday, December 8, 2022

كتب طارق أبو زينب الإعلامي المتابع للشأن الخليجي والعربي في جسور:

بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الست، المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان، ودولة قطر، علاقات أخوة وتعاون عميق وجدت ترجمتها خلال عقود طويلة من الزمن في أوجه عديدة ومتنوعة.

وحضنت الدول الخليجية الجالية اللبنانية وتعاملوا معهم بدون تفرقة منذ عقود ولغاية اليوم، ومن دون أن ننسى حرص المملكة العربية السعودية وقيادتها والدول الخليجية على المثياق الوطني اللبناني، ووحدته وعروبته واستقراره والسعي المستمر مع المجتمع العربي والدولي لإجراء الاستحقاقات الدستورية بموعدها، بالإضافة الى تكريس احترام إتفاق الطائف وعدم المساس به لاسيما التزام لبنان بالقررات الدولية، وحرص القيادة السعودية على دعم الشعب اللبناني من خلال إنشاء الصندوق الإنساني المشترك السعودي – الفرنسي ودخوله حيز التنفيذ من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبتعاون مع الوكالة التنمية الفرنسية والمؤسسات الدولية، لتلبية الحاجات الإنسانية الإكثر إلحاحًا لدى الفئات الهشة في لبنان.

وأكدت معلومات لـ "جسور لا يختلفُ إثنان على ممارسات رئيس الجمهورية الأسبق ميشال عون والإشكالات التي أثارها تياره ورئيسه وحلفاءه في المحور الإيراني السوري، والمعادلة السياسية العدائية التي استخدمها الرئيس الأسبق ميشال عون ضد الدول الخليجية، أصبح لبنان يغرد خارج السرب العربي، وحصد اللبنانيين على أسوأ عهد مرّ في تاريخ لبنان من حيث الأزمة الإقتصاديّة الحادّة التي يتخبَّط بها الشعب اللبناني والإساءة للعلاقات مع الأشقاء العرب والتي لا تخدم المصلحة الوطنيّة اللبنانيّة، والذي هو بأمسّ الحاجة اليوم إلى الدعم الخليجي ووقوف أشقائه العرب إلى جانبه بعد تخلي بعض المسؤولين اللبنانيين عن دورهم الوطنية والارتهان لأوامر الخارج وخطف الدولة اللبنانية.

وتضيف المعلومات لـ "جسور ، تعاملت الحكومات الخليجية مع الجالية اللبنانية على قاعدة من هو مقيم وموجود في دول مجلس التعاون الخليجي ويحترم قوانينها وأنظمتها سيُحترم، ومن يخالف الأنظمة سيلقى العقوبة القانونية العادلة، ولم تعتبر الحكومات الخليجيّة أن ما صدر عن بعض المسؤولين اللبنانيين يعبّر عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في الخليج العربي وتعاملت الدول الخليجية مع اللبنانيين المقيمين باعتبارهم "جزء من النسيج اللحمة التي تجمع الشعوب الخليجية وأشقائهم اللبنانيين، و لم تبادر تلك الدول إلى ترحيل اللبنانيين، إلا من ثبت صلتها مباشرة بأحزاب لبنانية تمتلك اجندات خارجية أو تطلق مواقف عدائية وتتدخل في شؤون دول الخليج العربي، لاسيما وأن حوالي 584 ألف لبناني مقيم في الخليج العربي، بينهم نحو 250 إلى 300 ألف مقيم في السعودية وحدها، وحوالي 200 ألف لبناني في دولة الإمارات، وثم 50 ألف لبناني في دولة الكويت، و25 ألف لبناني في دولة قطر، ونحو 5 آلاف لبناني في مملكة البحرين، وثم نحو 4 آلاف لبناني مقيم في سلطنة عمان، ويستند الاقتصاد اللبناني بشكل رئيسي على عائدات اللبنانيين العاملين في دول الاغتراب، لاسيما دول الخليج، والمقدّرة بنحو 4 الى 5 مليارات دولار سنويًا من أصل 8 مليارات دولارات، هي مجموع تحويلات المغتربين سنويًا الى لبنان.
من يعيش في كنف الحكومة السعودية يحظى بالكرامة الإنسانيّة
بالعودة الى المقيمين اللبنانيين في الدول الخليجية تقول المغتربة سيدة الاعمال اللبنانية الاستاذ ناهدة الخطيب لـ "جسور المقيمة في المملكة العربية السعودية مع اسرتها منذ حوالي 22 عامًا، "المملكة العربية السعودية نعتبرها بلدنا الثاني وقدمت لنا الكثير ما لم يستطيع لبنان ان يقدمه للمغتربين اللبنانيين وحتى المقيمين في لبنان، ومن يعيش في كنف الحكومة السعودية يحظى بالكرامة الإنسانية والأمن والامان والاستقرار."

