خاص - باسيل "ييمشي" بجوزاف عون ..ضمانة باريس -الدوحة افضل له من الحزب ..؟! سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Sunday, December 4, 2022

خاص - الكلمة أونلاين

سيمون أبو فاضل

بدأ إلى حدّ ما، يتجلّى مصير الاستحقاق الرئاسي الذي يدور في حلقة الفراغ على ما كانت عليه الجلسات الانتخابية الثمانية التي انعقدت حتى حينه.
حتّى إنّ المؤيدين للمرشح الرئاسي النائب ميشال معوّض من قوى سياسية ونيابيّة لا يترددون بالقول ، بأنّ خرقًا سيحصل في هذا المجال وهو ما دلّت عليه تراجع أصواته في الجلسة الأخيرة، لان عددا من النواب استشعر بوادر تسوية تعدّ في الخارج ففضل انتظار التوجيهات ..
ولا يخفي هؤلاء بأنّ الجلسة الإنتخابيّة الأخيرة حملت في نتائجها هذا التّحول الذي سيكون لصالح قائد الجيش العماد جوزاف عون ،وأنّ النوابً الذين عزفوا عن الاقتراع لمعوّض لعلمهم بأنّ الاتصالات الإقليميّة الدّوليّة بدأت حول هذا الاستحقاق، ولذلك عمدوا إلى وضع قرارهم تحت سقف هذه الاتصالات التي تتّجه نحو إنتاج تفاهم إقليمي- دولي ينسحب على الداخل اللبناني، بحيث يتمّ انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهوريّة.

وترافق هذا التفاهم الدّولي الاقليمي، أي أميركا، والتي أوكلت الى باريس بهذه المهمّة نظراً لتواصلها مع حزب الله، في وقتٍ دخلت الدّوحة على خطّ معالجة قرار رئيس التّيار الوطني الحرّ النّائب جبران باسيل،واقناع ايران بضرورة فصل الملف الرئاسي اللبناني عن خلافات ايران مع الولايات المتحدة الاميركية، وعدد من الدول التي توترت علاقة طهران بها على خلفية تزويدها روسيا بمسيرات استعملت في اوكرانيا ، وذلك لكي لا تعمل ايران على عرقلة هذه التسوية من خلال حزب الله ..
وفي ظلّ هذا الواقع، تحركت الدّيبلوماسية الفرنسية التي عدّلت سياستها مؤخرًا تجاه الممانعة لجملة ابعاد ، في اتّجاه تأمين الظروف المناسبة لوصول قائد الجيش إلى بعبدا، فشهدت العاصمة باريس، نشاطًا للدّيبلوماسيّة الفرنسية في اتّجاه تهيئة ظروف انتخاب جوزاف عون ،فكانت الاتّصالات التمهيدية مع حزب الله الذي يربط قراره بتسهيل هذا الامر ،بمدى حصوله على ضمانات من الإدارة الفرنسية بألّا يكون جوزاف عون في قصر بعبدا هو غير جوزاف عون الذي هو حاليًا في وزارة الدّفاع، لأنها عانت من تجربة مرّة مع الرّئيس الاسبق ميشال سليمان.
فحزب الله، حسب اوساط الفريق الفرنسي المتابع للملف اللبناني يأخذ بعين الاعتبار ظروف وعوامل الانتخابات الرئاسية الحالية المختلفة عما كانت عليه في العام ٢٠١٦ ،ولم يعد سهلا عليه ايصال رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ،وبات يريد ضمانة فرنسا بالا يحصل إنقلابًا عليه في المستقبل من قبل جوزاف عون ..في حين ان التوازنات النيابية -السياسية التي فرزتها مؤخرا الانتخابات النيابية بعدما كان يراهن على ان تكون الاكثرية البرلمانية لصالحه تفرض عليه عدم التهاون اذا امكنه ذلك ، في دعم مرشحه للوصول الى رئاسة البلاد...
أمّا على خط الدوحة ، التي كثف زياراته اليها مؤخرا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، فيعمد وفق مصادر عليمة في اجتماعاته مع القيادة القطرية المتابعة للملف الانتخابي اللبناني، إلى استعادة روحيّة اتفاق الدوحة لناحية تحديد وتعزيز موقعه في المعادلة، عملا بما طالب به زمن اتفاق الدوحة العماد ميشال عون للقبول بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ..
واضافة" للاحاطة والعناية "القطريّة بعون ومعظم الفرقاء على كافة الأصعدة زمن اتفاق الدوحة ، طالب عون أن يبقى هو الفريق الأقوى، وصاحب القرار المسيحي الأول في عهد ميشال سليمان ، فيما يتعلق بالتعيينات وما له علاقة بالحضور المسيحي في المؤسسات لامتلاكه كتلة نيابية واسعة.

