بين شجرة العيد الطبيعية والاصطناعية.. خيارات بيئية صعبة

  • شارك هذا الخبر
Sunday, November 27, 2022

بدأ العديد من الأشخاص بالتحضير لفترة الأعياد نهاية ديسمبر، للاحتفال بالميلاد والسنة الجديدة. ويشمل ذلك تزين شجرة العديد وإضاءتها.

ويأتي ذلك بعد قمة "كوب27" للمناخ، والتحذيرات من التداعيات البيئة لأفعال الإنسان التي أضرت بالكوكب، وبات الأمر ملحا للتحرك السريع والفعال في سبيل مكافحة التغير المناخي.

فما هو الخيار الأمثل على الصعيد البيئي؟ قطع شجرة وتزيينها في المنزل؟ أو شراء شجرة اصطناعية؟

بالنسبة للعديد من الأشخاص، تزيين شجرة العيد مرتبط بالتقاليد، وهو فرصة للعودة إلى الذكريات.

فبعض الناس يعودون إلى ذكرياتهم من خلال نقل الشجرة من الغابة، وتزيينها بعد أن تفوح رائحتها في البيت، فذلك يصنع لهم جو الأعياد التي اعتادوا عليها خلال العطلة.

ومن ناحية أخرى، توفر الأشجار الاصطناعية لبعض الناس الراحة، حيث يمكن إعادة استخدامها خلال السنوات اللاحقة.

لذلك، يشرح تقرير لـ"واشنطن بوست" ما هو الخيار الأنسب لاتباعه خلال الأعياد.

قطع شجرة من الغابة
في حين تمثل عملية قطع عشرات الملايين من الأشجار كل عام كابوسا بيئيا، إلا أن شجرة عيد الميلاد الحقيقية يمكن أن تكون أكثر استدامة من الشجرة الاصطناعية، حسب قول المدير التنفيذي لمنظمة حماية الطبيعة في نيويورك بيل أولفيلدر.

ويضيف أولفيلدر، الحاصل على درجة ماجستير في علم الغابات أنه "لا ينبغي أن يشعر الشخص بالندم، أو بالذنب من قطع شجر للعيد، بل على العكس تماما"، موضحا أن "الأشجار تتجدد. وعندما تُقطع بالطريقة المناسبة تتجدد ما يوفر العديد من الفوائد البيئية"، حسب صحيفة واشنطن بوست.

وتمتص الأشجار الطبيعية ثاني أكسيد الكربون، المساهم الرئيسي في الاحتباس الحراري، من الهواء وتطلق الأكسجين.

وقد يستغرق الأمر سبع سنوات على الأقل لزراعة شجرة عيد الميلاد وكي تصل إلى ارتفاعها المعتاد الذي يتراوح بين ستة وسبعة أقدام، وفقا لجمعية شجرة الميلاد الوطنية (NCTA)، وهي مجموعة تجارية تمثل مزارعي وبائعي الأشجار الطبيعية.

ومع نمو هذه الأشجار، فإنها لا توفر الهواء النقي فحسب، بل يمكنها أيضا أن تكون بمثابة موائل للحياة البرية، وتساعد على تحسين جودة المياه، وتحافظ على المساحات الخضراء.

وغالبا ما تُزرع أشجار عيد الميلاد على سفوح التلال غير المناسبة لزراعة أنواع أخرى من المحاصيل وكل شجرة تُقطع، تُزرع مكانة واحدة أو ثلاثة في الربيع التالي، وفقا لـNCTA.

إضافة إلى ذلك، يمكن الاستفادة من الأشجار الطبيعية بطرق مستدامة حتى بعد أن تيبس.

فعلي سبيل المثال، يوجد في نيويورك وواشنطن برامج لجمع أشجار عيد الميلاد اليابسة وتحويلها إلى نشارة.

ويقول أولفيلدر إنه يمكن أيضا استخدام هذه الأشجار لمنع تآكل الكثبان الرملية أو الغرق في البرك والبحيرات ولإنشاء موائل طبيعية للحياة البرية في المياه العذبة.

ويدرك أولفيلدر وبعض الخبراء أن هناك تكلفة بيئية لزراعة وتوزيع الأشجار الحقيقية. فتتطلب زراعة الأشجار الماء وفي كثير من الحالات استخدام الأسمدة والمبيدات. وعلاوة على ذلك، يمكن أن ينتج عن حصاد الأشجار وشحنها من المزارع إلى المتاجر الكثير من الانبعاثات.

ومع ذلك، قد تكون الأشجار الحقيقية هي الخيار المفضل على الأشجار الاصطناعية عندما يتعلق الأمر بالاستدامة الشاملة، والتي تأخذ أيضا في الاعتبار الآثار الاقتصادية والاجتماعية، وفقا للصحيفة.


