خاص- تعليمات فرنسية عليا بالملف الرئاسي اللبناني والحزب يراوغ! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, November 28, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

يجزم متابعون عن كثب للملف الرئاسي اللبناني بأن تعليمات القيادة الفرنسية المتمثلة مباشرة بالرئيس ايمانويل ماكرون للدائرة المعنية مباشرة بالملف اللبناني واضحة جدا بما يتعلق بالملف الرئاسي لجهة عدم طرح او تبني اي مرشح رئاسي وتسويقه كمرشح باريس. وتنفي المصادر ما تم التداول به مؤخرا عن تبني وتسويق فرنسا لاسم قائد الجيش العماد جوزيف عون بتكليف او تنسيق او تعاون مع الاميركيين علما انه سبق ذلك قبل اشهر الترويج لاخبار عن طرح فرنسا اسم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية على السعوديين الذين رفضوه. وتشير المصادر الى ان فرنسا كعادتها مهتمة بالملف اللبناني وتعتبر نفسها "عرابة" لبنان وتحاول ان تفرض نفسها وصية عليه، الا ان التجارب السابقة لها في السنوات الماضية لم تكن مشجعة، اذ تبين ان ايا من القوى الدولية غير مستعدة لتسليم الساحة اللبنانية لفرنسا، وان كانت تترك لها هامشا من الحركة وتسمح لها بالمبادرة الا انها لن تسمح بأن تكون صاحبة القرار، وهي ستكون مستعدة لعرقلة اي مسعى او طرح فرنسي قد تجده يهدد مصالحها في لبنان. فلا الولايات المتحدة الاميركية رغم توزع اهتماماتها الدولية في ساحات اكثر تأثيرا بكثير من لبنان مستعدة للتخلي عن الساحة اللبنانية وتسليمها لماكرون تماما كالمملكة العربية السعودية التي عادت لتؤثر بالمشهد المحلي بعد مرحلة من الانكفاء. وبالرغم من التعاون والتنسيق الفرنسي- الايراني الذي بلغ مستويات غير مسبوقة، لا تجد طهران مصلحة لها على الاطلاق بأن تعود فرنسا "الام الحنون" للبنان خاصة بعد حديث المرشد الإيراني علي خامنئي الاخير واعتباره ان "استهداف سوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان والصومال، هدفه ضرب العمق الاستراتيجي لإيران"، ما يعني ان طهران تعتبر لبنان حلقة اساسية لعمقها الاستراتيجي لن تسلمها لاي كان، هي التي تعتبر نفسها القوة الاكبر والاكثر تأثيرا لبنانيا من خلال حزب الله.

ولا تستبعد المصادر ان يقوم ماكرون بزيارة لبنان مجددا خلال عيدي الميلاد ورأس السنة تحت عنوان تفقد قوات بلاده العاملة في الجنوب باطار قوات اليونيفل، ليسعى لتحريك الجمود بالملف الرئاسي، مؤكدة في الوقت عينه انه لا يحمل تصورا للحل وسيدعو على الارجح لحوار بين الاطراف اللبنانية، ما يجعلها مجرد دعوة تشبه عشرات الدعوات المماثلة التي تطلق يوميا في الداخل والخارج من دون نتيجة.

ففيما لا تبدو القوى المعارضة لحزب الله متحمسة لحوار خارج مجلس النواب تعتبر انه لن يفضي الى مكان وفق المعطيات الراهنة، يدعو حزب الله للحوار لكنه في الوقت عينه يروج لرئيس يدعم المقاومة ما ينسف اي دعوة حوارية للاتفاق على رئيس من اساساتها. ويبدو واضحا ان الحزب يعتمد بامتياز سياسة المراوغة بالملف الرئاسي، فالمواقف التي اطلقها النائب عن الحزب علي عمار من مجلس النواب بعد الجلسة الاخيرة التي تمت الدعوة لها لانتخاب رئيس والتي تناولت قائد الجيش هي الاكثر تعبيرا عن المراوغة المعتمدة في التعاطي مع الانتخابات الرئاسية. فهو وان غازل جوزيف عون معتبرا انه قدم نموذجا جيدا على رأس المؤسسة العسكرية وحمى السلم الاهلي مؤكدا ان لا فيتو عليه، حاول الفصل بين قيادة الجيش والرئاسة، وهو ما قرأه متابعون للملف على انه يهدف لزكزكة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من خلال تذكيره بأن خيار جوزيف عون متاح في حال بقي عند موقفه الرافض لسليمان فرنجية، وبالوقت عينه القول للاميركيين ان الحزب ليس مستقتلا للسير بمن يعتبره "مرشحهم الرئاسي" الا باطار تسوية كبيرة لم تتبلور ملامحها بعد.

وفي الوقت الذي تتأرجح اسهم عون وفرنجية على وقع مواقف هذا وذاك، تبقى اسهم المرشحين المستقلين مستقرة لحد كبير. ولفت الاسبوع الماضي الدور الذي لعبه الوزير السابق ناجي البستاني باعادة تحريك ملف المطران موسى الحاج، وهو من المرشحين الاساسيين المقربين من بكركي والذين يتمتعون بعلاقات جيدة بكل القوى، اضافة لمرشحين آخرين بعضهم يكثف حركته والبعض الآخر لا يزال يتحرك بحذر، اما هؤلاء فهم الوزراء السابقين زياد بارود، نعمة أفرام، جهاد أزعور، فارس بويز، بسام يمين، اضافة لرجل الاعمال اللبناني الفرنسي سمير عساف، النائب السابق صلاح حنين، من دون اغفال حركة المرشحين الذين اعلنوا عن ترشيحاتهم وابرزهم ترايسي شمعون، زياد حايك، بشارة أبي يونس ومي الريحاني.