ولا يغيب عن بال المغتربين اللبنانيين المحطات البارزة والمصيرية الكثيرة التي اعتمد فيها لبنان على الدعم المالي والاقتصادي الخليجي وكانت مسارعة دول الخليج العربي إلى التبرع بمبالغ طائلة لإعادة الإعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية في تموز/يوليو عام 2006، حيث قدّمت السعودية مايقارب 734 مليون دولار، والكويت 315 مليونًا، وقطر 300 مليون، وسلطنة عُمان 50 مليونًا، والإمارات العربية المتحدة 13 مليونًا، والصندوق العربي للتنمية 10.37 مليون، ومملكة البحرين 3 ملايين، أي ما يناهز المليار ونصف المليار دولار خُصِصت فقط لإعادة إعمار ما دمره القصف الإسرائيلي، واعادة الإعمار شملت معظم احياء في الضاحية الجنوبية لبيروت، والجنوب والبقاع اللبناني، ولم تشترط حكومات الدول الخليجية بإعادة الاعمار بين طوائف واخرى، فشملت المساعدات المنازل والمدارس والمساجد والكنائس والجسور والطرقات والبنية التحتية، ولم تفرق دول الخليج بين الشعب اللبناني الذي تضرّر كثيرًا جراء الحرب المدمرة والمغامرة التي تورط فيها الشعب اللبناني، هذا فضلاً عن الشاحنات التي وصلت إلى لبنان محملة بالمساعدات أثناء الحرب.
السعودية بلد الإنسانية
وتضيف الأستاذة ناهدة الخطيب لـ "جسور: "حتى في عز الكارثة التي اصابت لبنان في 4 آب/أغسطس جراء انفجار مرفأ بيروت، وصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد الإنفجار مباشرة أولى طلائع الجسر الجوي السعودي وذلك بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وصاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والسفارة السعودية لمساعدة المنكوبين والجرحى والعائلات التي تضرّرت جراء الإنفجار، بالإضافة إلى استمرار مركز الملك سلمان للاغاثة بالعمل في لبنان من خلال ترميم المنازل المتضررة في منطقة المرفأ ومحيطها وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والتعليمية الى العائلات والطلاب الأكثر حاجة.
‎الشعب اللبناني من النسيج المجتمعي السّعودي
وفي هذا الصدد أكد الصحافي السعودي الأستاذ ماجد المالكي لـ "جسور، "الشعب اللبناني المقيم في المملكة العربية السعودية هو جزء من اللحمة العربية التي تجمع السعوديين بأشقائهم العرب، ومنذ سنوات طويلة يرتبط الاشقاء اللبنانيين بعلاقات قوية مع اخوانهم السعوديين، حتى ان غالبية ابناء المقيمين اللبنانيين في المملكة لم يشعروا يومًا بانهم خارج لبنان، فهم يشتركون مع الأشقاء السعوديين في الوظيفة وفي الدراسة وفي العلاج وفي الترفية، مثلهم مثل بقية الاشقاء العرب والمقيمين، لذلك يرى اللبناني الذي ولد وعاش واستقرّ بالمملكة انهم في بلدهم الثاني.
دول الإمارات العربية المتحدة توفّر مقومات العيش الكريم
أما المغترب اللبناني الاستاذ سمير البايا المقيم في دولة الامارات المتحدة منذ ١٥ سنه تقريبًا، والذي يعمل مدير العلاقات العامة في احد الشركات الخاصة يقول لـ "جسور: دولة الامارات العربية المتحدة حفظها الله هي بلدي الثاني والتي احتضنت اللبنانيين المقيمين وانا ومنهم، وتوفر لنا مقومات العيش الكريم كافة دون تفرقه، وتعلمت من دولة الامارات الشقيقة ان في يد الواحدة قوة، وان السلاح الحقيقي للتقدم هو التركيز على الانسان، والتمسك بالقيم الانسانيه، وتبني الانسان رؤيه طموحة وهادفه تواكب التحديات للوصول الى افاق اكثر تقدما واذدهارا.

