.. كيف سينعكس استقرار أسواق الحبوب على أزمة الغذاء العالمية؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, November 26, 2022

عادت أسعار القمح أدراجها إلى مستويات قريبةٍ مما كانت عليه قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، فقد هبطت العقود الآجلة للقمح إلى ما دون الـ 8 دولارات للبوشل في بورصة شيكاغو.

أما في أوروبا، فتراجعت إلى 325 دولارًا للطن وسط أجواء إيجابية أشاعها استمرار الإمدادات من المصدّرين الرئيسيين.

ومنذ مطلع تشرين الثاني الجاري، تراجعت عقود القمح دولارين للبوشل أو أكثر من 20 % ونحو 40 % من ذروة الأسعار التاريخية، المسجلة في الربع الثاني من 2022.

سبب تراجع أسعار القمح
فبعد فترة من عدم اليقين بشأن الإمدادات، وافقت روسيا على تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، والذي يضمن ممرًا تجاريًا آمنًا للسفن التي تحمل الحبوب لمدة 4 أشهر إضافية.


ووفقًا للسلطات الأوكرانية، تمكنت البلاد من تصدير أكثر من 11 مليون طن من الحبوب بواسطة هذه السفن، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ أول آب الفائت، مما خفّف بشكلٍ كبير من مخاوف النقص.

وبالفعل، تم شحن 4.5 مليون طن من الذرة، و3.2 مليون طن من القمح، بالإضافة إلى كميات كبيرة من بذور اللفت وزيت دوار الشمس، وطحين بذور دوار الشمس والشعير.

في غضون ذلك، زادت البيانات الواردة في تقرير تقديرات العرض والطلب الزراعي العالمي الصادر عن وزارة الزراعة الأميركية من توقعات العرض العالمي والمخزونات لعام التسويق القادم مقارنةً بتوقعات حدوث انخفاض، بحيث عوض ارتفاع الإنتاج في أستراليا وكازاخستان، الانخفاضات المحتملة في الأرجنتين والاتحاد الأوروبي.
العالم يبتعد عن براثن الجوع
ويأتي هذ الاستقرار بعد عاصفة من الارتفاعات المتكررة لأسعار الحبوب، ويتوقع أن يستمر هذا الهدوء حتى آذار المقبل لعلّه يخفف الهواجس من اتساع أزمة الغذاء العالمية.


في هذا السياق، يتحدث نادر نور الدين الخبير الإستراتيجي في الجمعية العامة لمنظمة الأغذية العالمية "الفاو" وخبير بورصات الحبوب والغذاء، عن أن البيان الصادر عن "الفاو" حول أسعار الغذاء العالمية بيّن وجود ارتفاع طفيف يقدّر بـ 5 % بداية شهر تشرين الثاني، حيث وصل سعر طن القمح الأميركي إلى 330 دولار.

وسبب هذا الارتفاع، فكان التخوف من عدم موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تمديد اتفاقية تصدير الحبوب من أوكرانيا، وفق نور الدين الذي يؤكد أن تدخل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أقنع الجانب الروسي بتمديد الاتفاقية اعتبارًا من 9 تشرين الثاني لمدة 4 أشهر.