وتقول المعطيات في هذا الإطار، بأنّ باسيل الذي سيحسم أمره لصالح التجاوب مع طلب القيادة القطرية وتسهيل وصول جوزاف عون إلى قصر بعبدا، لا ينطلق فقط من اتكاله على الدوحة للعب دور مع الجانب الأميريكي لرفع العقوبات عنه، بل أيضًا بأن يكون له دورًا في المعادلة وفق حجمه مباشرة من قبل جوزاف عون إذا ما تولّى رئاسة الجمهورية، وان تعزيز موقعه من شأنه ايضا ان يؤمن مصالح قطر وفرنسا في مجال الغاز من موقعه في التركيبة ، اذا ما كان يمتلك نفوذا ولم تتم مواجهته و تطويقه من قبل العماد جوزاف عون اذا ما انتخب رئيسا للجمهورية بحيث سيعمد باسيل الى تسهيل وصول قائد الجيش الى بعبدا من خلال عدم مواجهته وتأمين النصاب الدستوري دون اقتراع نواب تكتل التيار الوطني الحر له...
فلا يرفض باسيل تسليمه بتسوية الدوحة، لكي يؤمّن رفع العقوبات عنه ويحظى بحماية خارجية له ولتياره وعدم فتح ملفات فساد المرتبط بها وصفقات عمل على عقدها، لاعتباره إنّ الدوحة وفرنسا قادرتان على تأمين هذه الضمانة من خلال علاقتهما مع قائد الجيش جوزاف عون، فيما فرنجية سيكون منافس سياسي له وسيواجهه نيابيًا وشعبيًا، وفي هذا الوقت يتحضر للترشح مستقبلا ،اذا ما توفرت هذه العوامل له .
ولا يرى باسيل بأن عدم تجاوبه مع حزب الله بدعم المرشح الرئاسي سليمان فرنجية انقلابا على هذا التحالف ،وانه يخرق التفاهم القائم بينهما، لاعتباره على ما ينقل عنه ،بأن حزب الله لم يسعى جديا لحماية عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ،من هجمات رئيس مجلس النواب نبيه بري عليه ، وكان تبريره بأنه لن يصطدم مع بري ويوتر الساحة الشيعية من اجل تأمين هذه الحماية ،في حين ان التيار الوطني الحر بات يخون في بيئته المسيحية لعلاقته بحزب الله وانعكس ذلك عليه تراجعا في مؤيديه ،وانزال واشنطن عقوبات على رئيسه " باسيل " نتيجة تفضيله تحالفه مع حزب الله على علاقة جيدة مع واشنطن ..

وامام هذا الواقع في الملف الرئاسي، والتفاهم الأوليّ بين القوى الإقليميّة والدّوليّة بامتداداتها إلى السّاحة الداخلية وبلوغه هذا الحد من مقاربة الحل للاستحقاق الرئاسي، فإنّ قرارًا أساسيًا منظرا يبقى هو المتوّج لأي تفاهم ،وتمتلكه المملكة العربية السعودية التي وضعت من خلال عدّة لقاءات عقدها ولي العهد محمد بن سلمان مع رؤساء الدول وتبعها البيان الثلاثي من نيويورك، المعايير التي يجب أن تتوفّر في النظام المقبل ، المُتكامل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء وصولًا إلى البيان الوزاري، وذلك بوضع حدود لتمدد حزب الله على حساب الدولة اللبنانية وضرورة احترام القرارات الدّولية -العربية.

اذ عندها تطلق الرياض العنان لدعم لبنان على ما هو كلامها العلني ،في المحافل الدولية ودوائر القرار ،وهي حاليا في واقع مغاير عن المرحلة التي رافقت انتخاب عون في العام ٢٠١٦، ويدل تحرك سفيرها في لبنان وليد البخاري وانعقاد لقاء الاونيسكو على مدى حضورها واهتمامها ، دون اغفال الاصطفاف الرئاسي لحلفائها الذي يقوّي اوراقها ، مع الاخذ بعين الاعتبار عدم ادخال حتى حينه الاحتياطي اي النواب السنة وربما عدد من التغييريين ، بانتظار الشوط النهائي ، عندما يكتمل المشهد النهائي ،والذي لا يراه الفريق المؤيد لفرنجية حاصلا بهذه السهولة ...