ويضيف الاستاذ سمير البابا لـ "جسور: لقد اثبتت دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة بانها أهل للمسؤوليه وذلك في اصعب الازمات ويدها ممدودة لدول العالم كافة، فجسدت الامارات نموذجًا يحتذى في التسامح والاعتدال والإنسانية والعون وتقبل الاخر، كما نشهد لها بإعطاء الفرص واستقطاب افضل المواهب والكفاءات من خلال طرح برامج الاقامات طويلة الامد حتا اصبحت وجهة عالميه متميزه للعمل والعيش معا ، شكرا" دولة الامارات على اعطاءنا الامن والامان واستقرار .

دول الخليج تتصدّر مشهد الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية والاقتصادية في المنطقة
وفي هذا الصدد، قال الممثل اللبناني مازن معضم لـ "جسور ، الحائز على الاقامة الذهبية في دولة الامارات العربية المتحدة، تعد النهضة الثقافية والفنية المعاصرة والإنجازات الاقتصادية والرياضية و الإنسانية في المجالات كافة احد ركائز الدول الخليجية، وبالتحديد دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، بالإضافة الى عزيمة واصرار الدولتين لإستعادة الدور الريادي للامة العربية في إطار التنوع والتعدد والتسامح وقبول الاختلاف وتقديم التراث والثقافة والعلم داخل إطار رساله الأصالة المنشودة.
"ليالي بيروت" تنبض بالحياة في موسم الرياض
يضيف الممثل مازن معضم لـ "جسور : اما المشهد الأبرز فهو حرص الهئية العامة للترفية السعودية على إظهار لبنان الحياة والحضارة والفن من خلال أقامه فرقة "مياس" اللبنانية عرضًا عالميًا مبهرًا في 21 و 22 تشرين الثاني/نوفمبر والتي قدمت من خلالها لوحات فنية متميزة لنجوم فنانين لبنانيين في موسم الرياض المستمر تحت شعار "فوق الخيال " وهو الموسم الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، عبر 15 منطقة ترفيهية مميزة، بدعم من ولي العهد السعودي سمو الامير محمد بن سلمان واشراف مباشر من رئيس الهيئة العامة للترفية المبدع معالي المستشار تركي آل الشيخ، كذلك نبضت بيروت في قلب العاصمة الرياض وعاشت العاصمة ليالي لبنانية فنية استثائية أحياها فننانين لبنانيين وسميت "ليالي بيروت" حيث قدم فنانو لبنان ليلتهم الفنية وسط حضور جماهيري كبير من الجالية اللبنانية والشعب السعودي والخليجي، ازدحمت بهم المسارح، كما حمل جميع الفنانين اللبنانيين رسائل الحب باصواتهم العربية الأصيلة من بيروت الى الرياض ودول الخليج العربي، وفي ظل رؤية 2030 قطعت السعودية شوطًا كبيرًا بالتطور الثقافي والقفزة النوعية استهدفت اهتمامات مختلفة لهيئة الترفية، ووزارة الثقافة السعودية منها الموسيقى والتمثيل والمسرح والادب والشعر والفنون على انواعها.
الدور الإيجابي لدول مجلس التعاون الخليجي اتجاه لبنان
ويضيف الممثل مازن معضم لـ "جسور : لا يخفى على أحد الدور الريادي و الاخوي لدول مجلس التعاون الخليجي بمساعدة لبنان في اصعب الظروف، حيث قدم الاشقاء مساعدات في إطار مؤتمر "باريس- 1" عام 2001، وفي مؤتمر "باريس- 2" عام 2002 وفق مشاريع اقترحتها حكومة رئيس الوزراء الراحل الشيهد رفيق الحريري، حيث قدمت السعودية 700 مليون دولار، والصندوق العربي للتنمية 500 مليون دولار، وكل من دولة الإمارات ودولة الكويت 300 مليون دولار، و كل من دولة قطر ومملكة البحرين 200 مليون دولار، وصندوق النقد العربي 100 مليون دولار، وسلطنة عُمان 50 مليون دولار، من أصل 4.4 مليار دولار، إجمالي المبالغ التي قدمتها سائر الدول الغربية والعربية، والهيئات المانحة والصناديق العربية.