متى يكون شراء شجرة اصطناعية مجديا؟
تصنع الأشجار الاصطناعية من البلاستيك والمواد البترولية. وتستخدم فيها العديد منها المواد المربطة بالمخاطر الصحية والبيئية.

إلا أنه، يمكن صنع الأشجار من البولي إيثيلين، وهو نوع آخر من البلاستيك، وفق قول ماك هارمان، المؤسس والرئيس التنفيذي لإحدى شركات تجارة التجزئة لأشجار عيد الميلاد الاصطناعية في الولايات المتحدة.

ورغم أن الأشجار الاصطناعية لا تبدو صديقة للبيئة، إلا أنها في بعض الحالات يمكن أن تكون الخيار الأمثل للمناخ، وفقا لجمعية شجرة الميلاد الأميركية (ACTA)، وهي مجموعة صناعية غير ربحية تمثل مصنعي الأشجار الاصطناعية.

وتشير واشنطن بوست إلى دراسة أجريت عام 2018 وحللت الخيار الأنسب بين أشجار عيد الميلاد الحقيقية والاصطناعية عبر مقاييس بيئية مختلفة، بما في ذلك الأثر على الاحترار العالمي، والطلب على الطاقة واستخدام المياه، وغيرها من المعايير، ووجدت أن الأشجار الاصطناعية قد يكون لها تأثير بيئي أقل إذا أعيد استخدامها لمدة خمس سنوات على الأقل مقارنة بشراء شجرة حقيقية جديدة كل عام.

وجاء في الدراسة أنه "يختلف تأثير كلا النوعين من الأشجار بناء على مسافة الطريق التي يستغرقها الشخص للحصول على الشجرة وكيف يتخلصون منها بعد استهلاكها".

لكن دراسة أخرى صدرت في عام 2009 خلصت إلى أن الأشجار الاصطناعية لن تصبح أفضل من الأشجار الطبيعية إلا إذا تم استخدامها لمدة 20 عاما، وفق واشنطن بوست.ي.

ورصد تقرير لـ"بلومبرغ"، تفاصيل الساعات الأخيرة من المفاوضات الطويلة والشاقة بين مندوبي الدول المشاركة في القمة الماراثونية التي تجاوزت الموعد المحدد لانتهاء أعمالها.

ونجح مندوبو الدول المئتين المشاركة في القمة، في تجاوز حالة الجمود، وأقروا في الجلسة العامة الختامية، اتفاقا يقضي بإنشاء صندوق لتعويض "الخسائر والأضرار" التي تتكبدها الدول النامية من جراء التغير المناخي.


كانت قمة الأطراف حول المناخ بمصر مهددة بالفشل والخروج دون الإعلان عن أي اتفاق، إلى حدود اللحظات الأخيرة عن موعد اختتام فعالياتها، مع عدم توافق الدول المشاركة حول تفاصيل إخراج صندوق تعويض "الخسائر والأضرار"، وموضوع التخلص من انبعاثات الوقود الأحفوري.
وفي وقت وصفت فيه بلومبرغ، هذا الاتفاق بـ"الإنجاز الكبير" بعدما طال انتظاره لعقود وبعد الشكوك المثارة بشأن إمكانية التوصل إليه في قمة مصر، يشير التقرير إلى "الفشل" الذي شاب إخراج اتفاق يضع أهدافا جديدة للتخلص من الوقود الأحفوري، أو على الأقل يبني على التزامات خفض الانبعاثات التي تم التعهد بها في قمة غلاسكو.

وكان النص المتعلق بخفض الانبعاثات موضع نقاشات حادة، إذ نددت مجموعة من الدول بما اعتبرته "تراجعا في الأهداف المحددة خلال المؤتمرات السابقة، ولا سيما النقطة المتعلقة بإبقاء هدف حصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية، مقارنة بما قبل الثورة الصناعية، قائما.

وبلغ تعقد النقاشات أوجَه مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن استعداده للانسحاب من دون اتفاق "بدلا من الخروج بقرارات سيئة".

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن خيبة أمله من نتائج الاتفاق في ما يتعلق بخفض الانبعاثات، على لسان رئيس شؤون المناخ في الاتحاد الأوروبي، فرانس تيمرمانز، الذي قال في الجلسة الختامية للمؤتمر، "ما لدينا ليس كافيا كخطوة للأمام (..) ولا يأتي بجهود إضافية من كبار الملوثين لزياد خفض انبعاثاتهم وتسريعه".

وأشار المسؤول الأوروبي إلى أن أطرافا عديدة "ليست مستعدة لتحقيق المزيد من التقدم اليوم في مكافحة أزمة المناخ".

وأبرز تقرير بلومبرغ، أنه في الوقت الذي كان فيه موضوع مساعدة البلدان النامية الأكثر تضررا من التغيرات المناخية قابلا للتنفيذ، تم تقديم الوثيقة النهائية لمؤتمر المناخ دون إحراز تقدم حاسم بشأن الانبعاثات.


الحرة