ثم في عام 2007 إبان حكومة رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، شاركت دول الخليج في مؤتمر "باريس- 3" لدعم الاقتصاد اللبناني الذي واجه صعوبات نتيجة حرب تموز 2006، وقدمت ما يفوق المليارين و700 مليون دولار، من أصل 7.5 مليار دولار.
المساعدات الإنسانية بعد انفجار المرفأ وجائحة كورونا
ويلفت الممثل مازن معضم لـ "جسور إلى أنه وعلى الرغم من تراجع العلاقات بين لبنان ودول الخليج في السنوات الماضية بسبب الاساءة المستمرة من قِبل بعض المسؤولين اللبنانيين لدول الخليج العربي، استمر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فرع لبنان بمد يد العون ومساعدة اللبنانيين والنازحين السوريين واللاجئيين الفلسطينيين، وأنفق المركز عشرات ملايين الدولارات في السنوات الأخيرة على المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، والتي تكثّفت بعد انفجار مرفأ بيروت، ثم خلال جائحة كورونا، والتدهور الاقتصادي، فضلاً عن تقديم المساعدات من قِبل السفارتين الكويتية والإماراتية في المناطق المًحتاجة في لبنان.
لم نسامح من أساء للسّعودية والامارات ودول الخليج
وصرح المغترب اللبناني المقيم في المملكة العربية السعودية الاستاذ محمد قاسم أبوزيد لـ "جسور قائلا": العلاقة الاخوية بين لبنان والدول الخليجية تجمعها الروابط العميقة والحميمة، ونحن كمغتربين لم نسامح ولن ننسى من استخدم اسلوب الإساءة للعلاقات اللبنانية الخليجية لتنفيذ اجندة سياسية حاقدة، ولن ننسى عندما كانت تهب رياح الحروب والأزمات في لبنان الذي يتأرجح بعدم الإستقرار ويفقد الأمن والأمان، فساندته الدول الخليجية وبالأخص المملكة العربية العربية التي تقف دائمًا مع الشعب اللبناني في محنته وأزماته والقضايا المصيرية .

ويضيف الاستاذ محمد قاسم أبوزيد لـ "جسور ، لطالما سعت المملكة العربية السعودية لحفظ استقرار لبنان في أكثر من محفل واكثر من موقف، من خلال رعاية اتفاق الطائف وايقاف الحرب الاهلية اللبنانية واعمار لبنان والدعم الاقتصاد والوقوقف بجانب اللبنانيين في ازمة جائحة كورونا العالمية وإنفجار مرفأ بيروت عبر تقديم مساعدة طبية وإغاثية وإنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فرع لبنان .